لا تتوقف محاولات البعض عن إفساد العملية التعليمية، من خلال جرائم دأبوا على ارتكابها لجمع الأموال بشتى الطرق، مستخدمين التقنيات الحديثة والمتطورة، ظناً منهم بأنهم بمنأى عن أعين الأمن، لكن سرعان ما يتساقط المتهمون الواحد تلو الآخر، في ضربات أمنية متكررة، تهدف للحفاظ على العملية التعليمية وحمايتها من أباطرة أكاديميات التعليم الوهمي، في إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لضبط الخارجين على القانون، خاصة فى مجال مرتكبى جرائم النصب والإحتيال على المواطنين بطرق مختلفة والإستيلاء على أموالهم.
أحد المتهمين
العديد من امبراطوريات التعليم الوهمي أقامها خارجون عن القانون في المحافظات والمدن، بحثاً عن المال بالنصب على الطلاب والدراسين، لكن كانت أعين رجال الأمن دوماً لهم بالمرصاد.
وسطرت محاضر الشرطة العديد من الضبطيات في هذا الصدد، أبرزها ضبط سيدة بالغربية لإنشائها وإدارة أكاديمية وهمية لترويج شهادات دراسية ودورات تدريبية "مزورة" منسوب صدورها لجهات تعليمية مختلفة، حيث أكدت معلومات وتحريات فرع الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بوسط الدلتا قيام إحدى السيدات حاصلة على معهد فنى تجارى، مقيمة بمحافظة الغربية، بإنشاء وإدارة كيان تعليمى بدون ترخيص في المحلة الكبرى بالغربية ، وترويجها شهادات دراسية منسوبة لكيانات تعليمية حكومية"مزورة"، وبالإستعلام من الجهات المعنية بالغربية، أفادت بأن الأكاديمية لم يصدر لها أية تراخيص.
وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع مديرية أمن الغربية، تم ضبط المتهمة، وبتفتيش مقر الأكاديمية عثر على "العديد من الشهادات المزورة المنسوب صدورها لبعض الجامعات والجهات الحكومية - شهادات "إجتياز دورات تدريبية" منسوب صدورها للأكاديمية - مجموعة من الأجندات تحتوى على أسماء المتقدمين للحصول على دورات لديهم والمبالغ المالية المتحصلة من كل منهم بإجمالى "350,000 جنيه"، و مجموعة كبيرة من وثائق التعارف والشهادات الدراسية وبطاقات الرقم القومى والصور الشخصية الخاصة بالراغبين فى التقدم للإلتحاق بالأكاديمية، ومجموعة كبيرة من دفاتر إيصال إستلام نقدية بإسم الأكاديمية ،ومجموعة كبيرة من أوراق الدعاية والإعلان للأكاديمية ، وجهاز كمبيوتر بمشتملاته بفحصه تبين أنه محمل بالعديد من صور المحاضرات وصور بطاقات الرقم القومى وشهادات التخرج - هاتف محمول".
أحد المقبوض عليهم
الكيانات التعليمية الوهمية لم تنتشر في محافظات الدلتا فحسب، وإنما اتخذت مقار لها في عروص البحر المتوسط، حيث ضبطت مباحث الأموال العامة شخص بالإسكندرية لمزاولته شاطاً إجرامياً فى مجال النصب والإحتيال وتزوير الشهادات الدراسية لدورات تدريبية المنسوب صدورها للعديد من المعاهد داخل البلاد وخارجها، حيث أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة قيام "عمرو ا" مقيم الرمل بالإسكندرية ، بمزاولة نشاطاً إجرامياً واسع النطاق فى مجال النصب والإحتيال على المواطنين وتزوير الشهادات الدراسية لدورات تدريبية مختلفة ممهورة بخاتم شعار الجمهورية المقلد المنسوب صدورها للعديد من المعاهد داخل البلاد وخارجها وبيعها لراغبى الحصول عليها مقابل مبالغ ماليه يتحصل عليها نظير ذلك متخذاً من مركز للخدمات التعليمية كائن بدائرة قسم شرطة سيدى جابر مقراً لمزاولة نشاطه المؤثم.
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم وبتفتيش مقر المركز عُثر على جهاز كمبيوتر يحوى ملفات بها نماذج أختام شعار الجمهورية المقلد المنسوب صدورها للعديد من الجهات الحكومية وكذا مجموعة كبيرة من الشهادات المدون بها أسماء الدارسين بعضها خالى البيانات عليها شعار المركز بذات النماذج وممهورة بختام شعار الجمهورية المقلد ، فضلاً عن مجموعة من الشهادات المنسوب صدورها لأحد المعاهد للدراسات المحاسبية مدون عليها أسماء الدارسين وممهورة بختام شعار الجمهورية المقلد المنسوب لإحدى الجامعات المصرية وإحدى الوزارات ، ومجموعة من الشهادات المنسوب صدورها لأحد معاهد الدراسات المتخصصة "دورات تخصصية" مزورة ، وطابعتين شاملين الطبع والمسح الضوئى والتصوير ، وماكينة تغليف كارنيهات الدارسين المترددين على المعهد وكذا مجموعة من الخام البلاستيك المستخدم فى التغليف لتلك الكارنيهات، وخاتم بإسم المركز يقرأ بصمته "العالمية للخدمات التعليمية"، ومجموعة كبيرة من الشهادات المنسوبة للمركز مدون بها العديد من أسماء الدارسين لبرامج تدريبية مختلفة "التنمية البشرية – التسويق – المهارات – الحاسب الآلى – تدريب المدربين والمعلمين – ودورات تخصصية آخرى".
متهم
المراكز التعليمية الوهمية أصاب رذاذ منها الجنوب، حيث ظهرت بعض المراكز في الصعيد، وتحركت قوات الشرطة لضبطها، ونجحت في ضبط شخص بسوهاج لإدارته مركز تعليمى "بدون ترخيص" وإصدار شهادات غير معترف بها يستخدمها الشباب فى تقديمها كمسوغات تعيين، حيث أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة قيام "سيد م. س" بإدارة مركز للتدريب وتكنولوجيا المعلومات "بدون ترخيص" وإصدار شهادات تدريبية "IC3" والتى يرغب الخريجين فى الحصول عليها لتقديمها كمسوغات تعيين لهم بمختلف الجهات مقابل مبالغ مالية يتحصل عليها، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه، وعُثر بمقر المركز على العديد من شهادات "IC3" ، والعديد من الشهادات التدريبية فى المحاسبة والتجارة تفيد حصول العديد من الشباب المتدربين على الدورات المشار إليها لتقديمها كمسوغات تعيين لهم بمختلف الجهات ممهورة بأكلاشية يحمل إسم المركز ، و العديد من الشهادات بأسماء العديد من الخريجين تفيد الحصول على دورات تدريبية فى تنمية الموارد البشرية والحاسب الآلى.
بدوره، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمني، إن ثقافة الطمع تقف وراء ظهور هذه المراكز التعليمية الوهمية، التي يحاول من خلالها أصحاب الضمائر الغائبة لجمع الأموال بشتى الطرق، ويفسدون العملية التعليمية بجرائمهم.
وأضاف الخبير الأمني، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن أباطرة المراكز التعليمية الوهمية، يلجئون لتطويع التكنولوجيا لصالح جرائمهم، عن طرق تزوير و"ضرب" الشهادات.
مضبوطات
وبشأن خطورة هذه المراكز، أكد الخبير الأمني، أن تضرب العملية التعليمية في مقتل، وتتعارض مع جهود الدولة الرامية للنهوض بالتعليم بمختلف أنواعه ومراحله، وتنصب على البسطاء من المواطنين، وتتخذ من شقق في أطراف المدن بالمحافظات مقاراً لها، ظناً منهم بأنهم بمنأى عن الشرطة.
وثمن الخبير الأمني، دور رجال الشرطة في تتبع هذه المراكز، مؤكداً أنه يتم في هذا الأمر الاعتماد على محورين، أولهما بلاغات المواطنين عن هذه المراكز، وثانيهما تحريات ومعلومات الأجهزة الأمنية.