حذر الرئيس اللبنانى ميشال عون، من خطورة الشائعات التى ترددت فى الآونة الأخيرة فى شأن الوضع الاقتصادى للبلاد كونها تُلحق الأذى بجميع اللبنانيين على نحو يقتضى تجنبها وعدم الالتفات إليها، مشيرا إلى أن الوضع الراهن للبنان سببه "إرث ثقيل" يمتد لـ30 عاما، وأنه يعمل على إصلاحه ومعالجته.
وقال الرئيس اللبنانى، خلال استقباله، اليوم السبت، عددا من الوفود بمقر إقامته الصيفى بقصر بيت الدين فى محافظة جبل لبنان: "لقد ورثنا ما يعادل 85 مليار دولار ديونا، فيما تم إهمال الموارد التى يمكن الاعتماد عليها فى لبنان ومنها الزراعة والصناعة، إذ كان الاعتقاد السائد أن الخدمات وحدها مع السياحة تكفى لتوفير الموارد، مع الاتكال على الاقتصاد الريعي، إضافة إلى القضاء كليا على المهن الحرفية".
وأضاف عون: "هذا الوضع الصعب لا يمكن تخطيه بفترة زمنية قصيرة، ولا حتى خلال السنوات الست لولايتى الرئاسية، غير أننا نعمل بجهد فى سبيل ذلك".
وأشار إلى أنه سيتم فى غضون أشهر قليلة بدء عملية التنقيب عن النفط والغاز فى المياه الإقليمية اللبنانية، آملا أن يسفر هذا الأمر عن نتائج إيجابية تساهم فى تحسين الأوضاع الاقتصادية للبلاد.
ولفت إلى أنه تم البدء فى عملية الإسناد لمشروعات معالجة قطاع الكهرباء التى ستسفر عن تحسن فى واقع الطاقة فى لبنان، متوقعا الوصول منتصف العام المقبل إلى توفير الكهرباء بشكل كبير.
وشدد الرئيس اللبنانى على أن مصالحة الجبل راسخة ولن تهتز، وأن الاختلاف السياسى أمر طبيعى الحدوث فى كافة الدول الديمقراطية. متابعا: "ولا يمكن إزالته وإلا زالت الديمقراطية، ولكن لا يجب الخلاف حول الوطن".
وأُبرمت مصالحة الجبل عام 2001 برعاية من البطريرك المارونى الراحل نصر الله صفير، والزعيم السياسى الدرزى وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمى الاشتراكى، لتنهى (حرب الجبل) أحد أكثر الفصول الدامية فى الحرب الأهلية اللبنانية، بما شهدته من اقتتال عنيف بين المسيحيين الموارنة والدروز من سكان الجبل.
ووقعت فى منطقة الجبل فى 30 يونيو الماضي، أحداث عنف مسلحة أودت بحياة شخصين وإصابة أشخاص آخرين، على نحو تسبب فى توتر سياسى شديد فى عموم لبنان، وذلك على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطنى الحر" جبران باسيل إلى عدد من قرى الجبل، حيث اندلعت اشتباكات نارية مسلحة بين أعضاء الحزب الديمقراطى اللبنانى الحليف لباسيل، وبين الحزب التقدمى الاشتراكى، بعدما اعتبر الفريق الأخير أن "باسيل" أدلى بتصريحات من شأنها إشعال الفتنة الطائفية بين المسيحيين والدروز من سكان الجبل.
وانفرجت أحداث عنف الجبل الأخيرة إثر اجتماع خماسى عُقد فى قصر بعبدا الجمهورى فى 9 أغسطس الجاري، ضم رئيس البلاد ميشال عون ورئيس المجلس النيابى نبيه برى ورئيس الحكومة سعد الحريري، وطرفى الأزمة الرئيسيين وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمى الاشتراكي، والنائب طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطى اللبناني، وأفضى إلى مصالحة أنهت توترا وسجالا سياسيا محتدما بين القوى السياسية الرئيسية فى البلاد أدى إلى توقف عمل الحكومة قرابة شهر ونصف الشهر.