تخشى الأوساط السياسة الفلسطينية من تقديم الإدارة الأمريكية هدايا مجانية لحزب الليكود للفوز فى الانتخابات البرلمانية التى ستجرى فى شهر سبتمبر المقبل ، على حساب الفلسطينين من خلال السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالتوسع فى المستوطنات بالضفة الغربية والقدس المحتلة لكسب ود الناخب الإسرائيلى بعد تراجع شعبية نتنياهو خلال الشهور الماضية .
وأعلن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل نشاطاتها الاستيطانية بأكثر من منطقة في الضفة الغربية المحتلة بما فيها مدينة القدس المحتلة، وأنها عززت من نصب أجهزة وكاميرات المراقبة بالضفة لمراقبة الفلسطينين.
وأوضح المكتب أن ما تسمى "لجنة التخطيط والبناء المحلية الإسرائيلية" في القدس المحتلة وافقت مؤخرًا على خطتي بناء 641 وحدة استيطانية في المدينة، وتشمل الخطة بناء مبنيين سكنيين، بالإضافة إلى مبنى صناعي ومراكز رعاية صحية وكنيس يهودي.
وأضاف التقرير أن مخاوف حقيقية تسود أوساط الرأي العام الفلسطيني من احتمالات تواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع حزب "الليكود" وزعيمه بنيامين نتنياهو من خلال تقديم هدايا مجانية على حساب حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني، لمساعدة "الليكود" ونتنياهو على تحقيق فوز في انتخابات الكنيست المقبلة.
وبين أن هذه المخاوف تتمحور حول احتمال أن تكرر إدارة ترمب هداياها المجانية "لليكود" ونتنياهو كما فعلت قبل الانتخابات الأخيرة للكنيست في إبريل الماضي عندما اعترفت بالقدس عاصمة للاحتلال وقررت نقل السفارة للقدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وذلك بالحصول على دعم أمريكي علني لفرض السيادة الإسرائيلية على التجمعات الاستيطانية في الضفة قبيل انتخابات الكنيست القادمة.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو يراهن على خطوة كهذه من البيت الأبيض خاصة أنه لا يستطيع حاليًا تمرير قرار بسط السيادة الإسرائيلية على التجمعات الاستيطانية في الضفة، لأن حكومته تعتبر حكومة انتقالية إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات.
وذكر أن نتنياهو يراهن على إعلان من الرئيس الأمريكي بهذا الشأن، مما سيمكنه من التعهد للناخبين ببسط السيادة في حال إعادة انتخابه.
يذكر أن جهات أمريكية ألمحت خلال الأسابيع الأخيرة إلى احتمال اعتراف واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على هذه التجمعات الاستيطانية، إذ قال السفير الأمريكي لدى تل أبيب ديفيد فريدمان :"الولايات المتحدة تتفهم رغبة إسرائيل الاحتفاظ بأجزاء من الضفة"، كما أيد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون جرينبلات هذه الأقوال.
وبحسب تقرير المكتب الوطني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية ، فقد تفاقمت في الأيام والأسابيع الأخيرة انتهاكات المستوطنين وممارساتهم الارهابية ضد المواطنين وممتلكاتهم، وبدأت تظهر من جديد وبشكل لافت نشاطات معادية تقوم بها منظمات "تدفيع الثمن" الإرهابية.
وأوضح أن المستوطنين ارتكبوا خلال الأسبوع الماضي في محافظات شمال الضفة أكثر من 30 اعتداءً ضد المواطنين وممتلكاتهم تركزت معظمها في الأيام الأربعة الأولى من عيد الأضحى المبارك.
ففي محافظة نابلس، أشعل مستوطنون من مستوطنة "حومش" المخلاة منذ العام 2005، النار بالمنطقة الشرقية من برقة، ومنعوا الأهالي وطواقم الدفاع المدني من الوصول إلى المنطقة وإخماد الحريق، عبر إطلاق الرصاص عليهم.
كما خطت عصابات "تدفيع الثمن" اليهودية العنصرية شعارات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين على جدران المنازل وبعض البوابات في قرية يتما جنوب نابلس، وقاموا بتخريب إطارات بعض السيارات الفلسطينية في القرية.
وفي محافظة سلفيت، اعتدت مجموعات من المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم في قرية الزاوية، وخطت شعارات عنصرية على عدة منازل ومركبات وكلمات معادية للفلسطينيين على جدران عدد من المنازل والمركبات.
وأفاد المكتب الوطني بأن الأسبوع الماضي شهد موجة تصعيد خطيرة في اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الاقصى المبارك عشية احتفال الشعب الفلسطيني بعيد الأضحى، حيث اقتحموا عدة أحياء في المدينة ورددوا شعارات عنصرية في ذكرى ما يسمي "خراب الهيكل" المزعوم.