يعتبر الصراع بين الأخوين الأمين والمأمون أبناء هارون الرشيد، الخليفة العباسى الخامس، واحدا من أشهر الصراعات على كرسى الحكم بين أخوين فى التاريخ الإسلامى، وتحل اليوم ذكرى جلوس عبدالله بن هارون "المأمون" على كرسى خلافة المسلمين، كسابع خليفة بالدولة العباسية.
وفاة الخليفة الهادى
ارشيفية
يدور فى قصر الخليفة العباسى الرابع، موسى الهادى، العديد من النقاشات، التى تحمل بين طياتها الكثير من الألغاز، حيث يرقد الخليفة مريضا، والمتابعين لحالته كُثر منهم من يرغب فى الإطمئنان عليه ومنهم من يرغب فى الخلاص منه، حيث ذهب الخليفة متوفيا تاركا وراءه العديد من الأسئلة التى تدور حول سبب وفاته فى ليلة جمعة من عام 170 هجرية- 787 ميلادية، هناك من يرى أن سبب وفاته يعود لرغبته فى خلع أخيه هارون الرشيد من ولاية العهد وجعلها لابنه جعفر.
هارون الرشيد
يتوفى موسى الهادى وتتحق رغبة أمه الخيزران بنت عطاء، التى طالما أعجبتها أخلاق وشجاعة ولدها "هارون" عن اخيه "الهادى" وحاولت كثيرا مع والدهما الخليفة محمد المهدى، بأن تكون الخلافة من بعده لولدهما الأصغر، الا ان الموت منع تنفيذ رغبتها وتوفى زوجها فى العراق ويفاجأها ابنها الاصغر هارون الرشيد، ويرسل ختم الخلافة لأخيه الهادى، الذى حكم ما يقرب من العام ونصف العام، قبل ان يصبح "هارون" خليفة ويُرزق فى نفس اللية بولده عبدالله، الذى تصبح كنيته "المأمون"، الذى ماتت أمه الفارسية "مراجل" وهى فى نفاسها به.
ارشيفية
صراع الأخوة
لم يخف على أحد داخل قصر الخليفة أو خارجه ما يدور بين ولدى هارون الرشيد، الأمين والمأمون، من خلافات جعلتها مطامع من حولهما لصراع على الخلافة والجلوس على كرسى العرش، لذا فى سنه 186 من الهجرة، ذهب هرون الرشيد لأداء مناسك الحج ومعه ولديه الذى جمعهما فى بيت الله الحرام وأخد عليهما المواثيق بأن يخلص كل منهما لأخيه، وعلقها فى مبنى الكعبة، وكتب منشورا عاما بأن تُسند الخلافة من بعده لابنه الأمين وتكون بلاد المشرق تحت حكم أخيه المأمون.
ارشيفية
العهد المعلق
أصبح العهد المعلق داخل مبنى الكعبة، مشكلة بين الأخوين الأمين والمأمون، حيث يرى الأول أنه خليفة المسلمين ويحق له التصرف فى امور كل الولايات التابعة لخلافته بما فيها بلاد المشرق وخراسان التى يجلس فوق كرسى حكمها اخيه، بينما يرى "المأمون" أن العهد يقضى باستقلالية خرسان عن الخليفة، لتتسع فجوة الخلاف بينهما بفعل فاعل، حيث أعاذ الفضل بن الربيع للخليفة بأن يستدعى أخاه لبغداد مقر الخلافة ويبقيه بعيدا عن جيشه، الا ان "المأمون" تحجج بأمور خرسان التى تستدعى بقاءه بها وعدم الإبتعاد عنها وذلك بإيعاذ من أحد رجاله ويدعى الفضل بن سهل، لذا حاول "الأمين" ان يختبر ولاء أخيه وطاعته وحال مخالفته لأوامره سيتعرض لعقاب من نار، وهذا ما جاء الرد عليه من "المأمون"، أنه لا يخشى فى الحق لومة لائم.
ارشيفية
حصار بغداد وقتل الخليفة
زادت الأمور سوءا بين الأخوين، وتطورت لأن تكون حربا بينهما فى أوائل 195 من الهجرة، حيث أمر "الأمين" بوقف الدعاء لأخيه فى المساجد، وعين إبنه موسى ولى للعهد بعد أن لقبه بـ"الناطق بالحق" ووقف وراء سرقة "العهد المعلق" وحرقه، لذا تحرك "المـأمون" وجهز جيشا قويا على حدود خرسان لم يستطع جيش "الأمين" هزيمته ورغم المحاولات انتصر جيش المأمون مرة واثنين وثلاثة حتى اصبح محاصرا لبغداد نفسها، واستمال جيش خرسان بعض قادة جيش الخليفة بالهدايا والهبات، ولشدة الحصارإشتد الجوع بالأهالى وفشل حامها فى إيجاد أى حلا غير ان يخرج ومعه أهله وبعض أتباعه فى سفينة صغيرة عابرين نهر دجلة، إلا أنها تنقلب فى مياة النهر ويخرج "الامين" إلى الشاطئ ليمسك به جنود طاهر بن الحسين قائد الجيش الخرسانى، الذى يأمر بقتله وإنهاء خلافته لتبدأ خلافة المأمون بن هارون الرشيد فى مثل هذا اليوم عام 813 م.