قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن المسلمين فى سريلانكا يعانون من المقاطعة والعنف فى أعقاب الهجمات الإرهابية التى استهدفت كنائس ومناطق سياحية فى البلاد فى إبريل الماضى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركات التى يملكها مسلمون تواجه مقاطعات غير رسمية، واندلعت أعمال شغب ضد المسلمين فى محافظين فى مايو الماضى، مما ألحق أضرارا بمئات الشركات والمنازل والمساجد، وأسفر عن مقتل شخص واحد. واستقال تسعة وزراء مسلمين فى يونيو، لأنهم كانوا يخشوا من أنهم إذا لم يفعلوا ذلك، سيصبح المزيد من العنف وشيكا.
وأوضحت الصحيفة أن الخبراء يشعرون أن سريلانكا، البلد الديمقراطى متعدد الأعراق والأديان والذى انتهت الحرب الأهلية فى عام 2009، على وشك أن يشهد اندلاع توترات جديدة. هذه المرة أصبحت الانقسامات تظهر بسبب اختلاف الأديان وليس الخلاف العرقى القديم بين التاميل والسنهاليين.
وحتى قبل هجمات عيد الفصح، كان المسلمون الذين يمثلون 10% من إجمالى عدد السكان، يواجهون خطابا تمييزيا وعنف متفرق، لاسيما مع صعود الجماعات البوذية المتشددة بعد نهاية الحرب الأهلية.
إلا أن الأجواء الحالية تمثل تحولا خطيرا. ففى الشهر الماضى، دعا أحد أبرز الرهبان البوذيين فى البلاد إلى مقاطعة الشركات التى يملكها المسلمون، وبدا أنه يحرض على العنف. حيث قال الراهب وراكاجودا سرى جناناراثانا ثيرو: "لا تذهبوا إلى متاجرهم ولا تأكلوا طعامهم"، وأضاف: يجب أن يحمى البوذيين أنفسهم.
ويرى بعض المراقبين أن اللهجة المعادية للمسلمين تخدم غرضا سياسيا وهو إثارة استقطاب بين الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية المقرر فى وقت لاحق هذا العام. حيث يقول أحد أعضاء البرلمان المسلمين إن أحزاب المعارضة تريد أن تظل الأوضاع فى حالة غليان.