قال وزير الشؤون الاستراتيجية البرازيلي السابق روبرتو مانجابيرا أنجر، إن النيران لا تزال تلتهم غابات الأمازون المطيرة، متسائلا عن طريقة لإنقاذها.
وفي مقال نشرته صحيفة النيويورك تايمز، رأى روبرتو أن ثمة حاجة إلى التوصل لطريقة يمكن عبرها استخدام تلك الغابات استخداما مستداما يعود بالنفع على سكانها الأصليين وعلى العالم على السواء... طريقة يمكن عبرها مدّ يد العون للبرازيل دون الانتقاص من سيادتها.
ونوه الكاتب عن احتواء غابات الأمازون على أكبر احتياطي من الماء العذب وأكبر تنوع بيولوجي على ظهر كوكب الأرض.
وحذر من أن تآكل غابات الأمازون، على نحو ما يهددّ به مشهد الحرائق الراهن ، يعني نقص الأكسجين والمطر، فضلا عما ينذر به من درجات حرارة عالمية أكثر ارتفاعا .
ورأى روبرتو أن التدخلات البشرية تقف وراء ما يحدث؛ ففي البرازيل، التي تمثل غابات الأمازون المطيرة نسبة 60 في المئة من مساحتها، ينزع أصحاب المزارع وآخرون ممن يضعون أيديهم على مساحات من الغابات إلى قطع أشجارها وحرقها لإخلاء مساحات من الأرض تمهيدا لزراعتها؛ وهم يفعلون ذلك بموافقة ضمنية من حكومة متساهلة.
ونوه الكاتب عن أنه وفي عام 2004، كانت معدلات إزالة الغابات أسوأ بكثير من المعدلات الراهنة، إلا أن السنوات الأخيرة من ذلك العقد (الأول من الألفية الجديدة) شهدت اتخاذ الحكومة البرازيلية تدابير مقيِّدة فيما يتعلق بإزالة الغابات؛ والآن ثمة حاجة إلى تدابير مشابهة إن لم تكن أكثر تقييدا لسلوك إزالة الغابات.
ورأى روبرتو أن جانبا كبيرا من المشكلة يكمن في مِلكية الأرض؛ ولا تخضع غير نسبة تقل عن عشرة في المئة من الأرض في غابات الأمازون للمِلكية الخاصة. أما بقية الأرض فلا أحد يعلم لمن تعود ملكيتها ومن هنا تنشأ الفوضى التي يجب وضْع حدّ لها.
ونوه صاحب المقال عن أن غابات الأمازون البرازيلية ليست مجرد أشجار؛ فهي تضم نحو 30 مليون نسمة يعيشون ويعملون عليها. وثمة حاجة إلى ضمان بقاء تلك الغابات على حالها، وفي سبيل هذا الهدف، يجب منح سكان تلك الغابات أحقية الانتفاع بتلك الغابات والحفاظ عليها والاحتفاظ بها.
ورأى روبرتو أن البحث عن طُرق جديدة لتنظيم ملكية الأراضي وتمويل الإنتاج يمكن أن يساعد المجتمعات المحلية والمشاريع الناشئة على البدء والتنافس والتكامل، فيما يمكن أن يضفي طابعا تطبيقيا على شعار التنمية المستدامة الأجوف المرفوع في البلاد.
وأكد روبرتو أن الحفاظ على الأمازون مشروع للبرازيل ينتظر دعم العالم الذي تعهد بعض قادته في ختام قمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى في فرنسا بـ 20 مليون دولار مساعدات طارئة للبرازيل للتصدي لحرائق الغابات.
ونوه الكاتب في هذا الصدد إلى احتياج منطقة الأمازون البرازيلية للصناعات القائمة على التقنيات المتقدمة، وهي أمور يمكن للعالم المتقدم صناعيا أن يوفّيها للبرازيل.
وإذا كان الرئيس البرازيلي بولسونارو رفض قبول العشرين مليون دولار في صورة مساعدات، فإن الحكومات والمؤسسات البحثية وشركات الأعمال حول العالم ينبغي أن تمد أيديها لحُكام الولايات الفيدرالية البرازيلية وعُمَد المدن التي تشملها غابات الأمازون؛ لا سيما وأن هذه الولايات فيدرالية وهو ما يُسهّل الطريق أمام الشراكات الأجنبية.
وقال روبرتو إن "البرازيل الحقيقية ترغب في عمل تزاوج بين التقنيات الحديثة والطبيعة. مُدّوا إلينا أيديكم بالمساعدة لكن دون انتقاص من سيادتنا، بدلا من الاكتفاء بالمساعدة في إطفاء الحرائق".