"ابن تيمية والسوشيال".. كيف ينشر "برهامى" فكر إمام المتشددين عبر التطبيقات الشهيرة؟.. التيارات السلفية تتحدى منعها من اعتلاء المنابر عبر إرسال دروسها لأعضائها فى جروبات مغلقة على "انستجرام" و"واتس آب"

الثلاثاء، 27 أغسطس 2019 03:00 ص
 "ابن تيمية والسوشيال".. كيف ينشر "برهامى" فكر إمام المتشددين عبر التطبيقات الشهيرة؟.. التيارات السلفية تتحدى منعها من اعتلاء المنابر عبر إرسال دروسها لأعضائها فى جروبات مغلقة على "انستجرام" و"واتس آب" قيادات الدعوة السلفية
كتب كامل كامل - أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع النجاح الذى حققته وزارة الأوقاف فى السيطرة على المساجد التى كانت تشهد هيمنة التيار السلفى ، عليها أصبحت منصبة "السوشيال ميديا" هى الوسيلة التى يعتمدون عليها فى نشر أفكارهم الضالة، خاصة تطبيقات انستجرام وفيس بوك وواتس أب حيث يقومون بإنشاء جروبات مغلقة على فيس بوك وواتس آب.

ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية لجأ إلى طريقة جديدة لنشر فكر الشيخ "ابن تيمية"، عبر عمل جروبات مغلقة على كل من تطبيق "واتس آب"، و"فيسبوك" تضم أعضاء مجلس شورى الدعوة والسلفية وتلاميذه، ويتم من خلالها عرض دروس بالفيديو ومصورة يتم فيها تدريس أفكار " ابن تيمية ".

ياسر برهامى، حاول استخدام أسلوب المناورة بعد أن فشل التيار السلفى فى الصعود للمنابر ، فى استبدال طرقهم فى نشر أفكارهم المتشددة بوسائل التكنولوجية الحديثة، من بينهم "انستجرام" و"واتس آب" و"فيسبوك"، من خلال إنتاج فيديوهات للشيخ ياسر برهامى يتحدث فيها فى دروس دينية عن فقه ابن تيمية.

الجدير بالذكر أن فكر ابن تيمية، هو أحد أبرز الشخصيات الدينية التى تعتمد علي فتاويها التنظيمات الإرهابية  فى تنفيذ العمليات الإرهابية وعلى رأسهم تنظيمى القاعدة وداعش.

من جانبه وصف هشام النجار، الباحث الإسلامى، اعتماد السلفيين على مواقع التواصل الاجتماعى والتطبيقات التكنولوجية الحديثة بالممارسات خطيرة جدًا وهي محاولة للالتفاف وتعويض تراجع الحضور على الأرض وفي المساجد نتيجة الإجراءات المشددة التي تتخذها وزارة الأوقاف.

وقال الباحث الإسلامى، إن خطورة هذا الأمر تكمن في أولا استغلال تمثيل السلفيين بحزب في البرلمان ، وكونهم يحظون بنشاط سياسي بأن منهجهم صحيح وأنهم معتدلون ومختلفون عن الآخرين حيث يستغل التيار السلفي ذلك للانتشار ولترويج رؤاه المتشددة ومناهجه المتطرفة تحت مزاعم وسطيته المكذوبة.

ولفت الباحث الإسلامى، إلى أن السوشيال ميديا مجال مفتوح وساحة خصبة لاستقطاب الشباب المستعد اجتماعيًا ونفسيًا للسير في طريق الارهاب من بدايته لان الإرهابي  لا يصبح ارهابيًا بين ليلة وضحاها لأنه مشروع يمر بعدة مراحل بداية من السير مع السلفيين ومنظري الدعوة السلفية الذين يبذرون داخله بذور التطرف الأولى ككراهية الدولة ونظامها السياسي وعداوة المختلف في العقيدة وتحقير المرأة وأيضا غيرها من الجماعات كالتبليغ والدعوة وغيرها فهذه الجماعات مهمتها استقطاب الشباب لهذا الفكر كمرحلة أولى وبعدها تبدأ مهمة تنظيمات أكثر تخصصًا كالسلفية الجهادية وداعش والقاعدة وغيرها لتجنيد هؤلاء داخل خلايا تطبق عمليا هذا الفكر.

وتابع هشام النجار قائلا : غالبية أعضاء السلفية الجهادية مروا بهذه المراحل قبل تجنيدهم داخل داعش والقاعدة، بل أن غالبية قادة الارهاب الكبار قد مروا أولا بالتبليغ والدعوة والدعوة السلفية وغيرها كعبود الزمر وخالد الاسلامبولي ومحمد عاطف وأيمن الظواهري وغيرهم.  

فيما أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن السوشيال ميديا ، أصبحت أسلوب التيار السلفى في ترويج أفكارهم الشاذة، موضحة أن السوشيال ميديا هي منصات مفتوحة تسمح لكل من هب ودب بالنشر عليها.

وقالت داليا زيادة، لـ"اليوم السابع"، إن التيار السلفي المتشدد صاحب الأفكار التي تصل لحد اللامنطق في أغلب الأحيان، قد وجدوا على هذه المنصات مساحة لنشر أفكارهم نظراً لغياب الرقيب، وهو نفس الأسلوب القديم الذي سبق واتبعوه، مثلاً عندما كانوا ينشرون الدروس عبر شرائط الكاسيت في التسعينات، أو من خلال الكتيبات التي كان يتم طباعتها في مطابع مغمورة لا تحظى بأي رقابة في المناطق الشعبية وتوزيعها مجاناً في وسائل المواصلات.

وأوضحت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة ، إن هناك تجربة قامت بها بعض الدول في أوروبا يمكن لنا أن نستعين بها حيث كان الإسلاميين المتشددين في بعض الدول هناك يلجأون للسوشيال ميديا لتشجيع الشباب المسلم للذهاب لمساجدهم، ثم تطور الأمر لأنهم أصبحوا ينشرون دروسهم على الصفحات التابعة لهم على السوشيال ميديا، وفي كثير من الأحيان كان هذا ينتهي بالشاب لأن يتم تجنيده لدى داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية التي تستخدمه كسلاح لتدمير الدولة التي يعيش فيها، ومع زيادة الجاليات المسلمة في هذه الدول، وتصاعد هذا الخطر، قامت هذه الدول بتعقب الصفحات التي ينشر عليها هذه الدروس، وإبلاغ إدارة الفيس بوك أو تويتر أو انستجرام، أو أياً ما كانت المنصة التي ينشرون عليها، ليقوموا بإغلاق هذه الصفحات، وكثير من هذه المواقع استجاب بالفعل، وكان تويتر أولها حيث طور الموقع أدوات تستطيع فهم المحتوى المتشدد وحذفه تلقائي.

ولفتت داليا زيادة  ،إلى أن هذا أمر يمكن لنا أن نفعله، حيث أن أغلب هذه المنصات لديها بالفعل مكاتب تتعامل مع الشرق الأوسط وبها فريق عمل يستطيع قراءة النصوص العربية، ويمكن إيجاد طريقة للتعاون معهم لتطوير أكواد يمكن من خلالها السيطرة على ما ينشر عبر هذه الصفحات داخل مصر أو في المنطقة العربية، موضحا أن الفكر السلفي المتشدد الذي يتم بثه على هذه الصفحات هو أول الطريق نحو صناعة الإرهابي.

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة