وأقبل حجاج بيت الله الحرام جماعات وأفراداً إلى مشعر منى راجلين وركباناً مع إشراقه صباح هذا اليوم العاشر من شهر ذى الحجة، مهللين مكبرين تملؤ قلوبهم الفرحة والسرور, بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم فى " مزدلفة " تحفهم عناية الله تعالى ورعايته، وهم يعيشون الأجواء الإيمانية وسط خدمات متكاملة تحيطهم من كل جانب، يقوم عليها إخوان لهم من أبناء هذه البلاد الطاهرة الذين نذروا انفسهم لخدمة ضيوف الرحمن والحرمين الشريفين والأمة الإسلامية فى كل مكان بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولى عهده، وجميع المعنيين الذين يحرصون ويوجهون دائما على تقديم أعلى مستوى من الخدمات لراحة الحجاج لكى يؤدوا مناسكهم فى أمن وطمأنينه .
وحرص الحجاج المصريين فور إفاضتهم من عرفات للمزدلفة على جمع الحصيات تمهيداً لرميها بالجمرات الثلاث فى منى ابتداء بجمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات، ثم يرمى الحجيج الجمرة الصغرى والوسطى والكبرى بسبع حصيات لكل منها، فى اليوم الحادى عشر والثانى عشر من ذى الحجة .
والحصيات التى يجمعها الحاج لرمى الجمرات ذات مواصفات معينة فى حجمها بحيث تكون مقاربة لحجم حبة الحمص وتكون سبع حصيات لكل جمرة من الجمرات الثلاث .
وسميت بجمرة مستمدة من معنى اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل، ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التى ترمى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ فالجَمَراتُ والجِمارُ هى الحَصياتُ التى يرمى بها فى الجمرات، وواحدتها: جَمْرَةٌ، و المُجَمَّرُ: موضع رمى الجمار هنالك .
وسئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى فقال:" أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه: إِذا نَحَّيْتَهُ، والجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك، وهى ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ، والجَمْرَةُ: الحصاة، و التَّجْمِيرُ رمْى الجِمارِ.
وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمى جَمْرَةً لأَنها تُرْمى بالجِمارِ، وقيل: لأَنها مَجْمَعُ الحصى التى ترمى بها من الجَمْرَة، وهى اجتماع القبيلة على من ناوأَها، وقيل: سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع، ومنه الحديث: "إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه".
والجمرات الثالث فى منى هى عبارة عن أعمدة حجرية وسط أحواض ثلاث، تشكل علامات للأماكن التى ظهر بها الشيطان، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث تبعد المسافة بين جمرة العقبة والجمرة الوسطى نحو 247 مترا وبين الجمرة الوسطى والجمرة الصغرى نحو 200 مترا .
أما الأحواض التى حول الأعمدة فإنها بنيت لتخفيف الزحام، ولجمع الحصى فى مكان واحد، وتواصلت الدراسات والجهود فى تطوير جسر الجمرات ، حيث تمت توسعته أكثر من مرة ، ويتكون من أربع طوابق بمخارج متعددة يراعى حركة الحجيج ويوفر الخدمات الأمنية والصحية والنقل والنظافة فحقق النجاح بتيسير رمى الجمار لملايين الحجاج.
وحرص الحجاج على النحر وحق الرأس أو التقصير، اقتداءً بالنبى صلى الله عليه وسلم، وسط فرحة كبيرة من الحجاج أن من الله عليهم بنعمة الحج.
وبدوره، حرص اللواء عمرو لطفى الرئيسى التنفيذى لبعثة الحج، على متابعة تفويج الحجاج فى المشاعر المقدسة، حيث نجحت خطة التفويج، مؤكداً أنه تم التنسيق مع مرور السعودية فى هذا الصدد.
وتابع الرئيس التنفيذى لبعثة الحج مع غرفة العمليات رصدهم لضيوف الرحمن وتحركاتهم ومتابعتهم من خلال أنظمة الكترونية مستحدثة هذا العام.
ووجه الرئيس التنفيذى لبعثة الحج البعثة الطبية بفحص الحجاج باستمرار ، خاصة كبار السن والمرضى الذين يعانوا من الإرهاق خلال فترة المناسك، مؤكداً أن المناسك تمت بسلام وجميع حجاجنا بخير.
وأهابت البعثة الطبية بحجاج بيت الله الحرام من كبار السن والمرضى بالتوكيل فى رمى الجمرات وعدم التزاحم والتدافع حفاظاً على النفس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة