بقلب مؤمن وقضية واحدة وملامح مصرية واحدة تقف واعظة وبجوارها راهبة يتناجيان لرب واحد أن يحفظ الله بلادنا من كل سوء، ووسط خلوة الواعظة وساحة الرهبنة يمتد بساط الزهد فى محل مسار العائلة المقدسة.
فى خطوة لا توصف بالجديدة بقدر وصفها بالتأملية فى أصول الأديان، تحركت راهبة بصحبة واعظة نحو البحث فى القيم الدينية المتشابهة، أو ما يسمى بـ"المشتركات الدينية"، والإنسانية، جاءت فكرة "ترنيمة وتسبيحة لا فرق بين مسجد وكنيسة"، والتى تبحث فى الإسلام والمسيحية عن توافق الآيات والأحكام والتشريعات حول قضية واحدة يجب أن ننفذها لخدمة الإنسانية والقرب من الله.
وعلى نفس درب العائلة المقدسة تقفيتا "الواعظة والراهبة" عقد لقاءات تبحث فى التسابيح، والآيات وتطلقا أدعية المحبة لله وللوطن بنفس الأديرة، فى دير المحرق ودير قلب يسوع، و دير الكاثوليك، و دير قلب يسوع المصريات بأسيوط، والتى تشهد لقاءات لواعظة وراهبة يبحثان فى ذات الله ومحبته.
فكرة البحث فى الإنجيل والقرآن عن الأخلاقيات والأوامر المشتركة لقيت استحسان الانبا كيرلس وليم مطران الأقباط الكاثوليك بمحافظة أسيوط وبسبب ذلك كان التوسع فى عقد لقاءات بالأديرة.
قال الداعية أمانى الليثى، إن حالة الزهد والتصوف والجلوس فى الخلوة للتفكر فى الله تبارك وتعالى وفى صفاته وسعة رحمته، هى نفس الحالة التى تعيشها الراهبات والخادمات فى حالة الرهبنة.
وأكدت لـ"اليوم السابع"، أن مجالسها مع الراهبات كشفت أنه لا تضاد بين الأديان، وأن الراهبات فى الكنائس يدركن أن روح المسيحية هى روح الإسلام والفرق فى مسميات وفى طبيعة مباشرة بعض العبادات.
وأضافت أن الراهبات لا يكرهن الإسلام ولا يضمرن العنصرية بل يدركن قيمة وعظمة الإسلام، ويدللن على صدق رسالته بما يؤيده فى دينهم ومن هنا جاءت فكرة البحث فى الكتابين حول المشتركات لترسيخ القيم الروحية والأخلاقية وتدارس مسار العائلة المقدسة والسنة النبوية.
وأوضحت أنها تقف مع الراهبات يتناجين ويقمن بالدعاء معا فى جلسات خاصة تشبه الخلوة للدعاء أن يوفق الله مصر وأهلها وأن يحميهم من كل سوء وأن ينعم على أهلها بالمحبة والود، لافتة إلى أنهما يبحثان عن أعمال مشتركة تخدم الوطن ونشر القيم والمحبة.
وقالت ندعو إلى كلمة سواء وهى حب الله، وحب الأنبياء، واليوم بعد أن أصبح الانشقاق بديلاً للوفاق فقررت أبحث فى كل عقيدة ومعتقدات، وأقرأ كل أسفار وآيات الوصول إلى الجنة بالأخلاق، فمعاً نقتدى بالأنبياء (محمد وعيسى) فى شكل (ترنيمه وتسبيحه)، و نقول للجميع السلام عليكم تحية الإسلام ورمز السلام الذي دعي له محمد وعيسى عليهما السلام، ولا فرق بين مسجداً وكنيسه، بالحب والسلام تتعانق الأديان.