أيام قليلة وستبدأ معركة الانتخابات الرئاسية فى تونس، عقب دعوة الرئيس المؤقت محمد الناصر، لإجراء انتخابات مبكرة ستكون منتصف شهر سبتمبر المقبل، التى تأتى أعقاب وفاة الرئيس الباجى قايد السبسى، الخميس الماضى، ووفقا للدستور التونسى الذى أكد على تنظيم انتخابات فى مدة لا تتعدى 90 يومًا يتولى خلالها رئيس مجلس نواب الشعب رئاسة البلاد.
منذ سويعات قليلة أعلن حزب "تحيا تونس"، الذى ينتمى إليه رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، من خلال متحدثه الرسمى "على بكار"، أن الشاهد سيكون مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المبكرة فى 15 سبتمبر 2019، مضيفا أن رئيس الحكومة التونسية سيتحدث بهذا الشأن بعد نهاية فترة الحداد لسبعة أيام التى أعلنت إثر وفاة السبسى، فمن هو يوسف الشاهد؟.
الشاهد مع الرئيس الراحل
فى السطور التالية نستعرض نبذة عن المرشح الرئاسى لدولة تونس، حيث ولد يوسف الشاهد فى 18 سبتمبر عام 1975 فى العاصمة تونس، لعائلة تنتمى لطبقة البورجوازية، والده هو الهاشمى الشاهد، ابن عبد الحميد الشاهد، الذى كان عضوا فى أول مجلس عمادة الصيادلة التونسيين عام 1957، ووالدته نايلة الحداد التى هى ابنة الناشطة النسوية والنائبة البرلمانية راضية الحداد.
يوسف الشاهد
حصل الشاهد، على شهادة مهندس فى الاقتصاد الفلاحى من المعهد الوطنى للعلوم الفلاحية بتونس عام 1998، كما نال درجة الدكتوراه فى العلوم الفلاحية، من المعهد الوطنى الفلاحى فى باريس عام 2003، بعد أن سبق وحصل على شهادة الدراسات المعمقة عام 1999 فى اقتصاد البيئة والموارد الطبيعية.
رئيس الحكومة
بدأ الشاهد حياته السياسة، أعقاب الثورة التونسية عام 2011، حيث كان أحد مؤسسى الحزب الجمهورى فى 9 أبريل 2012، لكن سرعان ما انضم بعدها إلى حركة نداء تونس وأصبح عضو مكتبها التنفيذى، وفى 6 فبراير عام 2015، تم تعيينه فى منصب كاتب دولة لدى وزير الفلاحة سعد الصديق مكلفا بالصيد البحرى فى حكومة الحبيب الصيد.
رئيس الحكومة التونسى
وفى أعقاب حركة التغييرات الوزارية التونسية فى 6 يناير 2016، أصبح وزير الشؤون المحلية فى نفس الحكومة، وقبل أقل من سنة من الانتخابات البلدية، قدم مشروع تعميم البلديات على كامل تراب الجمهورية، معلنا عن تأسيس 61 بلدية جديدة.
يوسف الشاهد
وفى 1 أغسطس عام 2016، اختاره الرئيس الراحل السبسى، لتشكيل حكومة جديدة، ليصبح أصغر رئيس وزراء سنا فى تاريخ تونس منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956، وفى 20 أغسطس أتم تكوينها، وفى مساء 26 أغسطس، قام نواب كل من نداء تونس وحركة النهضة والاتحاد الوطنى الحر وآفاق تونس وكتلة الحرة، بإعطاء الثقة لحكومته بـ167 نائبا مع و22 ضد و5 محتفظين من جملة 194 نائبا حاضرا.
رئيس حكومة تونس
أصبح الشاهد، عقب توليه الحكومة، مادة مثيرة للجدل، فانتشرت أنباء حينها بأنه عمل كخبير زراعى لدى مصلحة الزراعة الخارجية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية، والمسؤولة عن تسهيل وصول المنتجات الزراعية الأمريكية إلى الأسواق الخارجية، لكن مصدر مقرب من أكد عمله بالفعل على برامج تعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وليس لديه ما يخفيه.
كما انتشرت أنباء أيضا نشرتها مواقع تونسية، أن هناك علاقة عائلية غير مباشرة بين الرئيس التونسى وبين الشاهد، لكن الشاهد نفى هذه الأخبار جملة وتفصيلا، قائلا: "ليس لدى أى علاقة عائلية أو مصاهرة بالرئيس".
وفى بداية هذا العام، غادر الشاهد حزب ندائ تونس، بعد خلافات داخلية خصوصا مع حافظ قايد السبسى نجل الرئيس، ليأسس حزب "تحيا تونس" الذى يضم أعضاء سابقين في حزب "نداء تونس".
ويعتبر الشاهد هو أطول رئيس للحكومة التونسية بقاء فى المنصب منذ ثورة 2011، لكن تراجعت شعبيته فى الأشهر الأخيرة، بسبب صراعات أجنحة وصعوبات واجهت حكومته فى حل مشكلتى البطالة والتضخم، وأصبح حزبه يملك ثانى كتلة فى البرلمان بعد "حزب النهضة" الإسلامى.