تحتفل دولة الإمارات غدًا بيوم المرأة الإماراتية حيث أصبحت المرأة في دولة الإمارات شريكاً أساسياً في التنمية المستدامة، وجزءاً لا يتجزأ في تحقيق استراتيجيات بناء الدولة، وتحقيق رؤيتها بأن تكون من أفضل 25 دولة في مؤشر التوازن بحلول عام 2021، وجاء قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بتخصيص 50% من مقاعد المجلس الوطني للمرأة لمثل تتويجا لدور المرأة وبمثابة قفزة نحو تمكينها ومشاركتها في رسم حاضر الوطن ومستقبله.
وبهذه المناسبة أكدت قيادات نسائية بالدولة، أن المرأة الإماراتية حققت خلال العشر السنوات الماضية العديد من الإنجازات وأصبحت شريكاً فاعلاً في عملية التنمية المستدامة، ولولا دعم الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لمجلس سيدات أعمال أبوظبي، لم يتحقق هذا النجاح، حيث قادت سموها مشروع تمكين وريادة المرأة في الدولة 2015-2021.
المرأة شريكة الرجل
وأكدت «إن المرأة شريكة الرجل في عملية البناء بكل ما للمشاركة من معاني، فالفتاة اليوم لم تعد أسيرة دورها التقليدي داخل البيت، بل انفتحت أمامها آفاق أوسع وأصبحت عضواً كاملاً في مجتمعها».
.jpg "image (1)")
وبرزت المرأة الإماراتية في الجانب الاقتصادي بشكل ملموس، حيث تشكل سيدات أعمال الإمارات نحو 21% من إجمالي سيدات الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي، وتعتبر النسبة الأعلى على مستوى دول المجلس وهناك 12 ألف سيدة أعمال إماراتية بمعدل 45 مليار درهم حجم استثماراتهن ويسهمن في العمل وإدارة 22 ألف مشروع اقتصادي وتجاري.
قالت نورة بنت محمد الكعبى، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بالإمارات، إن يوم المرأة الإماراتية لهذا العام يحمل دلالات ورسائل مهمة لدولة الإمارات والعالم أجمع، إذ يعكس الدور الفعال الذى تلعبه المرأة الإماراتية في تعزيز قيم المحبة والتسامح والتعايش فى المجتمع، كما يعد فرصة مهمة لتسليط الضوء على إنجازات المرأة وإسهاماتها في دفع عجلة التنمية والازدهار.
دور محورى لـ"أم الإمارات"
وأوضحت نورة الكعبى، أن الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" لعبت الدور المحورى الأهم فى تطوير المرأة الإماراتية، ولها ينسب الفضل فى تخصيص هذا العام للمرأة الإماراتية لتحفيز بنات وطنها وتشجيعن للحفاظ على مثابرتهن والالتزام بالقيم الإماراتية المتوارثة عن الآباء وتعليم أطفالهن الحب والتسامح ليكونوا قدوة للآخرين.
نورة الكعبى وزيرة الثقافة
وأضافت نورة الكعبى، لقد آمنت القيادة الرشيدة منذ عهد المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بقدرات المرأة ومكنها بأدوات النجاح لتساهم فى تنمية المجتمع، فكان لذلك أثر كبير فى تقدم الإمارات وحضورها البارز على جميع الأصعدة، وكانت آخر فصول تمكين المرأة فى المجال السياسى توجيهات صاحب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله برفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادى إلى 50 % وهى الخطوة التى ترسخ توجهات الدولة لتحقق التمكين الكامل للمرأة الإماراتية، والتأكيد على دورها الريادى والمؤثر فى كافة القطاعات الحيوية فى الدولة.
وعبرت نورة الكعبى،عن فخرها واعتزازها بما تحققه المرأة الإماراتية من إنجازات في القطاع الثقافي والإبداعى، وقدرتها على تمثيل الدولة وجذب انتباه الجمهور العالمى لأعمالها الفنية خلال المشاركة المحافل والمعارض العالمية، منها على سبيل المثال اختيار الشاعرة والمخرجة نجوم الغانم لتقديم العمل التجهيزى "عبور" فى الجناح الوطنى لدولة الإمارات، ضمن فعاليات بينالى البندقية 2019، كما كانت نجوم الغانم الشاعرة الوحيدة من الخليج العربي التي نُشرت لها قصيدة ضمن الكتاب "الديوان الجديد"، وهو أحد مشاريع دار النشر البريطانية "Gingko"، احتفالاً بالذكرى المئوية الثانية، لكتاب الشاعر الألماني غوته "الديوان الغربي الشرقى"، وهو إنجاز مهم يحق للمرأة الإماراتية أن تفخر به.
كما أشادت نورة الكعبى بالأعمال الإبداعية للفنانات والمصممات الإماراتيات لاسيما المشاركة المشرفة لفرح القاسمى فى معرض آرت بازل والتي استطاعت من خلال صورها وأعمالها تسليط الضوء على المشهد الإبداعى المحلى فضلاً عن عشرات المعارض الفنية المحلية والعالمية والتى يكون للعنصر النسائى حضوراً مميزاً فيها.
المرأة فى "الفضاء"
شكلت ثقة القيادة الإماراتية في المرأة مصدر إلهام للإماراتيات العاملات في القطاعات الحيوية، كافة لا سيما قطاع الفضاء الذي تمثل نسبة الإناث فيه أكثر من 45 % من إجمالي القوى العاملة ما يؤكد الحرص على دعم مسيرة التطور المهني والعلمي للمرأة المواطنة وتمكينها بحسب "وكالة الإمارات للفضاء".
وقال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء ، إن ارتفاع معدل مشاركة الكفاءات النسائية المواطنة الشابة في قطاع الفضاء الإماراتي يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتمكين بنات الإمارات في المجالات كافة، وتفعيل دور المرأة شريكاً في مسيرة التنمية والتقدم والازدهار التي تشهدها الإمارات.
الشيخة فاطمة أم الإمارات
وبمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يوافق 28 أغسطس من كل عام التقت وكالة أنباء الإمارات "وام" عدداً من الكفاءات النسائية المواطنة اللائي تميزن في عملهن بقطاع "الفضاء".
والبداية كانت مع فاطمة سعيد الهاملي التي التحقت بالعمل في وكالة الإمارات للفضاء بعد تخرجها من جامعة خليفة في تخصص هندسة فضاء وطيران في عام 2016 وتعد إحدى الكفاءات النسائية الإماراتية المشاركة في تصنيع القمر الصناعي "مزن سات" ومشروع "مسبار الأمل".
وقالت فاطمة ، "إن مشاركتي كشابة إماراتية في تنفيذ مشاريع فضائية حالياً وتحقيق طموحات وطني الإمارات وإيصالها إلى الفضاء تمثل مبعث فخر واعتزاز لما نحظى به من دعم كبير من القيادة الرشيدة التي تؤمن بدور المرأة شريكاً في مسيرة التنمية".
وأضافت "الدعم الكبير من الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات) للمرأة الإماراتية جعل منها نموذجاً ملهماً في تمكين المرأة في كل المجالات لا سيما الفضاء".
ووجهت التحية إلى بنات الإمارات المبدعات والقادرات على مواجهة التحديات وحمل المسؤولية وحثتهم على مواصلة مسيرة العطاء لتحقيق أهدافهن وطموحات وطنهن.
أما هيام أنور البلوشي، مهندسة تصنيع وضبط الجودة في وكالة الإمارات للفضاء إحدى خريجات جامعة خليفة تخصص هندسة ميكانيكا، فلم يقف طموحها عند تخرجها والعمل في إحدى الشركات أو الجهات الحكومة، ولكنها بعزيمة وإصرار قررت أن تصبح عنصراً فاعلاً في قطاع الفضاء بالإمارات.
تقول هيام "بعد تخرجي من الجامعة أتيحت لي الفرصة للالتحاق ببرنامج تدريبي في وكالة ناسا للفضاء لمدة خمسة أشهر، وذلك بعد منافسة شارك فيها نحو ثلاثة آلاف مشارك لكونها فرصة للباحثين عن المعرفة والتطور حتى وقع عليّ الاختيار".
وتضيف "تجربتي في ناسا عام 2011 كان لها أكبر الأثر في زيادة تعلقي بقطاع الفضاء وغيرت تفكيري عن الفضاء، وأهميته واكتشفت خلال التدريب أن التكنولوجيا والبحوث العلمية من شأنها أن تسهم في وجود حياة أفضل على الأرض مثل مشكلة شح المياه والتغير المناخي وليس في الفضاء فقط كما كنت أعتقد".
وتقول هيام "بعد تأسيس وكالة الإمارات للفضاء التحقت بها، وعملت على مشروعات فضائية مهمة أبصرت النور، وحققت نجاحات كبيرة والآن أعمل ضمن فريق مشروع "مسبار الأمل" ومجموعة مهندسين إماراتيين يعملون على صناعة قطاع فضاء واعد يلبي طموحات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ".
وعبرت هيام عن فخرها واعتزازها الكبير بثقة القيادة الرشيدة في المرأة الإماراتية، ودعم ورعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك لبنات الإمارات، ووجهت رسالة إلى بنات الإمارات في كل المواقع والميادين قائلة: "أنتن صانعات المستقبل وقادرات على حمل أمانة الوطن وحماية مكتسباته، وأنتن على قدر مسؤولية وثقة الإمارات فينا".
