تمر اليوم ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة أمينة رزق راهبة الفن وأشهر أم فى السينما المصرية حيث رحلت عن عالمنا فى 24 اغسطس عام 2003.
وأمينة رزق تعد أحد رواد الفن الذين قضوا عمرا طويلا فى رحابه ، ووهبت حياتها له فلم تتزوج ،وبدأ حبها للفن من سن الطفولة واستمر عطائها الفنى حتى قبل وفاتها بأشهر قليلة.
ومنذ شبابها أتقنت أمينة رزق أدوار الأم والتصقت بها هذه الأدوار فاشتهرت بها ، ولا يعرف الكثيرون من عشاق فن امينة رزق التى استهرت فى الوسط الفنى بلقب "ماما أمينة" الكثير من المعلومات عن طفولة راهبة الفن، والتى ننشر بعضا منها من خلال ما كتبته الفنانة الكبيرة عن حياتها فى أحد أعداد مجلة الكواكب ال1ادرة عام 1953 والذى أهداه لنا المؤرخ الفنى نعيم المامون ، حيث كتبت أمينة رزق تحت عنوان "قصة حياتى" مقتطفات من طفولتها ورحلتها إلى عالم الفن.
وعلى الرغم من أن المعلومات المتداولة عن أمينة رزق تشير إلى أن ولدت فى 15 إبريل عام 1910 إلا أنها شارت فيما كتبته لمجلة الكواكب إلى أن ولدت عام 1915 بمدينة طنطا وكان والدها تاجرا عربيا جعفريا أسود اللون – بحسب وصفها- مشيرة إلى أنه كان محافظا لدرجة كبيرة حتى أنه منع والدتها من الخروج لزيارة أهلها إلا بعدما أنجبتها.
وذكرت أمينة رزق إلا أن والدتها كانت تخشى أن تنجب أطفالا يبهون بشرة أبيهم السمراء وظل هذا الهاجس يزعجها حتى أنجبتها بيضاء البشرة.
ومن الأمور الغريبة التى أشارت إليها راهبة الفن أن والدها كان سيخطب والدتها لابنه الكبير حيث سبق له الزواج والإنجاب ، ولكن غير رأيه فى أخر لحظة بعدما رأى خطيبة ابنه وقرر ن يتزوجها هو ، ومات الابن بعد زواج من خطيبته بعامين.
والتحقت امينة رزق بالمدرسة بمدينة طنطا فى سن السادسة ، وارتبطت ارتاطا كبيرا بخالها الذى اصطحبها ذات مرة لمشاهدة السينما حيث كانت تعرض وقتها ما يسمى بأفلام السلاسل أو الحلقات وكانت تجوب المحافظات ، وبعد عودة الطفلة ذات الست سنوات إلى منزلها فوجئت بغضب والدها الذى انهال على جسدها الصغير ضربا بالكرباج قائلا:" ماعنديش بنات يروحوا سينمات"، وكاد الأمر أن يصل إلى طلاق والدتها .
وبعد وفاة والدها وهى فى سن الثامنة انتقلت امينة رزق مع والدتها إلى القاهرة لتسكن فى حى روض الفرج ، وكانت خالتها أمينة محمد تهوى الفن والتمثيل ، فكانت تصطحبها معها للسينمات والمسارح ، وكانتا تحفظان المسرحيات ، وأثناء وجودهما فى أحد مسارح روض الفرج سمعتا أن إحدى الفنانات تغيبت ، فذهبتا إلى صاحب المسرح يؤكدان له أنهما تحفظان الدور وعلى استعداد لتقديمه وإنقاذ الموقف ، وبالفعل قدمت أمينة رزق الدور ، وبعدها عرض عليها احد العاملين بمسرح رمسيس أن يقدمهاهى وخالتها للفنان الكبير يوسف وهبى ، وبالفعل أعجب بهما وضمهما إلى الفرقة وكتب لهما عقدا بشرط غرامة 100 جنيه فى حالة الإخلال بهذا العقد ، ففرحت فرحا شديدا ، ولكنها خافت من أن تعترض أسرتها التى لقنتها هى وخالتها علقة ساخنة ولكن الأسرة اضطرت لقبول الأمر الواقع بعد معرفة الشرط الجزائى ، لتبدأ أمينة رزق رحلتها فى عالم الفن وتصبح بطلة مسرح رمسيس حيث أكد لها يوسف بك وهبى أنها ستكون أحسن ممثلة دراما فى مصر.