مع حلول عيد الأضحى المبارك ، تنتشر بشكل كبير ظاهرة إرسال رسائل عشوائية عبر الهاتف المحمول من عينة «إرسلها لعشرة ولا تجعلها تقف عندك» - في إشارة للرسائل بزعم أنها رسائل دينية – الأمر الذي اعتبره كثيرون «مزعجاَ» بسبب كثرة إرسال وضخ هذه الرسائل بشكل مكثف طوال اليوم.
مسألة ضخ مثل هذه الرسائل المزعجة طرح معه إشكالية قانونية تتمثل فى هل هناك عقوبة للأشخاص الذين يقومون بإرسال مثل هذه الرسائل بشكل مكثف سواء بالحبس أو التغريم باعتبار أن مثل هذا الفعل يُعد مؤذياَ من الناحية النفسية، وما هي علاقة هذا الأمر بانتهاك الخصوصية الشخصية – بحسب الخبير القانوني والمحامى محمد الصادق.
فى البداية، فإن مسألة الأشخاص الذين يرسلون رسائل «عشوائية» من عينة ««إرسالها لعشرة ولا تجعلها تقف عندك» فإن الموضوع مجرم من الناحية القانونية طبقاَ لنص المادة «25» في الفصل الثالث من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم ١٧٥ لسنة ٢٠١٨، وكذا الجرائم المتعلقة بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتى غير المشروع حيث جرى نصها على أن :-«يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو (ارسل بكثافة العديد من الرسائل الاليكترونية لشخص معين دون موافقته)، أو منح بيانات إلى نظام أو موقع اليكترونى لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته أو بالقيام بالنشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات، لمعلومات أو أخبار أو صور وما فى حكمها، تنتهك خصوصية أى شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة ام غير صحيحة».
ويُضيف «الصادق» واضح من العبارة التي بين قوسين، أنها عاقبت على إرسال تلك الرسائل، بعقوبة الحبس الذي لا يقل عن ست شهور أو الغرامة من خمسين إلى مائة ألف، حيث إن مسألة إرسال رسائل بكثافة مثل هذه النوعية يعتبر «مؤذى للغير»، الأمر الذى جعل المشرع يفرد له نصاَ خاصاَ فى قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وذلك لأن هذه الرسائل تعتبر انتهاك للخصوصية وإزعاج للغير.
ووفقا لـ«الصادق» - وجب علينا ذكر هذا الأمر لأننا فى أيام الحج المباركة ومقبلين على عيد الأضحى المبارك، حيث تعد تلك الأيام موسما للأشخاص المحترفين فى إرسال مثل هذه الرسائل ومنهم من يرسل رسائل دينية، وردد قائلاَ: «أقسم بالله هو نفسه مش بيكون قراها، فياريت نحترم خصوصيات بعض، وحتي لو محدش رفع عليك قضية، لكن اسهل حاجه يتعملك بلوك، وفي يوم قد تحتاج تبعت رسالة في موضوع هام لذلك الشخص، فتكتشف أنه عملك بلوك من كتر رسايلك التافهة»، وهى جرائم تختص بها المحاكم الاقتصادية.
المقصود بالإزعاج أو المضايقة :
ويقصد بالإزعاج أو المضايقة الاستخدام السييء لأجهزة الاتصالات بُغية إزعاج الغير أو مضايقته ودون مبرر من خلال مناداة الغير عن طريق هذه الأجهزة كى يجيب النداء دون أى خطاب مفيد ولمجرد العبث بوقته وإقلاق راحته وتكديره ومضايقته، والإزعاج لا يقتصر على السب والقذف بل يتسع لكل قول أو فعل تعمَّده الجاني ويضيق به صدر المواطن وتقع الجريمة متى تحقق الإزعاج أو المضايقة من خلال أي جهاز من هذه الأجهزة.
هل تنقضي هذه الجريمة بالتصالح؟ :
لا أثر للصلح على جريمة تعمد إزعاجا للغير بأجهزة الاتصال الحديثة ولكن للقاضى من خلال ظروف الدعوى وملابساتها أن يأمر أو لا يأمر بوقف تنفيذ العقوبة التي يحكم بها على المتهم، وهذا الحق لم يجعل الشارع للمتهم شأنا فيه ، بل خص قاضي الموضوع به ولم يلزمه باستعماله بل رخص له في ذلك وتركه لمشيئته وما يصير إليه رأيه.
ومما يجدر التنبيه إليه هو وجوب لجوء المجنى عليه إلى الجهات المختصة فإذا كان الإزعاج عن طريق المحمول «رسائل S M S أو شتائم وتم تسجيلها أو كثرة الاتصال دون رد أى عدد كبير من المزدات»، فيكون الإبلاغ فى قسم مباحث التليفونات ويتعين تقديم التليفون لمطالعة الرسائل أو الحديث المسجل لإثباته فى المحضر.