أكدت منظمة الصحة العالمية، أن حوالى 30 ٪ من الذكور فى جميع أنحاء العالم قد تم ختانهم، ثلثيهم من المسلمين، حيث يصل معدل انتشار الختان فى الدول الإسلامية أعلى من 90٪، تتمتع أفغانستان بأعلى معدل انتشار لختان الذكور بنسبة 99.7٪.
وقد تتصور على خلفية هذه البيانات أن ختان الذكور منتشر فى الدول الإسلامية فقط، وإنما فى واقع الأمر فأن الكثير من الدول وبالأخص الأفريقية والولايات المتحدة الأمريكية، تحرص على ختان الذكور بدافع الحماية من العديد من الأمراض من ضمنها الإيدز، ففى العام الماضى قررت موزمبيق ختان أكثر من 100 ألف رجل فى محاولة للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا، بما فى ذلك فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
وفي الولايات المتحدة، يتم ختان الغالبية العظمى من الأولاد حديثي الولادة (حوالي 1.4 مليون سنويًا)، بينما نادراً ما يتم ختان الأطفال حديثى الولادة فى أوروبا، حيث تعتبر الدول الأوروبية أن ختان الأطفال حديثي الولادة إجراء جراحى غير ضرورى يزيد من تكاليف تشغيل النظم الصحية المؤممة، بينما فى الولايات المتحدة، يعتبر الختان عمومًا عملية بسيطة وسريعة مع فوائد طبية تتراكم طوال الحياة.
ختان الذكور يقلل من انتقال فيروس الإيدز بنسبة 60%
وفى منتصف العقد الأول من القرن العشرين، وجد أن ختان الذكور يقلل من انتقال فيروس نقص المناعة البشرى من الإناث إلى الذكور بنسبة 60٪ ، وفقا لمنظمة الصحة العالمية .
منذ عام 2007، أوصت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعنى بفيروس نقص المناعة البشرية متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) بختان الذكور الطبى الطوعى (VMMC) كعنصر أساسى فى الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية فى البلدان التى ترتفع فيها معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وانخفاض مستويات ختان الذكور.
ونتيجة لذلك، تم تحديد 14 دولة فى شرق وجنوب إفريقيا كدول ذات أولوية وبدأت برامج لتوسيع نطاق ختان الذكور (بوتسوانا ، إثيوبيا ، كينيا ، ليسوتو ، ملاوي ، موزمبيق ، ناميبيا ، رواندا ، جنوب إفريقيا ، ، تنزانيا ، أوغندا وزامبيا وزيمبابوي) ، فى عام 2016 ، وتم تحديد جنوب السودان لاحقًا على أنه بلد ذو أولوية عالية لبرامج VMMC، ليصل المجموع إلى 15 دولة .
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن هناك أدلة دامغة على أن ختان الذكور يقلل من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى المكتسب من جنسين مغاير لدى الرجال بنحو 60٪، حيث أظهرت ثلاث تجارب معاشاه، أن الختان يعتبر تدخلا فعالا للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية فى البلدان والمناطق التى تنتشر فيها الأوبئة بين الجنسين، وارتفاع معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وانخفاض انتشار ختان الذكور.
ختان الذكور
وأشارت المنظمة فى تقرير لها إلى أن ختان الذكور يوفر حماية جزئية فقط، وبالتالى ينبغي أن يكون عنصرًا واحدًا فقط من مجموعة شاملة للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية والتى تشمل: توفير خدمات اختبار فيروس نقص المناعة البشرية وخدمات المشورة؛ علاج الأمراض المنقولة جنسيا؛ تشجيع الممارسات الجنسية الأكثر أمانًا؛ توفير الواقيات الذكرية والأنثوية وتعزيز استخدامها الصحيح والمتسق.
ماهو العمر الأنسب لإجراء عملية الختان
ونصح برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) ومنظمة الصحة العالمية بإعطاء الأولوية لختان الشباب (من 10 إلى 29 سنة)، لافتة إلى أن ذلك سيكون له أكبر فائدة للصحة العامة.
ووفقًا للبيانات المصنفة حسب العمر والتى أبلغت برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في عام 2015، فإن الختان هو الأعلى بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10-14 عامًا. ، تليها الذين تتراوح أعمارهم بين 15-19 سنة و20-24 سنة. وتشير الدلائل إلى أن هناك فائدة أكبر في إعطاء الأولوية لختان الذكور بين المراهقين ، وخاصة من سن 10 إلى 14 عامًا ، بدلاً من البالغين.
في عام 2014 ، تم توسيع برنامج ختان الذكور الطوعى بسرعة في البلدان ذات الأولوية، مما أدى إلى ختان 3.2 مليون رجل خلال تلك السنة وحدها، وفى عامى 2015 و 2016، انخفض الرقم السنوى إلى أقل من 3 ملايين ثم تسارعت النسبة مرة أخرى، حيث وصلت إلى 4 ملايين رجل تم ختانهم .
السبب العلمى فى خفض الختان لانتقال الفيروس
ووفقا لبعض الدراسات فإن السبب فى أن الختان يخفض انتقال الفيروس المسبب للإيدز بوسائل شتى، لأن عملية الختان تستدعى إزالة السطح الداخلى للفلقة الخاصة بالعضو التناسلى الذكرى، وهذه المنطقة غنية بخلايا أكثر عرضة لالتقاط الفيروس عن الخلايا الأخرى بالعضو الذكرى، كما أن قربها من السطح الظاهرى، واحتمال تعرضها للتمزق أثناء العلاقة الجنسية، يجعلها أكثر عرضة للالتهابات، ومن ثم الإصابة بالأمراض المنتقلة جنسيًا بشكل أسرع .