تستعد إندونيسيا لاختيار عاصمة جديدة لها فى ظل المشكلات العديدة التى تواجه العاصمة الحالية ومنها الغرق أو بالأحرى ارتفاع مستوى مياه بحر جافا وتقول شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن جاكرتا واحدة من أسرع المدن غرقا فى العالم، وفقا لمنتدى الاقتصاد العالمى، وذلك بسبب ارتفاع مستوى مياه البحر والاستخراج الزائد للمياه الجوفية، لكنها ليس المدينة الوحيدة التى تواجه هذا المأزق، فهناك عدد من دول العالم البارزة التى تواجه خطر الغرق أيضا.
هيوستن
هيوستن
فى مقدمة القائمة مدينة هيوستن الأمريكية، حيث تقول "سى إن إن" المدينة الأكبر فى ولاية تكساس تغرق منذ عقود مثل جاكرتا بسبب الاستخراج الزائد للمياه الجوقيةـ وقد ذكرت صحيفة "هيوستن كرونكيل" أن أجزاء من مقاطعة هاريس قد غرقت بين 10 إلى 12 قدم منذ العشرينيات، وفقا لبيانات من هيئة المسح الجيولوجى الأمريكى. واستمر هبوط بعض المناطق لنحو بوصتين كل عام، وهو القدر الذى يمكن أن يزداد بشكل سريع.
وقد حاول المشرعون معالجة القضية، وانشأوا مقاطعة خاصة لتنظيم سحب المياه الجوفية فى عام 1975ـ إلا أن المشكلة استمرت حيث تواصلت عمليات السحب من الآبار التى يملكها أفراد أو شركات خاصة وإمدادات المياه.
لاجوس
لاجوس
وتعد مدينة لاجوس الواقعة على ساحل نيجريا من أبرز المدن التى يهددها الغرق أيضا، فالمدينة التى تم بنائها بشكل جزئى على البر الرئيسى، والجزء الآخر على الجزر القريبة تعد أكثر المدن ازدحاما بالسكان فى القارة السمراء.
وقد جعلت الجغرافيا لاجوس مهددة بخطر الفيضان، كما أن سواحلها تتآكل، ومع ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب الاحتباس الحرارى، فإن المدينة تواجه خطر متزايدا، وقد كشفت دراسة أجريت عام 2012 أنه بسبب الانخفاض الشديد فى ساحل نيجريا، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر ما بين متر إلى ثلاثة أمتار سيكون له تأثير كارثى على الأنشطة البشرية فى هذه المناطق، بينما أشارت دراسة أخرى فى العام نفسه أن مستويات البحر العالمية يمكن أن تكون أكثر من مترين بنهاية القرن الحالى.
نيو أورليانز
نيو أورليانز
فى ثلاثنيات القرن الماضى، كان حوالى ثلث مدينة نيوأورليانز تحت مستوى سطح البحر، وعندما وقع إعصار كاترينا الشهير فى عام 2005، ارتفع هذا المعدل إلى النصف.
وتتعرض المدينة لمستوى مرتفع من سطح البحر لأنها بنيت على أرض رخوة، كما أن موقعها قريب جدا للساحل، وإلى جانب الغرق فقد وجد العلماء أنها تهبط بمعدل سنتيمتر واحد كل عام.
بكين
بكين
أظهرت دراسة أجريت عام 2016 أن بكين تغرق حوالى 4 بوصات فى بعض المناطق كل عام، وقال الباحثون إن سبب الغرق هو استنزاف المياه الجوفية، على غرار الوضع فى جاكرتا وهيوستن.
وتعتمد بكين، وهى مدينة ليست ساحلية بشكل كبير على المياه الجوفية كمصدر رئيسى للمياه، حيث تراكمت المياه على مدار سنوات عديدة، لكن استخراجها أدى إلى جفاف التربة وجعلها مضغوطة مما أدى إلى الغرق.
واشنطن
واشنطن
تقول "سى إن إن" إن واشنطن واحدة من أكثر المدن الأمريكية أهمية، وتواجه خطر الغرق أيضا، فقد أظهر بحث أجرى عام 2015 أن عاصمة الولايات المتحدة ستهبط 6 بوصات فى السنوات المائة المقبلة.
لكن على العكس من جاكرتا، فإن غرق واشنطن ليس له علاقة بارتفاع مستوى سطح البحر أو المياه الجوفية، ولكنه بسبب طبقة جليدية تعود إلى العصر الجليدى الأخيرـ فقد دفعت الطبقة الجليدية التى يبلغ ارتفاعها ميلا، الأرض أسفل خليج تشيزابيك إلى أعلى، وعندما ذاب الغطاء الجليدى منذ آلاف السنين، استقرت الأرض مرة أخرى، لكن الباحثين يعتقدون الآن أن المنطقة تغرق تدريجيا وهى عملية قد تستمر آلاف السنين.