فرضت وزارة الخزانة الأمريكية للمرة الأولى عقوبات على وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، وشملت العقوبات تجميد أصوله بالولايات المتحدة ومعاقبة من يدعمه ماليا بحسب مسؤول بوزارة الخزانة الأمريكية.
وكان توعد وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشين ظريف بعقوبات، فى 24 الشهر الماضى عندما فرضت واشنطن عقوبات على ٨ من كبار قادة الحرس الثورى، قائلا: أن العقوبات ستطال وزير الخارجية الإيرانى ظريف فى وقت لاحق".
العقوبات على وزير الخارجية محمد جواد ظريف وجه الدبلوماسية الضاحك كما يصفه الإيرانيون، شغلت بال النخبة الإيرانية على مدار الاسابيع الماضية، فاستهدافه بالعقوبات يعنى تقويض رأس الدبلوماسية الإيرانية، وقد يكون للأمر تداعياته خطيرة على الرجل الذى قضى عمره فى الولايات المتحدة، ويرتبط بعلاقات جيدة بالدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين مكنته السنوات الماضية من ابرام الاتفاق النووى فى 2015.
داخل طهران ينظر الى العقوبات على ظريف بأنها سدا لطريق الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الامريكية، لان ظريف هو وجه إيران الإصلاحى الذى يميل لتوسيع علاقاته بالغرب، ومعروف بانفتاحه على المفاوضات مع العرب لاسيما الولايات المتحدة، وقاد مفاوضات ماراثونية وفريق تفاوض نووى فى 2015، تمكن فى النهاية من ابرام اتفاق نووى.
رغم ذلك لم يسلم ايضا من نيران المتشددين بالداخل الذين يروه موال للغرب، وتمت الاساءة له فى مسلسل "جاندو" للجاسوسية الامر الدى اغضبه وبعث جراءه رسالة للمرشد الاعلى يستنكر المسلسل الذى تم عرضه فى التلفزيون الايرانى الذى يخضع فى ادارته وتحت اشراف مباشر من آية الله على خامنئى.
وفى يونيو الماضى اعتبر الرئيس حسن روحانى أن العقوبات على ظريف وهو احد الوزراء المقربين منه والمعروفون بولائهم له اعتبرها علامة، على كذب الولايات المتحدة بشأن رغبتها فى التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما قال مستشاره حسام الدين آشنا، آنذاك على حسابه على تويتر "عندنا يتم حظر الرجل المفاوض يعنى أنهم لا يرغبون فى التفاوض".
ويبدو أن طهران لم يكن فى حسبانها حظر الوزير الصديق للغرب، ومراقبون فى الداخل الايرانى استبعدوا الشهر الماضى حدوث ذلك، لكن رأى يوسف مولايى الخبير فى القانون الدولى الايران، أن تداعياتها ستكون منوطة بنوع العقوبات التى سيتم فرضها، قائلا من الناحية القانونية لا ينبغى أن يحدث ذلك.
وقد يكون فرض العقوبات على ظريف له معنى رمزى باستهداف رأس الدبلوماسية الإيرانية، ففور إعلان العقوبات، رد وزير الخارجية الإيرانى ظريف قائلا: أن "العقوبات الأمريكية ليس لها تأثير على أو على أسرتى لأننى ليست لى ممتلكات أو مصالح خارج إيران".وأضاف ظريف أن أمريكا فرضت عليه عقوبات لأنه يمثل "تهديدا" لجدول أعمالها.
لكن مرجح أن يواجه الرجل قيود على تحركاته داخل الولايات المتحدة حال سفرها، بل وقد يمنع من دخوا امريكا، والمشاركة فى الاجتماعات السنوية للامم المتحدة، وتقويض تحركاته الدبلوماسية، وقد يمتد أثر العقوبات الى الاتفاق النووى وتكون المسمار الاخير فى نعشه، ويواجه ظريف الحد من رحلاته الدولية، فقد تمنعه من دخول بعض البلدان.
وحول محادثات مرتقبة، قال مسؤول امريكى أن أمريكا لا تعتبر ظريف نقطة الاتصال الرئيسية فى محادثات نووية محتملة وسترغب فى التواصل مع شخص له دور كبير فى صنع القرار.
وقبل ساعات من العقوبات كانت اخر تغريدة لظريف، أوصى فيها وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف، نظيره الأمريكي، مايك بومبيو، بقبول مقابلة مع الصحفيين الإيرانيين، بدلأً من تقديمه مقترحات جوفاء على حد تعبيره.