لم يعد كل من التيار السلفى والإخوان قادرين على إقامة أى ساحات لصلاة العيد مثلما كانوا يفعلون فى السابق، بعد أن تمكنت وزارة الأوقاف من السيطرة على المساجد، حيث اعتادت الجماعة وشيوخ التيار السلفى خلال الأعياد على إقامة ساحات لصلاة العيد وتصعيد شيوخ تابعين لهم لأداء خطبة العيد.
كما فشلت الجماعة فى تضليل أنصارها بإقامة ساحات لعيد الأضحى، ففى السابق كانت تلجأ الجماعة إلى الصور المفبركة والقديمة لتوهم أنصارها بأنها أقامت ساحات عيد داخل مصر، وتنشر ذلك على مواقع التواصل الاجتماعى وعبر مواقعها الإلكترونية، إلا أنه ينكشف أن تلك الصور قديمة تعود لـ5 و6 أعوام.
وفى هذا السياق قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن فشل الإخوان والسلفيين فى إقامة ساحات لصلاة العيد هو دلالة على طفرة فى أداء وزارة الأوقاف نحو المزيد من السيطرة والضبط، لأن جزءا كبيرا من المهمة مسند للوزارة ورجالاتها وهيئاتها وإداراتها وذلك عبر توفير عدد مناسب من الساحات للصلاة وتوفير كوادر الخطابة لكل ساحة.
وأضاف الباحث الإسلامى، لـ"اليوم السابع"، أن هذه الخطوات التى تتخذها وزارة الأوقاف لا تترك فراغ يملؤه السلفيون والإخوان، علاوة على أن الجمهور يبحث عن ساحات العيد المعبرة عن المؤسسات الدينية الرسمية.
ولفت هشام النجار إلى أن الشعب المصرى يرفض التسييس ويبتعد عنه لكن البعض يذهب مضطرا لساحة يشرف عليها سلفيون أو إخوان إذا لم يكن هناك بديل.
من جانبه قال منتصر عمران، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن الإخوان أو الدعوة السلفية بالفعل فشلوا فشلا ذريعا فى أن يكون لهم وجود فى ساحات العيد سواء مباشرة أو من خلف الكواليس، وذلك يرجع لأن الدولة متمثلة فى وزارة الأوقاف المنوط بها أمور الدعوة والمساجد أحكمت سيطرتها على كل المساجد من خلال توفير الخطباء والأئمة المأهلين للخطابة، وذلك من خلال خطة محكمة قام بها وزير الأوقاف ويشهد الواقع على ذلك.
وأضاف القيادى السابق بالجماعة الإسلامية أنه فى الماضى كان معظم ساحات العيد التى تقام فى الخلاء خارج المساجد تتم صلاة العيد فيها من قبل الإخوان أو السلفيين أو جماعات الإسلام السياسى الأخرى، وكانت تلك الجماعات تستغل مثل هذه المناسبات فى الدعوة إلى فكرها من خلال دعوة النساء والأطفال إلى حضور الصلاة وتوزيع جوائز على الأطفال مع عمل فقرة ترفيهية لجذب النساء والأطفال، ومن خلال صلاة العيد توزيع منشورات تدعو المواطنين إلى الجماعة.