بأدوات بسيطة وأياد اعتادت على العمل، لكسب لقمة العيش، وبأحد الأزقة البسيطة بقرية البتانون التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وجدناه جالسا على كرسيه الخشبى الذى عفى عليه الزمن، وسط كمية من الأخشاب المختلفة وطاولة بسيطة عليها مجموعة من الأدوات التى يستخدمها فى صيانة الفؤوس والمناقر والمحاريث، لكسب عدد من الجنيهات حتى يتمكن من مواجهة عناء الحياة فى حرفة احترفها عن والده ليظل متمسكا بها وعاملا بها مهما كانت الظروف التى تتعرض لها.
اقتربنا أكثر من المعلم رضا 40 عاما، والذى باتت علامات العمل تسيطر على وجهه بصورة واضحة، وبين يديه وكفيه، ليروى لنا ما يقوم به من أعمال تساعد الفلاح على زراعة ورعاية أرضه من توفير للأدوات التى تساعد فى العمل بالأرض.
وقال المعلم رضا لـ"اليوم السابع"، أتوجه إلى المحل السابعة صباحا حتى السابعة مساء، وأقوم بصيانة الفؤوس التى انكسرت يدها، وأقوم بتعميرها "تركيب اليد الخشبية لها"، وذلك من خلال توفير الجزء المعدنى من الفأس " الكف " وأقوم بعمل اليد الخشبية وتصنيعها لها، وإذا كان للفلاح يد خشبية يقوم بإحضارها مع الكف ليتم تصنيعها على الكف وتركيبها بواسطة عدد من الادوات .
وتابع المعلم رضا، أقوم بتصنيع اليد الخشبية بما أملك من أدوات من أزميل وقادوم ومنشار حتى أقوم بتحرير تلك اليد ، ومن ثم اقوم بتركيبها بالكف الحديدية والتى يتم تثبيتها فيها من خلال مجموعة من المسامير ، وهو السيناريو الى يتم مع كل فأس أو منقرة، وأتقاضى عن كل فأس ما بين 10 جنيها إلى 20 جنيها على حسب توفير اليد أو عدم توفيرها .
وأضاف المعلم رضا أنه يقوم بصيانة المحاريث الخشبية المختلفة والتى تحطمت أجزاء منها ومذلك من خلال تركيب الاجزاء الناقصة منها، لافتا إلى أن دخول المحاريث الحديدية إلى العمل قللت من عمله بشكل ملحوظ علاوة على دخول الميكنة الحديثة فى الزراعة والتى أدت إلى عدم قدرته على مواجهة عناء الحية أكثر وأكثر.
وأشار المعلم رضا إلى أن عمله أصبح بشكل كبير موسمى يعتمد على مواسم الحصاد من قمح وذرة وهما الموسمين الذى يحتاج فيهما الفلاح إلى الفأس والمنقرة والمحراث كى يتمكن من العمل بالأرض، وخاصة أن الأرض فى هذه الزراعات تحتاج إلى رعاية من نوع خاص باستخدام تلك الأدوات.
وواصل المعلم رضا أنه يعمل بتلك المهنة منذ سنوات طويلة ويحبها، ولكن مع زيادة المتطلبات فى الحياة وقلة العمل، قام بإدخال العديد من الانشطة داخل المحل الخاص به من أجل مواجهة عناء الحياة ليدخل العديد من احتياجات الفلاحين أيضا من سلاسل وأغطية للحمير وغيرها من الأدوات التى يستخدمها الفلاح بالعديد من الأشكال، وذلك لمواجهة العمل على مواسم متغيرة.
وأكد المعلم رضا على أنه يعشق مهنته بشكل كبير ويطالب جميع أصحاب المهن بأن يحافظوا على مهنهم بشكل كبير، وأن يسعوا إلى تطويرها، وأن يسعى كل صاحب مهنة إلى أن يجعلها مستمرة ومتواصلة ما بين الأجيال حتى لا تتعرض تلك المهن للانقراض.