تمر اليوم الذكرى الـ99 على ميلاد الكاتب الأمريكى الألمانى هنرى تشارلز بوكوفسكى، وهو شاعر وقاص وروائى تأثرت كتاباته بالأجواء الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لمدينة لوس أنجلوس.
نشر أكثر من 45 كتابًا بما فى ذلك الشعر والقصص القصيرة والروايات، وتتناول أعماله الحياة العادية للفقراء الأمريكيين، والعمل والكحول والعلاقات مع النساء وغيرها، كتب بوكوفسكى آلاف القصائد، ومئات القصص القصيرة وست روايات، فى نهاية المطاف كان له أكثر من 60 كتابًا.
نشر بوكوفسكى على نطاق واسع فى المجلات الأدبية الصغيرة واستعان بالمطابع الصغيرة ابتداءً من أوائل 1940 وحتى 1990، مؤكدًا ولاءه لأولئك المحررين والصحفيين الصغار الذين دافعوا عنه لأول مرة، وحاولوا تثبيت وجوده ودعمه فى مشاريعه وأعماله الجديدة، مثل New York Quarterly وChiron Review، توفى فى 9 مارس 1994 فى سان بيدروكاليفورنيا.
وبحسب كتاب "فن اللامبالاة: لعيش حياة تخالف المألوف"، للكاتب مارك مانسون، كان تشارلز بوكو فسكى، مدمنا على الحكول، وكان مقامرا، وزير نساء، وبخيلا، متهربا من سداد ديونه، وكان فى أسوأ أيامه شاعرا، أراد بوكوفسكى أن يكون كاتبا لكن عمله ظل عقودا من السنين يواجه بالرفض من جانب كل مجلة وصحفية ونشرة دولية وناشر يعرض ذلك الكتاب عليه، كانوا يقولون إنه عمل فى غاية السوء، عمل، فظ، ومقزز، وفقير، ومع تراكم رسائل الرفض كان ثقل الفشل المتزايد يدفعه فى اكتئاب يغذيه الكحول، اكتئاب لم يفارقه معظم فترات حياته.
كان لدى بوفوفسكى عمل فى النهار، فى تصنيف الرسائل فى أحد مكاتب البريد مقابل أجر قليل جدا، وكان ينفق أكثر ذلك المال على الشراب، ثم يخسر بقيته فى القمار، كان يشرب وحيدا فى الليل، ويكتب بعض الشعر أحيانا على آلة كاتب عتيقة كان يملكها، وظل ثلاثين عاما فى هذا الحال، كان الشطر الأعظم منها فى ظلام عديم المعنى من الكحول والقمار والعاهرات، حتى أبدى أحد المحررين بدور النشر فرصة لنشر أعمال بوكوفسكى، بعدما أظهر عطفا غريبا تجاه ذلك السكير الفاصل فقرر المراهنة عليه، ومن حينها كتب النجاح لبوكوفسكى وأن يصير روائيا ناجحا وشاعرا معروفا، فنشر ست روايات ومئات القصائد وباع أكثر من مليون نسخة من كتبه، بخلاف الشعبية التى حققها.
ويصف مؤلف الكتاب سالف الذكر أن بوكوفسكى كان يعرف أنه فاشلا، ولم يكن نجاحه نابغا من تصميمه على النجاح، بل من إدراكه أنه شخص فاشل، ومن قبوله تلك الحقيقة، ثم من كتابته عنها بكل صدق، ولم يحاول بوكوفسكى ابدا أن يكون شيئا غير ما كانه حقا.
وليس غريبا بعد كل هذه الحياة، أن نقرأ على قبر تشارلز بوكوفسكى، عبارة "لا تحاول" وهى العبارة التى استخدمها بوكوفسكى فى واحدة من قصائده، وهى عبارة عن تقديم المشورة للكتاب والشعراء الطموحين فى يونيو 2006م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة