أكدت وزارة الأوقاف، أن الدين أمر فطري ، لا غنى للإنسان عنه ، ولا صلاح له بدونه ، فالصلة القوية بالله عز وجل والفهم الصحيح لدينه يدفعان صاحبهما دفعا إلى القيم النبيلة، وإلى حب الوطن والعمل لأجله، وإلى الجد والاجتهاد في العمل وخدمة الإنسانية.
وتسائلت الأوقاف: إذا كانت الجماعات المتطرفة قد أساءت إلى الدين بإساءة استخدامه فإن العيب كل العيب ينسحب على هذه الجماعات لا على الدين نفسه، هذه الجماعات ظلمت الدين وشوهت صورته النقية وصفحته البيضاء، ودورنا أن نعمل على رد الناس إلى الدين ردا جميلا.
التدين الصحيح غاية الإنسان الرشيد والدول الرشيدة ، الأديان رحمة ، الأديان سماحة ، الأديان عطاء ، الأديان بناء ، الأديان ميزان صلاح الكون واعتداله واستقامته ، العالم بلا أديان غابة متوحشة ، وبإساءة استخدام الأديان أشد وحشية وقتاما ، نحتاج إلى رحمة ربانية ، ورؤية ثاقبة تميز الخبيث من الطيب ، والغث من الثمين ، تستعيد للأديان معانيها السامية الراقية ، وتنفي عنها تأويل الجاهلين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين ، وتعمل على إيقاظ الضمائر الإنسانية قبل فوات الأوان، فما أخطر موت الضمائر أو ضعفها على الفرد والمجتمع ، وما أخطر مراقبة الخلق دون الخالق، أو الخوف منهم أكثر من الخوف منه سبحانه وتعالى، مع أن ما عندهم إلى فناء ، ولا يتأتى إلا بإذنه وأمره، وما عنده سبحانه هو الأبقى، "ما عندكم ينفد وما عند الله باق"، فالعاقل من آثر ما عنده سبحانه على من عند غيره ، وعمل لآخرته بإعمار دنياه ودنيا الناس.