قالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية إن خطة زعيم حزب العمال، جيريمي كوربين للإطاحة برئيس الوزراء بوريس جونسون ليصبح هو رئيس وزراء انتقالي ، أُجهضت هذا الصباح بعد أن سكب زعماء المعارضة الماء البارد على فكرة منح رئيس حزب العمال مفاتيح داونينج ستريت.
وكتب كوربين لكبار أعضاء البرلمان الليلة الماضية يحثهم على تأييد تصويت بحجب الثقة عن حكومة جونسون ومن ثم إعادته لتشكيل حكومة "محدودة الوقت" لتأخير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
لكن الخطة أُجهضت على الفور عندما اندفع كبار قادة حزب العمال الغاضبين إلى حزب الديمقراطيين الأحرار بعد أن أبعدت زعيمته جو سوينسون الحزب ونوابه البالغ عددهم 14 نائبا - الأصوات التي يحتاجها كوربين - من مساعدة زعيم المعارضة اليسارية على تولى السلطة.
ورفضت عرض كوربين ، قائلة إنه "لا توجد طريقة" يمكن لزعيم حزب العمال أن يوحد النواب.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن حزب الديمقراطيين الأحرار والمجموعة المستقلة من أجل التغيير أكدوا من جديد أنهم لن يدعموا حكومة مؤقتة برئاسة كوربين ، بعد أن دعا زعيم حزب العمال المحافظين وزعماء المعارضة إلى وقف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عن طريق السماح له بقيادة إدارة مؤقتة.
وقالت آنا سوبري ، زعيمة المجموعة المستقلة من أجل التغيير ، لبرنامج "اليوم" على إذاعة بي بي سي يوم الخميس: "لن أؤيد حكومة وحدة وطنية يقودها جيريمي كوربين لأسباب مختلفة. أحدها ، لأنني لا أعتقد أنه صادق ؛ ثانياً ، لأن هذه الخطوة لن تقدم تصويتًا للناس ، وهذا هو السبيل الوحيد خلال هذه الفوضى؛ وبالطبع ، فهو لا يحظى بدعم أو احترام في حزبه السياسى، فضلا عن الانقسام البرلمانى".
في رسالة يوم الأربعاء ، قدم كوربين تحديا لأحزاب الديمقراطى الليبرالى والحزب الوطنى الإسكتلندى وحزب Plaid Cymru من ويلز ، والخضر و المحافظين ، بعد أن طالبهم بالحصول على الدعم لقيادة حكومة انتقالية، فى محاولة لمنع الخروج بدون صفقة.
وقالت صحيفة "ديلى تليجراف" إن كوربين بدأ الليلة الماضية تحركات لإسقاط الحكومة، وإيقاف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى (بريكست)، وأنه أرسل رسائل لزعماء المعارضة وأعضاء البرلمان المتمردين من حزب المحافظين الذين يعارضون خروج بريطانيا من دون اتفاق، بهدف تشكيل تحالف عابر للأحزاب لإخراج بوريس جونسون من الحكومة، وتأجيل البريكست، وإطلاق حملة من أجل إقرار إجراء استفتاء ثان بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وتقول الكاتبة إنه كان من المتوقع منذ فترة طويلة أن يقوم كوربين بتحرك لإيقاف مغادرة بريطانيا من دون اتفاق، لكن كان من المعتقد أنه لن يتحرك قبل عودة أعضاء البرلمان من عطلتهم الصيفية في الثالث من سبتمبر.
إلا أنها تضيف أن كوربين قد يكون اضطر إلى التحرك الآن ولعب بطاقته الأخيرة، عقب تدخلات من قبل توم واتسون نائب رئيس حزب العمال وإيحاءات بأنه بدأ يفقد سيطرته على الحزب.
ومن ناحية أخرى، غرد إيان لافرى المسئول بحزب العمال قائلا: "لماذا يشعر أى شخص بالمفاجأة حيال رفض الديمقراطيين الأحرار مقابلة جيريمى كوربين لتجنب الخروج بدون صفقة؟
ومن ناحية أخرى، أصر إيان بلاكفورد ، المسئول بالحزب الوطنى الاسكتلندى فى ويستمنستر ، على أن أولوية حزبه تتمثل في إيقاف "الخروج بلا صفقة" ، وليس تعيين كوربين رئيسا للوزراء.
وقال المدافعون عن الخروج فى حزب المحافظين، أن الرسالة أظهرت أن كوربين كان "يائسًا" وأن رد الفعل الشامل على الخطة يعنى أنها شبه محكوم عليها بالفشل.
وقال أربعة من المحافظين الحاليين والسابقين ، نيك بولس ، كارولين سبيلمان ، دومينيك جريف والسير أوليفر ليتوين ، إنهم كانوا على استعداد للقاء كوربين لمناقشة وقف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ، لكنهم لم يناقشوا تأييد التصويت بحجب الثقة.
وأوضحت "ديلى ميل" أنه فى حين أنه كان من الممكن أن يفوز كوربين بالأغلبية في مجلس العموم بتصويت بحجب الثقة ، إلا أن فرص حصوله على هذه الأغلبية فى التصويت ليصبح رئيس وزراء تبدو ضئيلة للغاية.