28 عاما مرت على محاولة الانقلاب الفاشلة لإقصاء الرئيس ميخائيل جورباتشوف، عن سدة حكم الاتحاد السوفيتى، وهى الأحداث التى شهدت بداية الطريق لانهيار الاتحاد السوفييتى، وحددت المسار التاريخى لروسيا فى تسعينيات القرن الماضى.
الدبابات فى الساحة الحمراء
صباح يوم 19 أغسطس عام 1991، أعلنت وسائل الإعلام فى الاتحاد السوفيتى، حالة الطوارئ فى البلاد وانتقال السلطة إلى "لجنة الدولة لحالة الطوارئ"، بداعى أن الرئيس ميخائيل جورباتشوف غير قادر على ممارسة مهامه الرئاسية، حيث شكّلت مجموعة من كبار الشخصيات بالدولة، الرافضة لسياسات آخر زعيم للاتحاد السوفيتى، بهدف منع تفكك الاتحاد والعودة بالمسار السياسى إلى مرحلة ما قبل برنامج إصلاحات "البيريسترويكا"، التى أطلقها جورباتشوف منتصف الثمانينيات من القرن الماضى.
انقلاب الاتحاد السوفيتى
ووفقا لقناة الحرة، فإن أسباب محاولة الانقلاب، قبل هذه الأحداث بنحو ثلاثة أشهر، كان الشعب موافقا على الحفاظ على كيان الاتحاد السوفيتى باستثناء ست جمهوريات كانت قررت الانفصال، اتفق جورباتشوف مع رؤساء الجمهوريات التسع المتبقية على إنشاء اتحاد فيدرالى غير مركزى، للحفاظ على كيان الاتحاد السوفيتى فى مقابل الاعتراف باستقلال هذه الجمهوريات، الأمر الذى لم يرق لكبار القادة فى الدولة وفى الحزب الشيوعى.
الرئيس الروسي بوريس يلتسن
فى هذه الأثناء تزعم الرئيس السابق لجمهورية روسيا بوريس يلتسن، معارضة هذا الانقلاب، وتوجه رفقة مساعديه إلى مبنى الحكومة الروسية قلقين مما قد ينتج عن هذه الأحداث، لكنهم وجدوا حشودا من الروس يطوقون المبنى لحمايته من دبابات الجيش.
ودعا يلتسن الشعب الروسى إلى رفض "لجنة الطوارئ والدفاع عن الديمقراطية" فى روسيا، ووقع قرارا بعدم شرعية اللجنة.، وعلى الرغم من أن لجنة الطوارئ فرضت قبضتها على الإعلام فى روسيا، إلا أن يلتسن دفع مصوره الشخصى ديمترى سوكولوف، إلى إيجاد طريقة لإرسال صور الدبابات إلى وكالات الأنباء الدولية.
اضطر قادة الانقلاب إلى إعطاء أوامر للقوات بالانسحاب أمام الحشود الشعبية التى طوقت مبنى الحكومة، وعاد جورباتشوف إلى موسكو، وتم اعتقال قادة لجنة الطوارئ.
خرجت المزيد من الجمهوريات من الاتحاد السوفياتى بعد محاولة الانقلاب، وبعد شهور قليلة أعلنت روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا حل الاتحاد، وأصبح يلتسن أول رئيس روسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة