إعادة تأسيس البنية التحتية لدولة تبحث عن مستقبل اقتصادى واستثمارى حقيقى
- خطوات انتقال إلى مرحلة اقتصادية استثمارية مستقرة بمشروعات فى قطاعات الزراعة والطاقة والصناعة تشهد لها التقارير الدولية بالنجاح
فتحت مصر قوس إعادة بناء الدولة ولم تغلقه، لا يمر يوم إلا وتلوح نقطة مضيئة فى قطاع من قطاعات الدولة المختلفة، اجتماعية وسكنية وطاقة وزراعة وطرق وغيرها، أصبحت صورة افتتاح مصر لمشروع جديد هى الصورة المعتادة التى أزاح تكرارها فى السنوات الأخيرة صورة الفوضى والإرهاب والسكون الذى عاشته مصر لفترات طويلة.
لم يعد الأمل صنعة معقدة، يكفيك أن تنظر كل فترة أرضا صحراوية وقد زارها اللون الأخضر أو أنارها مشروع سكنى عملاق أو أصبح لها مستقبل اقتصادى كبير بمشروع جديد للطاقة أو الصناعة أو المزارع السمكية، ذلك هو حال الدولة المصرية الآن، خرجت من عنق زجاجة الفوضى والإرهاب والارتباك السائد فى المنطقة إلى رحاب الاستقرار والبناء من أجل المستقبل.
صباح السبت 17 أغسطس 2019 كان أهل مصر على موعد مع مشروع جديد يفتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى يشمل 1300 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف فدان ضمن المرحلة الثانية من قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية، بالإضافة إلى مصنع لتعبئة وتغليف منتجات المشروع ومجمع لإنتاج البذور، القاهرة التى تستورد 98% من بذور الخضراوات بقيمة تصل إلى 1.5 مليار دولار طبقا لتصريحات اللواء محمد عبد الحى محمود، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للزراعات المحمية، قررت أن توفر على نفسها الكثير من تكاليف الاستيراد وتقتحم هذا المجال بقوة ومنهج علمى لاستعادة ريادتها الزراعية فى هذه المنطقة بخطة تهدف من خلالها الشركة الوطنية إلى توفير 4.7 مليار بذرة، بالإضافة إلى توفير ما يزيد على 15 ألف فرصة عمل فى تلك المرحلة.
هذه الصورة المتكررة لمصر وهى تفتتح مشروعا هنا ومشروعا هناك هو أبلغ رد على محاولات المشككين والإخوان الذين اجتهدوا لإيهام المصريين بأن ثورة الدولة المصرية لإعادة بناء نفسها ما هى إلى أوهام ووعود وردية، وكثير مما قالوا إنه وهم أصبح واقعا ينير الأرض، وأغلب ما وصفوه بأنه وعود وردية يمكنك أن تراه الآن حاملا للقب إنجاز، هذا ما سعى إليه الإخوان وخصوم الدولة خلال السنوات الماضية، تشكيك وإيهام بألا شىء سيحدث مما وعدت به القيادة السياسية، وهذا ما ترد به السلطة، لا يمر الشهر دون أن تجد الرئيس فوق منصة موجودة فى الصعيد أو وجه بحرى أو سيناء أو الصحراء الغربية معلنا عن افتتاح أو تدشين مشروع جديد يراه الناس واقعا أمامهم ليقهر به ملايين الإخوان التى أنفقت لإثبات أنه لا شىء سيتم إنجازه.
شككوا فى المليون وحدة سكنية، وإذا بالرئيس يفاجئهم كل فترة بصحبة وزير الإسكان وقيادات الدولة وهم يفتتحون مشروعات جديدة للإسكان الاجتماعى والمتوسط فى القاهرة والصعيد ودمياط والوادى الجديد وغيرها من المحافظات، ثم عادوا ونشروا الأرض شائعات عن فنكوش قناة السويس ومحور التنمية، فإذا بهم يسمعون ويشاهدون فى اليوم بعد الآخر عن إنشاءات وتطوير جديد فى محور قناة السويس، بنفس الطريقة التى فضحتهم وأخجلتهم وهم يشاهدون الرئيس فى الفرافرة يعلن تدشين مشروع المليون ونصف فدان من داخل أرض أثمر حصادها وكأنه يرد أكاذيب الإخوان والنشطاء فى نحرهم.
سخروا من المزارع السمكية، ومن مشروعات علاج فيروس سى، وصدمهم الواقع وكشف أكاذيبهم حينما بدأ إنتاج الأولى ينتشر فى الأسواق، وبدأ صدى نتائج الثانية يسمعه العالم، بل ويحول مصر إلى قبلة علاج من الفيروس الخطير.
شككوا فى خطط الدولة لإنجاز مشروعات الطاقة الكهربائية بشكل لم تشهده مصر منذ عشرات السنوات، خرجوا فى فضائياتهم يكذبون أحلام مصر فى تطوير مجال إنتاج الطاقة الكهربائية وقالوا بأنه مستحيل، ليفاجئهم الرئيس كالعادة بإعلان امتلاك مصر لأكبر المحطات الكهربائية بتنفيذ شركة سيمنز العالمية لتؤكد الدولة انتصارها وإنجازها فى ملف الطاقة الكهربائية التى بدأت العمل فيه منذ 4 سنوات لتنقل مصر من دولة تعانى نقصا فى الطاقة، ويهددها الظلام إلى أكثر الدول تطويرا وإنجازا فى هذا الملف.
الرئيس فى بعض تصريحاته، أمس، يؤكد أن الدولة المصرية ذات وجه واحد قررت أن تعمل وتنجز لصالح الحاضر والمستقبل دون الالتفات إلى الشائعات ومحاولة تعطيلها، كما بات واضحا أن الرئيس لن يتراجع عن لغة خطابه التى يستمر فيها بالمصارحة حتى ولو كانت صادمة فيما يخص لغة الأرقام وما تحتاجه مصر لتطوير بنيتها الأساسية، ووضع حجر أساس المستقبل.
وعد الرئيس الشهير للمصريين بعدم اللجوء إلى المسكنات مستمر، وهو وعد يؤكد أن السلطة فى مصر اختارت المستقبل وإعادة بناء الدولة متحملة كل شىء فى سبيل ذلك، دون اللجوء إلى أنصاف حلول أو مسكنات تجلب الرضا والشعبية كما كان يحدث فى عهود سابقة، الرئيس دائما يكرر وعده: «كان ممكن نكتفى بحل والمسكنات، ودا مهم أؤكده نحن لا نعمل أمور نص ونص، نص ونص مافيش.. هعمل إصلاح اقتصادى 100٪، عشان البلد دى تقوم مرة تانى ومحدش يقدر يوقعها.. إحنا بنعمل حاجتنا 100٪ وعلى أعلى مستوى».
لغة الأرقام والإحصائيات التى يتكلم بها الرئيس السيسى تؤكد أن ظنون الإخوان ومن معهم ومن ناصرهم لم تفلح وأموالهم التى تنفق لإحباط الشعب المصرى وتشكيكه فى قدرات مؤسسات الدولة ضاعت دون نتيجة، ثم تكرار الرئيس استخدام لفظة «نحن» للتأكيد على فكرة المشاركة التى اعتمدها منهجا فى مخاطبة الشعب المصرى، يفسد كل محاولات أهل الشائعات لإحداث شرخ فى العلاقة بين الرئيس والمواطنين، لأن من يشاهد وعدا ينفذ أمام عينه لا يمكن أن يشك أبدا فى قدرة صاحب الوعد على حفظ حاضر ومستقبل هذا الوطن.
لا يهدف الإخوان أو بعض ممن يلبسون ثوب المعارضة زورا وبهتانا إلى البحث عن الحقيقة من خلف الطرح المتكرر لسؤال ماذا قدم السيسى لمصر؟، بقدر ما يستهدفون تشكيك المواطن المصرى فى كل إنجاز يحدث على الأرض.
معطيات تحرك الدولة المصرية تخبر الجميع بأن الرئيس مشروعه الأول كان الحفاظ على تماسك الدولة فى منطقة يفككها الإرهاب والصراعات على مهل، ثم انطلق من نقطة التماسك المصرى إلى المشروع الأكبر وهو إعادة بناء الدولة المصرية عبر التأسيس لبنية تحتية قوية تسمح لهذا الوطن بأن يبدأ مشروعه الاقتصادى بقوة.
يسأل البعض ببراءة وربما بخبث يهدف إلى التشكيك عن المشروع القومى للدولة المصرية خلال السنوات الماضية، تأتى الردود على هذا السؤال متنوعة، بعضهم يجيب بقائمة المشروعات، والبعض الآخر يقدم إجابته تحت عنوان ورقة تماسك الدولة والاستقرار، وقطاع ثالث تأتى إجابته فى شكل دراسة عن عبقرية استعادة الدور المصرى فى المنطقة بعد أن غابت القاهرة كثيرا عن دورها الإقليمى، وآخرون يمصمصون شفاههم ويخبرونك بأن مصر بلا مشروع قومى.
مشروع الدولة أو حلمها الذى يبحث عنه الجميع، ويتحول إلى سؤال يطارد به الإخوان وبعض النشطاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وإدارته، تبدو ملامحه واضحة، ولكن الخصوم يحاصرون من يفترض امتلاكهم للإجابة من رجال الدولة أو الإعلام بمعارك جانبية عن مشروعات البنية التحتية وملفات حقوق الإنسان وفق منظورهم هم لا منظور مصلحة الوطن ومستقبله.
ربما ستبدو الإجابة مناسبة إن أخبرناهم جميعا دون خجل أو خوف من تشكيك أو سخرية فيسبوكية أن المشروع القومى لهذا الوطن خلال الفترة الماضية كان الأمل، نعم الأمل بمعناه المجرد والمعروف والواضح، فلا مشروع أهم لوطن فقد الأمل فى سنوات فوضى، وفقد شعبه ثقته فى نفسه بسبب معارك الدم والفتنة التى نشرها الإخوان والإرهابيون والمتصارعون على المكاسب من مشروع استعادة الأمل فى المستقبل، ومن يملك الأمل قادر على أن يرد ثقة هذا الشعب لنفسه، وهذه الدولة إلى أصلها، وأصل الدولة المصرية قائم على شعب متماسك قادر على أن يصنع ويصيغ حاضره ومستقبله بيده، وربما كان ذلك هو النجاح الأكبر للرئيس السيسى الذى تجلى فى اليد والإرادة المصرية التى واجهت الإرهاب، ثم بدأت عملية تنمية حقيقية تمهد الأرض لنقلة اقتصادية بأيد مصرية خالصة.
هناك فى قلب صحراء ظن البعض بعد سنوات طويلة من الصراخ لتعميرها أنه يؤذن فى مالطة، تزهر وتظهر بشائر إرادة مصرية جديدة بتعمير ما كنا نظنها قبلا ستظل خرابا أو ساحة ينتفع منها رجال الأعمال فقط.
هناك فى قلب الصحراء الآن ينمو محور قناة السويس، وتثمر أرض الفرافرة ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان، وتنشق الجبال عن استثمارات سياحية وصناعية وعلاجية فى هضبة الجلالة، وتظهر بشائر العاصمة الإدارية الجديدة، معلنة عن إرادة مصرية نجحت فى تحويل ما كان فى الماضى حلما، وما كان فى الحاضر محل تشكيك إلى واقع ملموس، ينقذ هذا الوطن من الترهل الإدارى ويصطحبه إلى حيث ساحة التنمية الراسخة فوق أرض تملك بنية تحتية قوية قادرة على تحقيق نمو اقتصادى واستثمارى فى المستقبل القريب.
وإن كانت الإجابة النظرية لا تكفيك، دعنا نترجمها إلى أرقام تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن ما يحدث على أرض مصر الآن من أعمال إعادة تأسيس لم يحدث منذ زمن.
مصر التى عاشت سنوات طويلة تخطط وتتمنى لغزو الصحراء، نجحت فى سنوات قليلة أن تمارس فضيلة البناء تحت قصف معارك الإرهاب واستهداف استقرار الدولة أطلقت مشروع استصلاح نحو 1.5 مليون فدان، حيث أُعلن رسميا عن استصلاح 10 آلاف فدان فى الفرافرة فى سهل بركة فى ديسمبر 2015، وطرح 500 ألف فدان للشباب وصغار المزارعين فى أكتوبر 2016، وطرح 233 فدانا، فى يناير الماضى، غرب محافظة المنيا.
مصر التى يحارب رجالها الإرهاب الممول دوليا على جبهة الحرب فى سيناء، كان رجالها فى جبهة التنمية يؤسسون 22 مدينة صناعية جديدة، أهمها 3 مدن صناعية، الروبيكى لدباغة الجلود، والأثاث بدمياط، والبلاستيك بمرغم فى الإسكندرية، بخلاف 26 مدينة ومركزا سياحيا أهمها العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، ومدينة هضبة الجلالة، والإسماعيلية الجديدة.
مصر التى طمع شخص فى حكمها مقدما نفسه للجماهير بأنه صاحب إنجاز مطار القاهرة ومعتبرا إياه سببا كافيا للمرور إلى كرسى الحكم بنت وأسست فى عهد السيسى مطارات فى كل ناحية، أهمها فى وسط سيناء والقطامية ورأس سدر وسفنكس غرب القاهرة وبرنيس جنوب البحر الأحمر، ونفذت أهم مشروع فى تاريخها الحديث وهو مشروع الطرق العملاق بمجموع أطوال 4800 كيلومتر .
مصر التى تقاتل أهلها فى فترات معينة لشراء مولدات الكهرباء بسبب نقص الطاقة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى نجحت فى عهد السيسى فى تحقيق طفرة غير مسبوقة فى مجال الطاقة والكهرباء والاكتشافات البترولية، لتحصد نتائج مبهرة بشهادة دولية وردت فى تقرير التنافسية الدولية 2017-2018 الذى يتجلى نجاحه بالمقارنة بالعام 2014-2015، ونكتشف الآتى:
أولا: تحسن فى جودة الطرق من المركز 118 إلى المركز 75.
ثانيا: تحسن فى البنية التحتية للموانئ من المركز 66 إلى المركز 41.
ثالثا: تحسن فى جودة إمدادات الكهرباء من المركز 121 إلى المركز 63.
رابعا: تحسن فى جودة البنية التحتية من المركز 125 إلى المركز 71.
ازرعوا الأمل فى نفوس الناس واستثمروا فيه، سلطوا الضوء على المشروعات الكبرى التى تغزو أرض مصر وتزرع فيها حجر أساس لمستقبل أقوى وأفضل حتى لا يصبحوا فرائس ضعيفة أمام الشائعات المتناثرة فى فضائيات ومواقع الإخوان، أحيانا يبدو الأمل سلاحا أقوى للمواجهة من قائمة أرقام.