تمر اليوم الذكرى الـ220 على مغادرة الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت، الأراضى المصرية، بعد فترة من قيادته للحملة الفرنسية على الشرق، وقيامه بغزو مصر وبلاد الشام، حيث غادر إلى فرنسا فى 22 أغسطس من عام 1799، وذلك عقب زيادة المتاعب التى تواجهها فرنسا بعد قيام حرب تحالفت فيها أوربا ضدها.
وبحسب كتاب "نابليون بونابرت فى مصر" للكاتب أحمد حافظ عوض، فإن سفر نابليون كان أشبه بالقصص الخيالية وأساطير الأولين منه للحقائق، نظرا لأن السفن الإنجليزية كانت تقف له بالمرصاد، تنتظره على السواحل المصرية للفتك به أو القبض عليه.
وبحسب ما نقله الكتاب عن "كونت دهر فيجو" فى مذكراته، فأن نابليون ومن معه غادروا ضواحى الإسكندرية ليلا بحيث لم يعلم بهم أحد، ولما نزلوا من نقطة على الشاطئ، تركوا الخيول التى كانوا يركبونها فعادت إلى حامية بالإسكندرية، حتى ذعرت الحامية وارتفعت أصوات الأبواق، وهب الحرس ظنا منهم أن هناك حملة فاجأتهم على غرة.
ووفقا لما ذكره "بوريين" كاتم أسرار فى نابليون ورفيقه فى الرحلة، فأن المغادرة كانت ليلا على متن سفينتى "لاموبرون" و"لاكاريير" وكان عدد المرافقين للجنرال الفرنسى يتراوح ما بين 400 و500 شخص، وكانت الليلة حالكة الظلام، بحيث كانوا يتلمسون الوصول إلى السفن تحت أضواء النجوم.
وأمر نابليون قواد السفنية بأن يسيروا بمحاذاة الشواطئ الأفريقية إلى أن يصل إلى جنوب جزيرة سردينيا، فكان يرى أنه إذا هاجمه الإنجليز وهو بمحاذاة الشاطئ الأفريقى، يستطيع أن يشق طريقه داخل تونس ووهران بحرية.
ويوضح الكتاب أن مغادرة نابليون كانت سرا حتى على كليبر نائبه وقائد الحملة الفرنسية من بعده، حتى أن خبر مغادرة الجنرال الفرنسى أدهش الفرنسيين المتواجدين بالقاهرة، والمصريين.