اختلفت الجنسيات والأعراق وتنوعت اللغات واللهجات، وجمعهم هتاف واحد تعلوا به أصوات الحجاج على جبل عرفات، ملبيين نداء الرحمن لتأدية الركن الأعظم من الحج يرددون “ لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك “، راجين الفوز برحمة من الله عز وجل، حيث ينزل إلى السماء الدنيا فيباهى بأهل الأرض أهل السماء قائلا " انظروا إلى عبادى جاءونى شعثًا غبرًا ضاحين، جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتى ولم يروا عذابى، فلم ير يوم أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة.
ويؤدى ضيوف الرحمن غدا السبت صلاتى الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بآذان واحد وإقامتين فى مسجد نمرة، ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويصلوا بها المغرب والعشاء ويقفوا بها حتى فجر العاشر من شهر ذو الحجة أول أيام عيد الأضحى، يأتى هذا فى الوقت الذى رفعت فيه بعثة الحج الرسمية المصرية حالة الاستعدادات للقصوى، والتنسيق السريع مع البعثات الثلاث الداخلية والسياحة والتضامن استعداداً للنفرة من عرفات إلى المزدلفة لصلاة المغرب والعشاء جمعاً قصراً.
لجان للإرشاد
ومنذ اللحظات الأولى لوصول الحجاج حرصت البعثات المصرية على نشر لجانها فى كافة المخيمات، كما نشرت علامات استرشادية لمساعدة الحجاج على تأدية المناسك بشكل صحيح، بالاضافة إلى توعيتهم بشكل مستمر بضرورة اتباع الارشادات الصحية تجنبا لضربات الشمس، وتنبيههم بضرورة الإكثار من شرب المياه والسوائل، وتجنب الجلوس تحت الشمس المباشرة لوقت طويل حيث تتجاوز درجات الحرارة يوم عرفة ال45 درجة.
وداخل مخيمات الحج السياحى بمستوياته المختلفة توجد كافة متطلبات الحجاج، حيث خيام مجهزة ومكيفة، و150 دورة مياه داخل كل مخيم، ومراوح فى الطرقات ورشاشات مياه لتلطيف حرارة الجو، ووجبات ومشروبات على مدار اليوم، وكوادر شبابية لمعاونة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، وحظت كل تلك التجهيزات بإشادة رئيس البعثة الرسمية ووزير الرى، والذى تفقد بنفسه الخدمات التى يتم تقديمها للحجاج داخل مخيمات الحج السياحى، كما أشاد بأسعار برامج الحج السياحى التى كانت فى متناول جميع المستويات وتتناسب مع مستوى الخدمة المقدمة لهم.
ومنذ مساء الجمعة تم نقل 36 ألف حاج لقطاع السياحة من مكة المكرمة إلى المخيمات فى مشعر عرفات، من خلال أكثر من 800 أتوبيس بخلاف السيارات الصغيرة والمتوسطة التى يطلبها عدد من الحجاج، حيث وفرت الشركات سيارات مكيفة وموديلات حديثة بجانب قيام المطوفين بتوفير عدد من الأتوبيسات الإضافية للتدخل فى أى طارئ، كما تم نقل المرضى من المستشفيات فى سيارات إسعاف مجهزة.
إشادة بخدمات السياحة
وكانت بعثة الحج قد انتهت من مراجعة كافة الخدمات الموجهة لضيوف الرحمن فى المشاعر المقدسة، قبل صعود الحجاج إلى مشعر عرفات، والتزمت كافة البعثات النوعية بتنفيذ توجيهات رئيس البعثة، الذى شدد على متابعة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بشكل عام، وحجاج البرى بشكل خاص، واكد على تميز حج هذا العام لوجود نخبة من كبار العلماء المنتمين إلى مؤسسة الأزهر وأكد على ضرورة عدم التردد وتلقى الفتوى من أكثر من مصدر حتى يطمئن قلبه.
ودعا رئيس البعثة الحجاج المصريين إلى ضرورة الالتزام بكل التعليمات التى تصدرها السلطات السعودية، والرسائل التى تصدر عن الدفاع المدنى السعودى، مشيرا إلى أن تلك التعليمات تهدف إلى حفظ أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
واطمأن مجدى شلبى رئيس بعثة الحج السياحى على توافر كافة الخدمات فى منى وعرفات، موضحاً أن بعثة السياحة وقيادات غرفة شركات السياحة عقدت اجتماعاً أمس لبحث خطط النفرة من عرفات وتم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل من أعضاء بعثة السياحة وتوزيعها على مكاتب الطوافة التى تخدم حجاج السياحة، واختيار أعضاء مجموعات العمل من ذوى الخبرة الكبيرة فى الإشراف على الحج.
مجموعات تدخل سريع
وقال شلبى إن هذه المجموعات تهدف إلى التواصل مع المطوفين والاطمئنان إلى اتخاذ كافة التدابير والترتيبات التى تضمن راحة الحجاج ومراقبة عمليات التصعيد والخدمات المقدمة للحجاج، بجانب التدخل الفورى عند حدوث اية مشكلة، ولتفعيل هذه المجموعات تم تحقيق آلية للربط الآلى بين كل هذه المجموعات ومع اللجنة الرئيسية من أعضاء اللجنة العليا للحج، وشدد على ضرورة تقديم كل مجموعة لتقرير كل ساعة عن عملية التصعيد، كما تم تزويد هذه المجموعات بكافة المعلومات عن حجاج السياحة وأماكن إقامتهم ومخيماتهم وذلك لإرشاد التائهين وتوصيلهم إلى معسكراتهم.
وأكد شلبى أنه اطمأن على مخيمات الحجاج بمنى والتأكد من توافر كافة الخدمات المتفق عليها مع المطوفين موضحاً أن مخيمات السياحة ألمانية مقاومة للحريق وبعيدة عن مخرات السيول وفى أماكن قريبة من رمى الجمرات، موضحا أن البعثة نجحت منذ قدومها فى حل المشاكل التى تعترض ضيوف الرحمن، وتفقد المخيمات المخصصة للحجاج بصحبة رئيس بعثة الحج فى منى وعرفات واطمأن على تجهيزها بجميع الخدمات المتميزة والتى تتناسب مع الحج السياحى.
خطة حماية الحجاج
وبالتزامن مع ذلك أكدت المملكة العربية السعودية استعدادها التام لوقوف أكثر من 2 مليون حاج على عرفات، بنشر عدد كبير من مجموعات الإشراف الوقائى ودوريات السلامة ووحدات التدخل السريع فى محيط جبل الرحمة، وإنشاء عدد من نقاط التمركز للحد من صعود الحجاج إلى الجبل فى حال رصد أى مخاطر تهدد سلامتهم، فضلا عن انتشار رجال الأمن والمرور والدفاع المدنى والكشافة بكثافة لتنظيم حركة السير ومساعدة ضيوف الرحمن.
وقامت قوات الدفاع المدنى بمشعر عرفة، تقديم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام، منذ وصلوهم للوقوف بعرفة فى يوم الحج الأكبر اعتباراً من الساعات الأولى من السبت وحتى مغادرة الحجيج باتجاه مشعر مزدلفة، ومواجهة مخاطر الأمطار والسيول أثناء تواجد الحجيج وكذا مخاطر الزحام والتدافع فى محيط مسجد نمرة، ومخيمات الحجيج.