"لا يحمل الورد هما بل يرفع الحب حلما، و ليس يسأل عمن يدعوه ألا يغني، غن إذن أنت غن وقل لحلمك أني آت، وإن كنت عني بعد السماء بعيد".. بهذه الكلمات تطل الفاتنة السورية فايا يونان على جمهورها المغربي للمرة الأولى، بحفل كبير تشارك به في فعاليات مهرجان تيميتار للموسيقى الأمازيغية والعالمية في مدينة أغادير الساحلية.
فايا لم تستطع كتمان فرحتها بتواجدها في المغرب أخيرا بعد طول انتظار من محبيها المغاربة، واختصرت وصف حالتها بكلمات "كتير سعيدة وكتير متحمسة، ومبسوطة بوجودي في المغرب لأول مرة"، وقررت رفع جرعة التشويق للجمهور بخوضها مغامرة التغني باللهجة المغربية لأول مرة، لتفاجئ الحضور بالحفل بأغنية من التراث المغربي تسمى "يابنت بلادي" بمثابة هدية، مزجتها بتوليفة غنائية متنوعة المذاقات من أعمالها القديمة كانت من ألبوم "بيناتنا في بحر"، ومقتطفات متناثرة من روائع ألبومها الثاني الجديد "حكايا القلب".
كل أغنية حكاية ولها شخصية ولون وهوية مختلفة ومستقلة عن الأخرى، وكل منها تحمل جينات موسيقية متفردة، تقول فايا : "الألبوم مليان شخصيات وألوان مزيكا مختلفة"، فتارة تجد روح التانجو والدبكة وتارة أخرى هنالك بصمة البدوي الساحرة، وتجتمع كلها في عامل مشترك كونها نابعة فعلا من القلب، وتصل لقلب من يسمعها فورا وتعبر عن حالته وذوقه، ولذا تم استيحاء "حكايا القلب" ليكون عنوان الألبوم، منها "يا قاتلى" و"كيفنا تنيتاتنا"، مرورًا بأغنيات "غن" و"يمكن نسى" و"صدى موالنا"، بجانب رائعة أبى فراس الحمدانى "فليتك تحلو".
وخاضت فايا تجربة الغناء باللهجة البدوية لأول مرة تحت مسمى "خلخالها"، ووصفتها فايا ب"المختلفة"، وأوضحت :اللون البدوي مألوف كتير في بلاد الشام، واللهجة معروفة وهنالك مناطق ومدن كثيرة تتكلم بها، لكن "بون ما نتغنى بيها"، أي لم يغني بها الكثيرون لربما منهم جارة القمر فيروز عندما غنت "يا راعي القصب"، لذا تبقى نوعية الأغاني البدوية مثيرة دوماً في مغامرة تقديمها وإحيائها، لأنها تكون لونا جديدا على المسامع في مجال الغناء، موضحة "أحببت تقديم التحية لهذه اللهجة الجميلة والتغني بها على طريقتي، وفضلت تقديم أغنية خفيفة وسهلة على الآذان وفهمها"، ومن كلماتها 'خلخالها آه يا قلب، والذهب ع الذهب بيحن".
ولم تنس فايا توجيه تحيتها لجمهورها الكبير في مصر، قائلة : "مصر في القلب وهي بلد الفن والثقافة، وأنوي الغناء باللهجة المصرية لأول مرة، و كل تجربة وليها وقتها وعندي مفاجآت غنائية كتيرة رح تتضح أولاً بأول " مضيفة:" أحب مغامرة التغني باللهجات المختلفة'، فها هي تعنت باللهجة البدوية والمغربية وقريبا المصرية وحتى لربما تشدو بمختلف اللهجات الأخرى، فهي بالنسبة إليها تجارب غنائية مثيرة، كما يزدحم جدول أعمال الفاتنة السورية هذا الصيف بجولة حفلات غنائية عربية احتفالا بحكايا القلب، بدأتها من الأردن مرورا ببيروت وصولا إلى المغرب، ومن ثم تشد الرحال إلى تونس لتقديم جولة دسمة من سبع حفلات متتالية تصول وتجول بها أنحاء البلاد، بداية من مشاركتها في مهرجان قرطاج الدولي، مرورا بالمهدية وصفاقس، حتى تنطلق لقلب القارة الأوروبية في أغسطس لتقديم حفلتين في السويد.
وانطلقت فايا مع بدايات العام الجاري فنيا توجتها بإطلاق ألبومها الجديد، بعدما حققت انتعاشة فنية غير مسبوقة خلال العام المنصرم، آخرها تتويجها بلقب أفضل مطربة سورية لعام 2018 ضمن جوائز داف باما الألمانية، وإطلاقها كليب "بغداد"، مع دخولها موسوعة جينيس للأرقام القياسية، باعتبارها أول مطربة عربية تنجح فى عملية "الكراود فاندينج" أو التمويل الجماهيرى، عبر أولى أغنياتها "أحب يديك"، وتمكنت من تحقيق أكثر من 25 ألف دولار لإنتاجها، وما يتخطى الثلاثة ملايين بالعملة السورية، وظهرت بالفعل الأغنية المصورة للنور، وأصبحت من أكثر أغانى فايا استماعًا وشهرة.
ويعد تيميتار أقدم وأكبر الكرنفالات الموسيقية فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط المتبنية لموسيقى الأمازيغ والفلكلور المغاربى الأصيل، حيث يهدف بالأساس لتسليط الضوء على الثقافة الأمازيغية للجمهور العام حسبما أشار إبراهيم المزند، مؤسس المهرجان، ويجمع فى توليفة برنامجه بين أبرز التجارب الموسيقية الأمازيغية مع خلطها بعدد من نجوم الموسيقى العالمية مع إتاحة الفرصة للعديد من التجارب المغربية الصاعدة، ويحتضن فى نسخته السادسة عشرة هذا العام أكثر من 43 حفلة موسيقية على مدار أيامه الأربعة، منها ملوك موسيقى الطوارق الفرقة المالية "تيناروين" والمغربي حاتم عمور والفرقة المغربية فناير والجزائري سفيان السعيدي والمغربية سكينة فحصي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة