أكدت نورة بنت محمد الكعبى وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، ضرورة تبنى الرقمنة والربط الإلكترونى بين المكتبات ومراكز المعلومات، لإثراء المحتوى العربي وجعل الكتاب في متناول الجميع على مدار الساعة من مصادر موثوقة.
وجاء ذلك خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقليمي الأول للخريطة الرقمية للمكتبات ومراكز المعلومات العربية، الذي يقام بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، بحضور أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعدد من الوزراء ورؤساء الوفود العربية المشاركة.
وأشارت نورة الكعبي، إلى أن الثورة الرقمية التي يشهدها العالم المعاصر قلبت الموازين، وغيرت المعادلات التقليدية، وحطمت النظريات القديمة، واستحدثت أخرى جديدة، مؤكدة أن صناعة الكتب في قلب هذه التغيرات، ونتيجة لذلك فقد أعادت بعض المكتبات ترتيب أوراقها، وراجعت خططها وأهدافها وأدوارها، وطوّرت خدماتها لتواكب المتغيرات التي يشهدها قطاع النشر وصناعة المكتبات بهدف الاستفادة من الإختراق غير المسبوق الذي أحدثه العالم الرقمي في مجتمعنا والبناء عليه لتطوير صناعة النشر.
وقالت نورة الكعبى، حسب ما جاء بجريدة الاتحاد الإماراتية: "تمتلك دولة الإمارات تجربة رائدة في مجال تعزيز صناعة النشر، حيث تحتضن الإمارات أول منطقة حرة من نوعها في العالم مختصة بخدمة قطاع النشر والطباعة. كما عملت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة مع جمعية الناشرين الإماراتيين على تقديم المزيد من المحفزات، عبر إعفاء جميع الناشرين داخل الدولة من رسوم الترقيم الدولي للكتب بهدف دعم مشروع النهضة المعرفية الذي تشهده الدولة على مستوى النشر والتأليف والقراءة".
وأضافت، أنه انعكاس لتلك الجهود الثقافية المتميزة التي تقودها إمارة الشارقة على مدار أكثر من خمسين عامًا، فقد تم اختيار الشارقة هذا العام عاصمة عالمية للكتاب، وهي أول مدينة من منطقة الخليج العربي يتم اختيارها لهذا اللقب الثقافي رفيع المستوى من قبل اليونسكو وهو بلا شك إنجاز عربي نفتخر به جميعًا.
وأضافت نورة الكعبي في كلمتها، أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أطلقت مبادرة بوابة الإمارات الوطنية للمكتبات الرقمية، ومشروع المكتبة الذكية لربط جميع المكتبات العامة في الدولة مع بعضها البعض، بما يسهل على القارئ إمكانية الوصول إلى الكتاب الذي يبحث عنه في النطاق الجغرافي القريب منه.
وشددت نورة الكعبي، أهمية تضافر الجهود بين المشاريع الثقافية الملهمة في معظم الدول العربية، من خلال ربط رقمي يجمع المكتبات العربية على منصة إلكترونية شاملة، تحقق انتشار الكتاب في الدول العربية، بما يحفز الإنتاج الأدبي والإبداعي ويقرّب أيدي الشعوب أكثر من رف الكتب لتعزيز قدرة الشباب على الإطلاع وتبادل الإنتاج المعرفي والمعلومات والخبرات.
وأشادت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بمبادرة "مدرسة" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وتوفر 5000 درس تعليمي بالفيديو مجاناً على شبكة الإنترنت لأكثر من 50 مليون طالب عربي، مؤكدة أن هذه المبادرة تشكل استشرافًا للمستقبل، وتوظيفًا للتقنيات الحديثة في خدمة التعليم بأسلوب عصري وبمنظور فريد يتوافق مع تفكير أجيال المستقبل، داعيةً الدول العربية إلى إطلاق المزيد من هذه المبادرات الرقمية التي توفر مصادر تعليمية جديدة للشباب.