تزايد الجدل والانتقادات، خلال الأيام الماضية، حول تمثال الفنانة ليلى مراد، الذي تم تصميمه لوضعه أمام مدخل المسرح الصيفي المكشوف، الذي أقامته محافظة مطروح، وأطلقت عليه أسم الفنانة الراحلة، بشاطئ الغرام، ضمن أعمال التطوير الحضاري للشاطئ، حيث انتقد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام تصميم التمثال ووصفوه بأنه بعيد تماما عن ملامح ليلي مراد وعن لون بشرتها.
وشهد الأسبوع الماضي، وضع تمثال من البرونز بالحجم الطبيعي للفنانة ليلي مراد، أمام المسرح الذي تم إنشاؤه مؤخراً وجاري تجهيزه للافتتاح قريباً، لإقامة الحفلات الصيفية والأنشطة الفنية والثقافية على الشاطئ، ضمن أعمال التطوير الشامل لشاطئ الغرام، أحد أهم وأجمل شواطئ مدينة مرسى مطروح، وهو الشاطئ الذي أطلق على أسم فيلم " شاطئ الغرام" للفنانة الراحلة ليلي مراد والفنان الراحل حسين صدقي، ويضم الصخرة الشهيرة التي غنت عليها " بحب اتنين سوا"
وكشف المهندس أحمد علي وكيل وزارة الإسكان والمرافق بمطروح، أن التمثال مطابق للأبعاد والمواصفات الفنية من حيث الشكل وملامح وجه الفنانة ليلى مراد، وأن الصور المتداولة التقطت للتمثال عقب وصوله من القاهرة وقبل تثبيته وعمل الخلفية الخاصة به، والتي ستظهره بشكل أفضل وبأبعاده الطبيعية، مشيراً إلى أن الصور ليست بالجودة والوضوح الكافي، مما أعطى انطباعاً لدى البعض بأنه بعيد الشبه عن شكل وملامح الفنانة الراحلة.
وأضاف مدير إسكان مطروح، بأنه لم تنتهي أعمال تثبيت التمثال أمام مدخل مسرح الشاطئ التابع لمحافظة مطروح، وأنه لن يتم وضعه في أحد الميادين العامة كما روج البعض، كما أن المسرح ليس تابعاً لوزارة الثقافة، وإنما هو من ضمن المنشآت الحضارية التي تنفذها محافظة مطروح، بالشواطئ ضمن خطة التطوير التي تشرف عليها مديرية الإسكان وتنفذ الأعمال الشعبة الهندسية للمنطقة الغربية العسكرية.
وأوضح المهندس أحمد علي، في تصريحات خاصة لـ " اليوم السابع" بأن مصمم ومنفذ التمثال الفنان الدكتور عبد الرحمن البرجي، وهو متخصص في المستنسخات الأثرية ومتمكن في عمله، إضافة أنه نفذ التمثال متطوعاً ولم يحصل على أي مقابل من المحافظة أو غيرها.
كما أن هناك مهندسون وفنيون يشرفون على أعمال التطوير سواء من مديرية الإسكان أو الشعبة الهندسية للمنطقة الغربية العسكرية، لن يقبلوا بوضع تمثال غير متناسق أو مشوه ضمن أعمال التطوير والتجميل التي يتم تنفيذها.
وأشار مدير إسكان مطروح، إلى أن جميع التماثيل البرونزية للزعماء والمشاهير في مصر أو دول العالم الأخرى، يتم تصميمها بنفس الشكل والألوان، ولا يوجد من بينها ما يتطابق من حيث لون التمثال مع لون البشرة الطبيعية لصاحب التمثال، مؤكداً أن الملامح متطابقة مع ملامح الفنانة ليلى مراد وهو ما سيشهده الجميع على الطبيعة، عقب الانتهاء من تثبيت التمثال وعمل الخلفية اللازمة له.
وأضاف وكيل وزارة الإسكان بمطروح، أن شاطئ الغرام يشهد أعمال تطوير حضارية وسياحية، ستنقله نقلة كبيرة وتعظم الاستفادة من مقوماته الطبيعية والتاريخية وليصبح وجهة ترفيهية حضارية، مشيراً إلى أن أعمال التطوير تضمنت إنشاء مسرح على الطراز الروماني الدائري وخلفيته الصخرة الشهيرة، التي تسمى باسم الفنانة الراحلة ليلى مراد، ويتسع لأكثر من 1000 مشاهد، مع إعداده لاستقبال الحفلات والمهرجانات، والحفاظ على مستوى رؤية الشاطئ، مع عمل كافة الترتيبات لفصل المسرح وتأمينه مع التيسير على المصطافين لدخول الشاطئ، كما أن شاطئ الغرام وشاطئ كليوباترا المتجاوران، لهما قيمة تاريخية وجمالية وترفيهية، ولم تستغل مقوماتهما سياحيا بالقدر الكافي، لذلك وجه اللواء مجدي الغرابلي محافظ مطروح، بضرورة تطوير الشاطئين والمنطقة المحيطة بهما بشكل حضاري وسياحي، مع إقامة شاليهات للإقامة اليومية ومسرح دائري مفتوح بشاطئ الغرام، بالقرب من صخرة ليلى مراد الشهيرة، لإقامة الحفلات الفنية ومطاعم وكافيتريات وحمامات وأماكن انتظار للسيارات.
وقالت المهندسة ابتهال أحمد السيد المشرفة بمديرية الإسكان على تنفيذ المشروعات، أنه تم تصميم تمثال الفنانة ليلي مراد بالفستان الذي كانت ترتديه في فيلم شاطئ الغرام، حيث تم الاستعانة بصورة لها من أحد مشاهد الفيلم، وأن التمثال من تصميم وتنفيذ النحات الدكتور عبد الرحمن البرجي، الذي تخرج في كلية الفنون الجميلة بالزمالك قسم النحت، والمسئول عن عمل المستنسخات الأثرية في وزارة الآثار المصرية.
وأوضحت المهندسة المشرفة، أنه عقب الانتهاء من تثبيت التمثال، سيلاحظ الجميع أنه مطابق لملامح الفنانة ليلى مراد، وسيتم التقاط الصور له بكاميرات عالية الجودة ونشرها، ليتأكد المنتقدون من مطابقة التمثال لمواصفات الفنانة الجثمانية والملامح، مشيرة إلى أن الصور المتداولة تم التقاطها بكاميرات الموبايل، ومع انعكاس لمعان البرونز والإضاءة على جانب واحد من التمثال أثرت على عدم وضوح الشكل.
ويبلغ طول التمثال 170 سم، وقاعدته عبارة عن شاسية من الحديد المجلفن، مثبت بقاعدة التمثال بعمق 90 سم تحت الأرض، وعليه صبه من الخرسانة المسلحة ويرتفع عن وجه الأرض 50 سم وسيتم تجليدها بالجرانيت.
وترجع شهرة الشاطئ وصخرته الشهيرة للكلمات التي تغنت بها الفنانة ليلى مراد: «يا ساكني مطروح جنيٌه في بحركم، الناس تجي وتروح وأنا عاشقه حيكم، اثنين حبايب الروح شبكوني بحبكم، حبيت الاثنين سوى الميٌه والهوى، يا هنايا بحبهم»، وارتبط اسم الشاطئ باسم الفيلم الذى لايزال شاهدًا على قصة الحب التي تكللت بالزواج، وكان العرض الأول للفيلم في أوائل عام 1950.