ترتبط الفلسفة عند كثير من الناس بالرؤية المركبة وأحيانا المعقدة والبعض يراها متشائمة، لكن فى الحقيقة الفلسفة لها وجوه كثيرة منها فلسفة الأمل والتى يعد من مفكريها الألمانى أرنست بلوخ.
من هو الفيلسوف أرنست بلوخ؟
أرنست سيمون بلوخ عاش فى الفترة بين عامى 1885-1977 وهو فيلسوف ماركسى، ويعتبر واحدا من أبرز فلاسفة الماركسية فى الربع الأخير من القرن العشرين.
س/ هل ارتكب بلوخ أحطاء كبرى؟
ج/ نعم لم تكن حياة "بلوخ" خالية من الأخطاء، فقد قام فى الثلاثينيات بالدفاع عن الستالينية وسياستها التطهيرية، ما كان وراء قطيعته مع أدورنو كما أنه اختار سنة 1949 قبول منصب أستاذ فى جامعة لايبزيج التابعة لألمانيا الشرقية، ليتحول بعد ذلك إلى الفيلسوف الرسمى للنظام الشمولى فى شرق ألمانيا قبل أن يفيق من غفوته بعد القمع السوفياتى للانتفاضة المجرية سنة 1956 ليتم طرده من الجامعة.س / وما تصرفاته الصالحة فى الحياة؟
ينتمى بلوخ أيضا إلى الألمان القلائل الذين رفضوا الحرب العالمية الثانية، إذ اختار المنفى طوعيا متوجها إلى سويسرا سنة 1917، كما أنه اكتشف خطر النازية فى وقت جد مبكر ونشر سنة 1924 مقالا مطولا حول هتلر.ما الكتب المهمة التى أبدعها أرنست بلوخ؟
أول كتاب له كان "روح اليوتوبيا" صدر سنة 1918 وضم حجر رحى فلسفة بلوخ، التى تقول بأن الإنسان كائن ناقص يسعى نحو الكمال، ولهذا لا يمكنه أن يعيش بدون أمل، فليس الإنسان ما هو كائن ولكن ما يجب أن يكون.
وقد صدرت لبلوخ كتب متميزة، منها "ابن سينا أو اليسار الأرسطى" و"توماس مونتسه: لاهوتى الثورة"، الذى جاء احتفاء بلاهوتى اختار الانتصار لثورة الفلاحين بعكس مارتين لوثر، وفهم المسيحية كدين للعدالة الاجتماعية. لكن "مبدأ الأمل" الذى صدر سنة 1959، فى أكثر من 1600 صفحة، يظل قمة ما كتبه بلوخ، تاريخا ثقافيا لفكرة الأمل الإنسانية، وأحد أهم ما أنتجته الفلسفة الألمانية فى القرن العشرين.
س/ متى رحل أرنست بلوخ؟
فى الرابع من أغسطس سنة 1977، يغادرنا بلوخ. ثلاثة ألاف طالب يحضرون جنازته حاملين مشاعل بأيديهم، رمز أمل لا يموت إلا ليبعث من جديد.