أصبحت المرأة فى مجتمعنا الحالى تمتهن المهن الصعبة وتقتحم العمل الشاق وتنافس الرجال فى مختلف المجالات، و"هدير عبد المنعم" نموذج لامرأة بسيطة من محافظة الشرقية، اقتحمت عمل الرجال وتفوقت فيه وتعتبر أول سيدة بالشرقية تعمل فى مهنة الجزارة عبر الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعى، كانت تعمل فى مجال مستحضرات التجميل، وتركتها بكامل إرادتها للبحث عن مهنة تثبت ذاتها فيها، فوجدت تلك السيدة الجميلة فى مهنة الجزارة وتجارة الأغنام حلمها فى تحقيق ذاتها.
وتروى "هدير" قصتها وكيف نجحت فى الجزارة قائلة: "حبيت أثبت للجميع أنى قادرة أعمل أى شىء فى الدنيا"، لخصت هدير بهذه الكلمات قصتها فى مجال تجارة الأغنام والجزارة "أون لاين"، حيث تتواصل مع الزبائن عبر الفيس بوك وتطبيق واتس آب.
وسردت قصتها قائلة: "اسمى هدير عبد المنعم عبد الفتاح، 36 سنة، مقيمة كفر الزقازيق البحرى، حاصلة على معهد فنى صناعى، وأم لأربعة أطفال، زوجى يعمل موظف بكلية الهندسة جامعة الزقازيق، أعباء الحياة جعلتنى أبحث عن عمل من المنزل لمساعدة زوجى، فى البداية عملت فى إحدى شركات مستحضرات التجميل، وبعد فترة حبيت أثبت أنى قادرة على عمل أى شىء فى الدنيا وأى مهنة شريفة وحلال، فعملت مع والد زوجى والذى يعمل تاجر مواشى فى تجارة الأغنام، منذ 5 سنوات".
وتتابع "الجزارة الكيوت" كما يطلق عليها الزبائن، أنها ذات مرة كانت تجلس برفقة زوجها ونشرت بوست على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، ودونت فيه: "هدبح بكرة ضانى لو حد عايز يحجز"، وكان على سبيل المزح، ولم تتخيل أن الموضوع هيقلب جد معاها، حيث فوجئت بتفاعل كبير على البوست، ونصحها زوجها بضرورة التواصل والرد على الناس على الفيس، فقالت له "أنا كنت بجرب حظى وبهرج" ومن هنا كانت البداية.
وأضافت: أن فى اليوم الأول ذبحت خروفين وتم توزيعهم فى ساعة" ومن هنا انطلقت فى مهنة الجزارة، وكل زبائنها على الإنترنت، وتستعين بمعلف حماها فى وضع الأغنام فيه، وتذبح فى السلخانة، وعندما رزقها الله ساعدت 10 أسر للعمل معاها، حيث لم يقتصر عملها على ذلك بل طورت نفسها للعمل فى شراء وذبح الدواجن بكل أنواعها.
.
وأردفت: طول عمرى عندى فوبيا من الدم وبخاف من الذبيح، لكن ربنا أعطانى إرادة غير عادية، وأول مرة ذبحت خروف وبعدها ذبحت كل أنواع المواشى من جاموس وبقر وعجول، لكن الحيوان الوحيد ال بخاف أذبحه هو الأرنب لأنه بيصرخ أثناء الذبح بيصعب عليه جدا، لكن بسلخه بشكل جيد.
وتابعت: أن كل تعاملها مع الزبائن من خلال جروب على الفيس بوك والواتس أب، تقوم بعرض منتجاتها بشكل يوميا وتلقى إقبال كبير وخاصة من السيدات العاملات من الطبيبات والمهندسات التى تعيقها ظروف عملها عن شراء اللحوم والدواجن وتنضفها، وأن لديها محل تحت الإنشاء وتحلم فى إنشاء مجزر ومطعم فى المستقبل.
وأطلق الزبائن على هدير كثيرا من الألقاب منها الجزارة الكيوت والجزارة الجميلة، ومامت مازن، لكنها تفضل أن يناديها الزبائن بـ"مامت مازن" نجلها الأكبر حيث لم يمنعها العمل فى مجال الرجال من التخلى عن أنوثتها أو التقصير فى حق أسرتها وأطفالها الأربعة، فهى دائما ما تتابع دروسهم وتشجعهم على التفوق، ودائما ما تهتم أن تكون صاحبة طلة جميلة فتحرص على ارتداء الملابس الجميلة أثناء الذبح والتقطيع، فلم تنسَ أنها امرأة.