أكدت أطراف المحادثات فى الجولة الـ13 من محادثات أستانا على ضرورة تطبيق الهدنة فى الشمال السورى، وجددت تمسكها بالحل السياسى للقضية السورية واستبعاد الحل العسكرى.
وشدد البيان الصادر عن الدول المجتمعة فى أستانا على أن جميع الأطراف توافقت على استبعاد الحل العسكرى للقضية السورية، وأن الحل السياسى هو الوحيد للملف السورى على أساس القرارات الأممية ومخرجات مؤتمر سوتشى، مؤكدين ضرورة إقرار الهدنة على الأرض في إدلب وتطبيق كافة الاتفاقات السابقة.
وأشار البيان إلى أنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون من أجل القضاء على "جبهة النصرة" وتنظيم داعش، معربين عن القلق البالغ للدول الضامنة بسبب تزايد حضور تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابية.
وجددت الدول الضامنة تأكيد "التزامها الثابت بسيادة سوريا ووحدة أراضيها واحترام القرارات الدولية ورفض احتلال الجولان"، مشددة على ضرورة زيادة الدعم الإنسانى فى مختلف مناطق سوريا، ولفت إلى أنه تم الاتفاق على عقد جولة مقبلة من المحادثات في العاصمة الكازاخية "نور سلطان" خلال شهر تشرين الأول القادم.
كانت وزارة الخارجية الكازاخية قد أكدت أن البيان الختامي لمفاوضات "أستانا-13" سيتضمن الإشارة إلى توصل الحكومة السورية والمعارضة إلى حل وسط لقضية اللجنة الدستورية.
كان الخلاف بين الحكومة السورية والمعارضة حول أسماء آخر ستة مرشحين لعضوية اللجنة الدستورية، وهو ما أدى لعرقلة تشكيل اللجنة المعنية بكتابة دستور سوريا لعدة أشهر.
ونقل موقع روسيا اليوم عن مصدر مشارك في المباحثات انه تم الاتفاق على تشكيل وتنسيق قائمة اللجنة الدستورية السورية.
إلى ذلك، صرح مبعوث الرئيس الروسى الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف خلال مؤتمر صحفي أمس بأنه في الوقت الحالي لم يبق لدى دمشق وجنيف أي خلافات بشأن القضايا الإجرائية المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية.
وفى موسكو، أعرب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، عن ترحيب موسكو بإعلان دمشق موافقة مشروطة على وقف إطلاق النار بمنطقة إدلب، مشيرا إلى أن الكرة باتت في ملعب المسلحين.
وفي إجابته على سؤال حول إعلان دمشق موافقتها بشروط على وقف إطلاق النار في إدلب، شدد لافرينتييف على ضرورة إحلال الاستقرار في المنطقة.
وأضاف المسئول الروسى: "بالتأكيد، نرحب بقرار الحكومة السورية والكرة الآن في ملعب المعارضة المسلحة المعتدلة والتي تسيطر للأسف على الجزء الأصغر من منطقة إدلب"، مشيرا إلى أن 90% من أراضي إدلب تخضع للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، مضيفا: "ليس من المرجح أنهم سيتوقفون عن شن أعمال استفزازية ضد القوات الحكومية، ولكن إذا حدث هذا، فسنراقب تطورات الوضع".
وشدد على أن روسيا لن تسمح فى أى حال بأن يتخذ الإرهابيون من إدلب "منطقة هادئة" وتمكينهم من مواصلة احتجاز 3 ملايين مدني كرهائن وتهديدهم بالسلاح".
كان مصدر عسكرى سورى قد أعلن موافقة الجيش السورى على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد فى إدلب اعتبارا من ليل الجمعة.
وطالب الجيش السورى بتطبيق اتفاق سوتشى الذى يقضي بتراجع الإرهابيين بحدود 20 كيلومترا بالعمق من خط منطقة خفض التصعيد بإدلب وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مقابل وقف إطلاق النار.
وينص اتفاق سوتشى الموقع بين الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين والتركى رجب طيب أردوغان فى سبتمبر 2018 على إقامة منطقة منزوعة السلاح فى محافظة إدلب السورية بعرض 15 – 20 كلم على امتداد خط التماس بين الجيش السورى والمعارضة المسلحة، تكون تحت مراقبة موسكو وأنقرة.
كما يقضى الاتفاق بإخلاء تلك المنطقة من كل الجماعات المسلحة المتطرفة، وسحب الأسلحة الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ والمدافع التابعة للمعارضة، وكان هدف الاتفاق تجنيب إدلب، التى تعد آخر معقل كبير للمسلحين فى سوريا، من أى هجوم عسكرى من القوات الحكومية السورية.