صديقك صديقك، وصديق صديقك صديقك، وعدوك عدوك، وصديق عدوك عدوك، وعدو صديقك عدوك، وعدو عدوك صديقك" الصداقة قيمة أخلاقية
الصداقة مطلب الجميع فى هذه الحياة وذلك لكون الإنسان يميل إلى التمدن ويكره الوحشة ويحن إلى الرفقة ولكونه موجود مع الآخر ومن أجله، ولكن مفهوم الصداقة فى حد ذاته يختلف من شخص إلى الآخر ويتغير من مجتمع إلى آخر تبعا لاختلاف المعايير والقيم التى تتحكم فى الثقافة التى ينتمى إليها هؤلاء الأشخاص، ربما يعود الاختلاف إلى الأهداف والمقاصد المرجوة من تدشين علاقة المصادقة، إذ هناك نية نحو كسب المنفعة وتحقيق المصلحة عند البعض وتوجه نحو كسب السلطة والجاه عند فريق ثان وثمة بحث دائم عن إرضاء الرغبة وإشباع العاطفة عند البعض الآخر ولكن قلة هم الذين يبحثون عن الصداقة الحقيقة .، اذا هل تقرّ بوجود صداقة حقيقية أم لا؟” سؤال يتحمل الإجابتين فى أن معا، ولدى الفرد الواحد مهما بلغت درجة وعيه، ذلك أن الإجابة عن هذا السؤال مشروطة بالضرورة، أى أنها تتعلق بمنفعة ما، وبعيدا عن الحكم الأخلاقى الذى يجيّر فى كل مرة لمصلحة المستفيد من هذه الشراكة المعنوية التى يسمونها “الصداقة”.
سبب الاختلاف فى الحكم على الصداقة، هو أن هذه الأخيرة ليست عقدا مكتوبا، وكل تعريفاتها عائمة وهائمة، كالحديث عن الصدق والوضوح والإخلاص وكتم السر ونكران الذات وغوث المحتاج وهلمّ جرّا، من قبيل هذه القيم التى يتحدث عنها كل الناس وينشدونها، بل ويشتكون من غيابها، فكأنما الجميع ملائكة والجميع شياطين..درجات الصداقة متفاوتة بطبيعة الحال، وقد شبهها أحد الحكماء بقوله “الإخوان كالسلاح، فمنهم من يكون كالرمح يطعن به من بعيد، ومنهم كالسهم يرمى به ولا يعود إليك، ومنهم كالسيف الذى لا ينبغى أن يفارقك”.