واصل آلاف الأقباط احتفالاتهم للأسبوع الثانى بمولد السيدة العذراء بجبل درنكة بأسيوط، بعد أن اختتم صوم العذراء الأسبوع الأول، على أن يتم الاحتفال بالعيد الثلاثاء المقبل، الموافق 21 من أغسطس الجارى، إذ يستقبل الدير 5 مليون زائر سنويًا .
وكثفت الشرطة من تواجدها، ومنعت صعود السيارات أعلى جبل السيدة العذراء، واكتفت بالسماح بدخول حاملى التصاريح، حيث خصصت لكل عائلة تصريح واحد فقط مزود برقم السيارة وباسم سائقها، أما سيارات الأجرة فمنعت الشرطة صعودها على أن تتولى سيارات وأتوبيسات تابعة للدير نقل الزوار إلى أعلى بالقرب من كنيسة المغارة التى كانت مقرًا للسيدة العذراء عند زيارتها لمصر، وتتولى الكشافة الكنسية تفتيش حقائب الزوار، عبر ثلاثة بوابات إلكترونية دقيقة، ولا تسمح بدخول المواد العطرية أو المواد القابلة للاشتعال، كما منعت للمرة الأولى زيارة المسلمين للدير.
تقيم كنائس الدير قداسات يومية الأول من السادسة حتى السابعة صباحًا والثانى يمتد حتى التاسعة صباحًا، ويحرص الأقباط على تعميد أولادهم فى معمودية الدير لينالوا بركة القديسة مريم العذراء، كما يشهد الدير ذبح الكثير من المواشى والأغنام توزع على الفقراء كنذر.
وتنطلق فى الخامسة مساء من كل يوم، دورة العذراء، حيث تخرج من كنيسة المغارة زفة وموكب من الشمامسة والكهنة والرهبان يتقدمه الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وتوابعها، تخرج من الكنيسة الأثرية تحمل صور السيدة العذراء مريم والصلبان، وفى المقدمة الأيقونة الأثرية للعذراء مريم التى تطوف أرجاء الدير وتعود مرة أخرى وسط احتفالات وتهليل من الزوار، الذين يحاولون تقبيل يد الأسقف لنيل البركة.
عقب دورة العذراء، يلقى الأنبا يؤانس عظته اليومية من المسرح المنصوب بالقرب من كنيسة المغارة الأثرية، حيث يتجمع آلاف الأقباط للاستماع للعظة التى تسبقها الترانيم والتمجيد للسيدة مريم العذراء، ويعود بعدها الأقباط للاستراحة، وقرب الفجر تبدأ التسبحة التى تستمر حتى قداس باكر الذى يصلى فى السادسة صباحًا.
وأضاف الراهب لوقا أمين الدير لـ"اليوم السابع"، أن دير العذراء يستقبل مليون زائر سنويًا، حيث يتولى خدام الكنيسة والمتطوعين تنظيم عمليات دخول وخروج الزوار، بينما تتولى وزارة الداخلية العمل خارج الدير بخدمات أمنية".
وأكد أمين الدير، أن المكان كان عبارة عن مغارة فرعونية فرغها الفراعنة من الحجارة، حيث كانت مخبئا لهم من الفيضان، ويعود تاريخها إلى 4500 سنة، وحين جاءت العائلة المقدسة إلى مصر احتمت بها، حيث كانت أسيوط فى هذا الوقت عاصمة الإقليم، وقررت العائلة المقدسة أن تستقل مركبًا منها وتعود إلى فلسطين مرة أخرى.
وأشار الراهب القس لوقا، إلى أن وجود العائلة المقدسة بين أهالى درنكة ارتبط بالظواهر النورانية والمعجرات، وحين غادرت أقيمت أول كنيسة فى هذا المكان وهى كنيسة المغارة بالقرن الأول الميلادى، ولم تكن كنيسة كما هى الكنائس حاليًا، إنما كانت كنيسة بمعناها الروحى تقام فيها الصلوات والابتهالات.
وأضاف: "حين ظهرت حركة الرهبنة فى القرن الرابع الهجرى بمصر، تحول هذا المكان إلى دير، وظهر بجبل درنكة أكثر من دير ظل دير درنكة عامرًا بالرهبان واندثرت بقية الأديرة، ولكنها مدونة بالتاريخ القبطى، لافتًا إلى أن دير درنكة كان يسمى بدير الرهبان النساخ، حيث كانت حركة نسخ الكتب مزدهرة فيه.
إلى جانب كنيسة العذراء، يضم الدير مزار الأنبا ميخائيل وهو ضريح مطران أسيوط الراحل الذى توفى منذ ثلاثة أعوام، وكان يلقب بشيخ المطارنة، حيث جرى ترسيمه أسقفًا على أسيوط عام 1927 بيد البابا يوساب الثانى، فكان أقدم مطارنة الكنيسة الأحياء حتى رحل، ويذكر إنه كان يرفض الصلاة خارج إبراشيته حتى إنه رفض تلقى العلاج فى الخارج حتى توفى، ودفن إلى جوار مغارة العذراء كما أوصى قبل وفاته.
فى نفس السياق، يترأس غدًا الخميس الانبا كيرلس وليم مطران الكاثوليك بأسيوط قداس عيد العذراء بكنيسة الكاثوليك بجبل درنكة التى تقع فى مدخل الدير إذ تحتفل الكنيسة الكاثوليكية غدًا بختام الصوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة