لم ينضم أحمد لطوابير البطالة التى تنتظر الإعلانات الرسمية عن الوظائف الحكومية، أو سهرات المقاهى التى يجتمع عليها ليل نهار الشباب العاطل الذى يعلق مضيعة الوقت، ومضيعة العمر على شماعة البطالة، واستغل إحدى الأفكار الذى اقترحها عليه أحد المهندسين المقربين لأسرته بصناعة "عصارة قصب" محمولة على تروسيكل، وتم تجهيزها، وصناعتها بشكل هندسى متكامل، وكأنه محل متكامل لعصير القصب، ويقوم بالتجول وسط الشوارع الرئيسية، والطرق السريعة لبيع العصائر، والمرطبات لزبائنه ليبدأ قصة كفاح يوفر من خلالها دخل حلال لأسرته المكونة من 9 أشقاء غير والده، ووالدته دون انتظار قطار الوظائف الحكومى ليحصل يوميا على ما يسد به احتياجات أسرته، ومتطلباتهم.
يقول أحمد عبد السلام 20 سنة، من أسيوط، أو "أحمد الشبح" كما يحب أن يطلق على نفسه أنه لم يكمل دراسته ولم يحصل على أى مؤهل، وذلك بسبب الظروف الأسرية، وكثرة أعداد أسرته كونه أحد أفراد أسرة مكونة من 9 أبناء، ووالده، ووالدته، وحالت الظروف الإجتماعية، ودخل الأسرة دون أن يكمل تعليمه، أو يحصل على أى مؤهل فعانى كثيرا للحصول على لقمة العيش، واشتغل بأكثر من مهنة كعمالة يومية، ولكنه لم يجد نفسه فيها.
وأضاف أحمد أن أحد المهندسين المقربين له، ولأسرته عندما علم بحالته وظروفه اقترح عليه عمل "عصارة قصب" محموله على تروسيكل، وبشكل نظيف وآمن على أن يكون هذا المكان به كل مكونات محلات عصر القصب الموجودة بالشوارع، والميادين، والتى يقصدها المواطنون بحيث يكون فى هذه العصارة المحمولة أماكن لوضع القصب قبل عصره ثم أماكن للكبايات الخاصة بالعصير، وأيضا مكان لتنظيفها، وآخر للمخلفات الناتجة عن العصر على ألا يتسبب هذا المشروع فى أى تلوث للمكان الذى أقف فيه لبيع العصير.