تعددت الأسماء والأهداف، إلا أن السقطات تظل قاسماً مشتركاً، بهذه الحالة يمكن وصف غالبية المرشحين للانتخابات الرئاسية فى تونس والتى تجرى قبل موعدها بعدما رحل الرئيس الباجى قايد السبسي عقب صراع مع المرض، فما بين جماعة الإخوان الطامعة فى استغلال ما يحيط بتونس من أزمات للعودة مجدداً إلى السلطة، وما بين أفكار ودعوات تصطدم مع واقع تونس العربى والإسلامى وغيرها، يبدوا أن فى تونس رموز سياسية تراهن على النسيان، وتأمل فى أن يطوى الزمن صفحة سقطاتهم.
نبيل القروى.. العمل الخيرى بوابته للجماهير.. وفيلم مسئ يلاحقه
من بين قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة التونسية المقبلة، يأتى أسم نبيل القروي وهو إعلامى متخصص فى صناعة الإعلانات بشركاته المعروفة في هذا المجال، ومدير التلفزيون الخاص "نسمة" الذي عرف من خلاله كيف يصنع لنفسه تاريخ فى العمل العام.
المرشح التونسى نبيل القروي
وتعتمد شعبية نبيل القروى أيضًا، على العمل الخيرى من خلال جمعيته "خليل تونس"، ويملك رصيدا شعبيا عند فئات تعرضت للتهميش الاقتصادي والاجتماعي والإعلامى والتى أسسسها بعد أن تلقى صدمة قوية بوفاة نجله الشاب فى اغسسطس 2016 إثر حادث مرورى بما دفعه الى تكوين جمعية خيرية تخليدًا لاسمه عملت على تقديم مساعدات للفقراء والمحتاجين فى البلاد، وزادت من شعبيته.
والقروى هو أحد مؤسسى حركة نداء تونس برئاسة الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى، وقام بالاشراف على الحملة الانتخابية للحزب، والذى واجه به حركة النهضة فى ذروة قوتها، وانسلخ بعدها من الحزب نتيجة الانقسامات والاختلاف فى وجهات النظر بين قادته.
وبعد الخروج من الحزب الحاكم، أعلن القروى عن تأسيس حزب قلب تونس معتبرًا نفسه نصير الفقراء ولكن البرلمان التونسى قرر ادخال تعديلات على القانون الانتخابى يقضى بإقصاء أصحاب المؤسسات الإعلامية والجمعيات من خوض غمار الانتخابات القادمة.
وقررت السلطات التونسية منع نبيل القروي من السفر وتجميد أصوله، وتوجيه تهم غسيل الأموال إليه، بينما اتهم القروي ، رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالاستغلال الفاحش لمؤسسات الدولة ووسائلها في تصفية الخصوم السياسيين.
وفى عام 2007، دشن القروى قناته الخاصة وانتقده الكثيروون آنذاك بوصفه دخل بيت طاعة النظام السابق، ولكنه صرح بأنه تذاكى على ديكتاتورية الرئيس المخلوع زين العابدين بن على بإدخال رئيس الوزراء الإيطالى السابق ورجل الاعمال سيلفيو بيرسكونى شركاء له حتى لا يرفض طلب التأشيرة أولا وحتى يحمى نفسه من سطوة العائلة المالكة ثانيًا.
وفى أكتوبر 2011 فجر نبيل القروى أزمة كبرى عندما قرر بث شريط سينمائي كرتوني عن الذات الإلهية، وتسبب فى هجوم مالا يقل عن 300 شخص من السلفيين على مقر القناة في محاولة لإحراقها، قبل أن يقدم القروي اعتذاره.
عبير موسي.. معاداة الإخوان وحدها لا تكفى
رغم عدائها الواضح لجماعة الإخوان وأذرعها السياسية، إلا أن عبير موسى لا تتمتع بفرصة كبيرة فى الفوز بمارثون الانتخابات الرئاسية التونسية ، فرئيسة الحزب الدستورى الحر معروفة بعدائها كذلك للثورة التونسية، فضلاً عن أن فرصها فى تحقيق أى مكاسب تراجعت بشكل كبير بعد إعلان وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدى ترشحه، وهو ما دفع الأحزاب المتحالفة معها لنصحها بالانسحاب من السباق الانتخابى.
وأعلنت عبير موسي رفضها لحركة النهضة الإخوانية، وطالبت التونسيين أن يتصدوا لها وطالما أكدت أنها " لن تتحالف مع الإسلام السياسي مهما حصل"، وقالت أيضًا: عندما نفوز في الانتخابات ستصبح حركة النهضة آليا في المعارضة واذا رفضت التنصل من الإخوان المسلمين فسنقوم بحلها وفق القانون كما سنقوم بتفعيل قانون الارهاب، ونحاسب كل شخص متعاطف مع الاخوان وسنحل النهضة وسنرفض بقائها كحزب سياسي".
عبير موسى رئيسة حزب الدستورى الحر التونسي
وفى مارس الماضى، تعرض اجتماع الحزب الدستوري الحر الذي اشرفت عليه عبير موسي إلى الرشق بالحجارة وزجاجات الخمر والبيض من قبل مجموعة من المحتجين ، كما تم تسجيل اصابات في صفوف الحضور، وتم منعها من الخروج وسط وابل من الشتائم و السب.
وأثارت موسى الكثير من الجدل، حين عمدت إلى إهانة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي حين كان مريضا ووصفته "بالرهينة والعاجز" مطلقة اتهامات من هنا و هناك طالت الجميع من وزير الدفاع وصولا الى كل مؤسسات الدولة ، و في اجتماع لها امام انصارها استهزأت بالوضع الصحى للباجي قايد السبسى.
وكشفت رئيسة الحزب الدستوري الحر ومرشحته للرئاسة عبير موسى أن بعض الأحزاب التقدمية طلبت منها التراجع على الانتخابات الرئاسية لصالح عبد الكريم الزبيدي الذي وصفته ساخرة بـ"المهدي المنتظر" من وجهة نظرهم، مشيرة إلى أن هذه الأحزاب تتدعي الديمقراطية لكنها في الواقع أحزاب داعشية تكرس التمييز على أساس الجنس وكانت حجتهم لاقتراح الانسحاب لأن حظوظها كامرأة مرشحة للرئاسة ضعيفة.
المنصف المرزوقى.. جرائم لا تسقط بالتقادم
وفى رهان يبدو خاسراً وأمل فى أن ينسى التونسيين جرائم جماعة الإخوان، يحاول المنصف المرزوقى العودة مجدداً إلى السلطة عبر بوابة الصناديق، رغم أنه لا يخفى بأى شكل من الأشكال ولائه للجماعة، وهو ما ظهر واضحا حين نشر تعليق من الإعلامى الإخوانى الهارب معتذ مطر يمدخه ويصفه بـ"سفينة الحرية".
وانتخب المنصف المرزوقي رئيساً مؤقتاً لتونس في 12 ديسمبر 2011 بواسطة المجلس الوطني التأسيسي بعد حصوله على أغلبية 153 صوتاً مقابل ثلاثة أصوات معارضة وامتناع 44 من إجمالي عدد الأعضاء البالغ 217.
ومنصف المرزوقي الرئيس الأسبق، يحظى بدعم التيار الإسلامى والموالى للتنظيم الدولى للإخوان ، وهو المعروف بتحامله الدائم على التحالف العربي المناهض للإرهاب، وبشكواه الدائمة مما يصفها بالثورة المضادة.
وتعرّض الرئيس التونسى الأسبق محمد المنصف المرزوقى إلى حملة شرسة من معارضيه، طالبوا من خلالها بإسقاط الجنسية التونسية عنه ومقاضاته وطرده على خلفية تصريحات أدلى بها إلى قناة الجزيرة، اعتبروها هجومًا وإساءة للشعب التونسى.
وبكى المرزوقى، محمد مرسي على شاشة قناة الجزيرة،بحرقة شديدة حيث اعتبر أن الرئيس المعزول، قد دخل التاريخ اليوم من أوسع أبوابه، وقال المرزوقي إن "وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي في الظروف المأساوية التي رأيناها شهادة الى الابد على صلابة الرجل وعلى شجاعته وانسانيته وتمسكه لآخر نفس بقيمه ومواقفه.
وتميزت فترة حكم المرزوقى بتوتر كبير فى علاقات تونس بدول عديدة بسبب تصريحات الرئيس الغير مسئولة، حتى أن سياسيين شككوا فى القدرات العقلية للرئيس السابق، ودعا وقتها نواب التأسيسى إلى عرض المرزوقى "على الفحص الطبى وتكوين فريق طبى يهتم بمعاينة مدى سلامته.
ويعلن المنصف المرزوقى دعمه اللامحدود لميليشيات طرابلس ومصراتة، ولا يترك فرصة تمر دون التهجم على الإمارات والسعودية، ولذلك يجد مساندة من قواعد الإخوان في تونس التي صوتت له في انتخابات 2014 عندما كانت قيادة النهضة تزعم أنها تدعم الباجي قائد السبسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة