في إحدى زياراته إلى مصر في ثمانينيات القرن الماضى، طلب الرئيس الأمريكى جيمى كارتر زيارة سوق الجمال في إمبابة بمحافظة الجيزة، زيارة لم تكن في الحسبان؛ حينها قام مكتب الرئيس الأسبق حسنى مبارك بالاتصال بإحدى العائلات الكبيرة في سوق الجمال ٌلاستقباله؛ ترى ماذا حدث في ذلك اليوم ؟
نعود بالزمن للخلف بضع سنوات وبالتحديد 1989 حين قام مكتب اللواء جمال عبد العزيز مدير مكتب رئيس الجمهورية آن ذاك بالاتصال تليفونيًا بالحاج"عبد الوهاب الوجيه" من أكبر عائلات التجار في سوق الجمال ليكون على شرف استقبال الرئيس الأمريكى"جيمى كارتر" وأسرته.
يقول الحاج عبد الوهاب الوجيه: في البداية لم أصدق هذا الاتصال وزعمت أنها مزحه من أحد الأصدقاء وقمت بغلق الخط في وجه المتصل؛ فقام بالاتصال مرة ثانية ففعلت نفس الفعل، فعاودها ثالثة وحينها قام زوج ابنتى بالرد على التليفون، وقال المتحدث على الطرف الأخر نصًا" إحنا مكتب رئيس الجمهورية هنكون ضيوفك بكره، الرئيس أمريكا جيمى كارتر طلب زيارة سوق الجمال، وهيكون معه زوجته وأولاده وبعض والمسئولين في الدولة منهم دكتور أسامة الباز، اللواء جمال عبد العزيز وغيرهم هنكون هناك في خمسة الصبح استعد للاستقبال" في البداية انتابنى الخوف والقلق ماذا سأفعل في تلك الزيارة؟؛ انتظرت حتى صدور الطبعة الأولى من الصحف اليومية وقمت بشراء جريدة الأهرام وفوجئت بخبر زيارة الرئيس الأمريكى "جيميى كارتر" لسوق الجمال وأن عائلة الوجيه ستكون في استقباله.
وتابع "الوجيه": على الفور ذهبنا وأعددنا فراشة كبيرة داخل السوق ووجدنا رجال الأمن في كل مكان وقد علقت الأعلام؛ والمنطقة بأكملها نظيفة لأقصى درجة، وأغلقت أبواب السوق على عائلة الوجيه كاملة رجال وأطفال بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الجمال ذات الأنواع المختلفة، في تمام الساعة الخامسة صباحًا وقفت السيارة الخاصة بالسفارة الأمريكية ونزل منها الرئيس الأمريكى وأسرته؛ وكان رجل متواضع لأقصى درجة وفى قمة الاحترام" سلم علينا بالأحضان وكأننى أخ له أو ابن عمه أو صديق له منذ عشرين عامًا" .
وأكمل "الوجيه"حديثه قائلًا: في البداية قمنا بعملنا اليومى داخل السوق حيث أقمنا المزادات على الجمال في شكل مبهج أبهر الرئيس الأمريكى؛ ثم توجه في جولة داخل السوق وشاهد الجمال المختلفة، وأعجب بها بشكل ملفت للغاية.
وأضاف الوجيه: أقمنا للرئيس الأمريكى وليمة كبيرة تليق باستقباله كانت تشمل على" أنواع كثيرة من الجبن سواء المصرى منها والمستورد، وأنواع كثيرة من اللحوم مطهيه بنكهات مختلفة، والدجاج والحمام، وكثير من أنواع الخبز المصرى والخبز الفرنسي، وأعجب بالوليمة بشكل كبير".
ظل "جيمى كارتر" ما يقرب من 5 ساعات تحدثنا فيها عن الجمال بأنواعها ومن أين نستوردها وأجود أنواعها وعن كيفية تربيتها، وكان"إستيف إستيبو" الملحق الصحفى الأمريكى في القاهرة هو المسئول عن الترجمة خلال الزيارة، أثناء الزيارة أهديت الرئيس الأمريكيى أحد الجمال داخل السوق نوعه"قعود لبنى شرق في غاية الجمال ومن أجود أنواع اللحوم، وبعض الخناجر الفضة والكرابيج السودانى، وحذاء جلد نمر أصلي" له ولعائلته.
في نهاية الزيارة شدد الرئيس الامريكى على دعوتى وأسرتى إلى زيارته فى أمريكا، ردا على تلك الزيارة ولكنى رفضت تلك الدعوة لأننى أحب بلدى مصر ولا أعرف أن أعيش خارجها ولو لفترة بسيطة، حيث أنى تعودت علي المعيشة فيها وتحججت بعملي.
بعد الزيارة مباشرة آتانى خطاب من الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك يشكرنى على هذا الاستقبال، ويؤكد على قبولى لدعوة الرئيس الأمريكى لزيارته وزيارة مزارعه، وبعد بأسبوعين من الزيارة آتتنى دعوة من السفارة الأمريكية، وقد أقيمت لى ولأسرتى وليمة غداء وشدد السفير وقتها على قبولي دعوة الرئيس الأمريكى لزيارته في أمريكا مرة أخرى حيث أنه لديه مزارع للماشية والإبل هناك ويريد ان يستفيد من خبراتنا، ولكنى رفضت للمرة الثانية وأكدت عليه أننى لا اعرف أن أعيش خارج مصر.