"براءة الأطفال والابتسامة التى أشاهدها على وجهوهم أثناء تواجدنا بالقرية لا يعادلها فى الدنيا أى سعادة"، هذه هى سعادتى الحقيقة عندما أقدر أسعد طفل وأفرحه من قلبه، مبادرتى نابعة من إيمانى بأن أطفال الريف لن يجدوا من يساعدهم على الجانب التثقيفى وخاصة أن أغلب قرى الريف لا يوجد بها قصور ثقافة من هنا جاءت فكرتى إطلاق مبادرة "عربية الحواديت" لتثقيف أطفال مصر بالقرى والنجوع.
قال"هيثم عبد ربة السيد" 36 سنة، حاصل على بكالوريس تربية قسم لغة إنجليزية، مدرس وكاتب سيناريوهات كرتون أطفال، ومقيم بقرية دوامة التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، إنه نشأ وتربى فى الريف المصرى وعاش على حكاوى والدته السيدة التى لم تنل حظها من التعليم، واكتفت بالتعليم للشهادة الإعداية وبعدها تزوجت وتولت رعاية بيتها، وغرست فيه منذ النشأ حب التراث والحواديت التى كانت تؤلفها من وحى خيالها وتسعده وأشقاءه بها وظلت حكاويها فى ذكراته حتى تخرج من الجامعة وعمل بالتدريس، وبدأ يشرح لتلاميذه الحصص فى شكل حكاوى ويقيم لهم ورش عمل.
وأكمل قائلا : "من هنا فكر فى شهر رمضان من عام 2015، فى إطلاق مباردة أطلق عليها اسم "عربية الحواديت" عربية محملة بالكتب الخاصة بالأطفال فى المرحلة العمرية المختلفة، ويجلس معاهم فى حلقة نقاشية يروى لهم القصص ويتناقش معهم، ومن قريته الصغيرة "دوامة" ولدت المبادرة وخرجت من رحمها إلى النور لتجوب أكثر من 12 محافظة من محافظات مصر وخاصة محافظات الدلتا والصعيد لتثقيف الأطفال.
انضم لبطل المبادرة فى البداية عدد من تلاميذه وأصبح الفريق يضم 11 عضوا فى كافة المجالات من أطباء ومدرسين ومهندسين، وكانت الفكرة فى البداية قائمة على تبرعات من أعضاء الفريق من جيبهم الشخصى يتم شراء الكتب، والنزل للقرى لشرح الكتب والقصص للأطفال.
وقال صاحب المبادرة، أن أكثر ما كان يعانى منه فى البداية السخرية التى كان يطلقها البعض عندما تم عمل جروب على الفيس باسم المبادرة البعض بدأ يتحدث عن توزيع لحوم أو ملابس أفضل من الكتب، ونسوا أن الثقافة جزء مهم فى الحياة، قام فريق المبادرة بعمل 398 ورشة عمل بالقرى ما بين ورش حكى وورش تلوين وورش رسم، وتم توزيع 68 ألف كتاب على الأطفال بالقرى والنجوع، وبدأت المبادرة تجد تجاوب من دور النشر ترسل كتب للمبادرة لتوزيعها ومن بعض الجمعيات المهتمة بالثقافة.
وعن تكريم رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، للمبادرة فى شخص صاحب الفكرة، قال "هيثم" إن فرحته كبيرة بالتكريم لأن كل هدفه هو إلقاء الضوء على المبادرة وعلى قريته والقرى التى زارها، ويتمنى أن تتحول إلى قرى نموذجية بها قصور ثقافة ومراكز شباب".
وتابع: أنه منذ أيام تلقى اتصالا هاتفيا من أحد العاملين بشركة للدعاية والإعلان ومطالبته بعمل فيلم تسجيلى عنه يعرض فى مؤتمر الشباب، فأغلق الهاتف فى وجه المتصل معتقدا أنه يمزح عليه، وبعدها عاود شخص أخر الإتصال به وتم إرسال وحدة تصوير سينمائى لعمل الفيلم، وبعدها تلقى إتصال من أحد شباب البرنامج الرئاسى يخبره بإختياره ضمن المكرمين من قبل رئيس الجمهورية، وأثناء التكريم ومصافحة الرئيس أثنى عليه و قال له الرئيس " جت لك منين الفكرة العبقرية، فقولت له كرم ربنا"
فيما عمت الفرحة بين أهالى قرية داومة بالشرقية بعد تكريم ابنهم من قبل رئيس الجمهورية وتوجهوا إلى منزل أسرته لتقديم التهنئة.
يذكر أن وقائع الجلسة الختامية للمؤتمر الوطنى السابع للشباب بالعاصمة الإدارية الجديدة ، شهدت عرض فيلم تسجيلى لعدد من النماذج المصرية الرائعة ، وكرم الرئيس عبد الفتاح السيسى ، خلال الجلسة هذه النماذج من بينها قصة نجاح هيثم السيد مدرس مقيم بقرية دوامة التابعة لمركز فاقوس محافظة الشرقية وصاحب فكرة "عربية الحواديت" لتثقيف أطفال الريف المصري.
وأكد هيثم السيد ابن مركز فاقوس صاحب مبادرة "عربية الحواديت" أن الفكرة جاءت من خلال والده معلم اللغة العربية الذى كان يقوم بتجميع الأطفال لتعليمهم اللغة العربية والقرآن الكريم ووجد والدته تقوم بعمل الطعام للأطفال ومن هنا قام بتطوير الفكرة للخروج بها إلى المجتمع".
وأضاف: "بدأت بكتب من مكتبتى الخاصة وبعربيتى نزلت للشوارع فى القرى والعزب والنجوع فى الأماكن التى لا يوجد بها بيوت ثقافة أو نوادى ولا يوجد بها حياة ثقافية على الإطلاق ، أحكى الحواديت للأطفال ، ثم تطور الأمر مع مرور الوقت وقمت بزيارة 13 محافظة ، وعمل ورش للمبادرة، وإقامة خيم وفصول محو أمية.
وأكد هيثم السيد أن عمله كمعلم للغة الإنجليزية فى قرية صغيرة بالشرقية ساعدته على تجربته مضيفا أنه بدأ بالمحيط والبيوت المتواجدة بجوار منزله ثم انتشرت الفكرة مع مرور الوقت.