عرجون البلح أو سباطة النخيل وهى تعتبر من مخلفات أشجار النخيل بعد موسم حصاد البلح ويتم التخلص منها بصورة دائمة باستثناء استخداماتها كمكنسة منزلية لدى المزارعين وسكان القرى وعمال النظافة فى الوحدات المحلية القروية، ودون ذلك لم يكن يرقى استخدام عرجون النخيل فى أية أغراض أخرى باستثناء بعض الأغراض الزراعية قبل جفاف العرجون، وذلك كاستخدامه لربط حزم البرسيم والقمح وغيرها من المحاصيل التى يتم جمعها.
ومع تزايد ثقافة استخدام مخلفات النخيل وإعادة تدويرها فى أغراض ترتبط بالتراث البيئى والواحاتى انتهجت عدد من السيدات صناعة المشغولات اليدوية التى تعتمد كليا على مخلفات النخيل ومنها العرجون، حيث يتم صناعة الأدوات المنزلية التى تستخدم فى التخزين والسفرة وحفظ الأطعمة بصورة صحية.
ورصدت عدسة اليوم السابع إحدى التجارب الناجحة لربة منزل من أهالى مركز الداخلة وبداية احترافها لصناعة المستلزمات المنزلية من عرجون النخيل والتى تشتمل على عدة مراحل تتمثل فى الحصول على العرجون واستخدام ساق العرجون الجاف بعد تليينه وشقه إلى شرائح بمقاسات محددة واستخدام حزم العرجون بعد تفتيتها لوضعها كدعائم فى صناعة الأغراض المنزلية التى يتم لف الخوص حولها لتصنيع الأوعية الخاصة بحفظ الأطعمة والأسبتة الخاصة بحمل الخبز والفواكه والحلويات التى يتم تقديمها للضيوف.
تقول أم عمار، إنها تحب المشغولات اليدوية منذ صغرها وكانت تتمنى أن تمتهن الأعمال اليدوية التى تتضمن صناعة الخوص والعرجون والارابيسك من جريد النخيل وانتهت بالتخصص فى صناعة العرجون لإنتاج أطباق الطعام والمستلزمات المنزلية وطواقم استقبال الضيوف وهى مهنة صعبة نسبيا نظرا لجفاف العرجون وصعوبة التعامل معه فى تصنيع المنتجات اليدوية والقطع الفنية، حيث تقوم بتجهيز العرجون وتقطيعه إلى شرائح متساوية المقاسات والبدء فى عمل التشكيلات الفنية المتنوعة التى تتشابه مع أعمال الخوص والسجاد، من حيث أعمال التضفير والرسم على مساحات متنوعة لتنفيذ القطع الفنية بأحجام وفقا لطلب الزبائن.
تضيف أم عمار أنها حاصلة على دبلوم فنى ولم تتطلع للبحث عن وظيفة حكومية وقررت أن تتجه نحو الصناعات اليدوية وتجعلها وسيلة لكسب أرباح متزايدة وفقا لحجم المطلوب من تلك المشغولات اليدوية على الرغم من صعوبة التسويق، حيث تعتمد على نفسها وعلاقاتها بالأصدقاء والجيران لتسويق المنتجات التى تقوم بتصنيعها بجانب دعم عدد من الجمعيات التنموية فى القرى وإحدى الرائدات فى صناعة الحرف اليدوية والتى تقوم بدعمها فى عمل طلبيات من المشغولات اليدوية للزبائن.
وطالبت أم عمار بتوفير الدعم المناسب من الجهات التنفيذية المختصة بالمحافظة والتضامن الاجتماعى والجمعيات المتخصصة نحو تيسير اجراءات التسويق فى تلك الصناعات اليدوية والمشغولات التى تعتمد كليا على الاستفادة من مخلفات النخيل وما يتبعها من إجراءات تحد من الأضرار الشديدة التى تنتج عن تزايد مخلفات النخيل، وذلك من خلال توفير منافذ للتسويق وتحقيق حلقة الوصل بين مصنعى تلك المشغولات وبين المنتفعين بتلك المنتجات وفتح أفاق غير تقليدية نحو التوسع فى تلك الصناعات بتعميم استخدامها فى الفنادق والاستراحات والحضانات الحكومية وغيرها من الهيئات التى يمكن استخدام تلك المشغولات فيها بما يضفى هوية التراث الواحاتى عليها ويحق فرصا جيدة نحو التوسع فى تسويق تلك المنتجات ويساهم فى توفير فرص عمل مناسبة للسيدات وخريجات المدارس والكليات على مستوى المحافظة.