قبل ساعات من الذكرى الـ53 على إعدامه، فان عدد كبير من علامات تحيط بالإخوانى سيد قطب، حيث أنه كان واحدا من الشخصيات التى تأرجحت فى مواقفها الفكرية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، واللافت أنه كان شديد التطرف فى كل اتجاه فكرى يتحول له، ومن بين هذه المواقف المثيرة للجدل حول سيد قطب هو علاقته بالماسونية قبل انضمامه لتنظيم الإخوان، وهو ما دعا عدد من الباحثين إلى التأكيد بوجود علاقة ما بين الجماعة والماسونية.
علاقة سيد قطب بالماسونية دعمها المقال الذى كتبه بنفسه فى مجلة "التاج المصرى" لسان حال المحفل الماسونى فى عدد الجمعة 23 أبريل عام 1943، وصدرته المجلة ليكون افتتاحيتها وكان عنوانه لافتا "لماذا صرت ماسونيا؟".
يقول سيد قطب فى المقال: "السؤال سهل ميسور، والجواب من القلب إلى القلب، فعرفت عندئذ أننى صرت ماسونياً، لأننى أحسست أن فى الماسونية بلسماً لجراح الإنسانية، طرقت أبواب الماسونية لأغذى الروح الظمأى بالمزيد من الفلسفة والحكمة، ولأقتبس من النور شعلة بل شعلات تضيء لى طريق الحياة المظلم، ولأستمد قوة أحطم بها ما فى الطريق من عراقيل وأشواك، ثم لكى أكون مجاهدا مع المجاهدين وعاملا مع العاملين".
يضيف سيد قطب فى موضع آخر: "لقد صرت ماسونيا، لأننى كنت ماسونيا، ولكن في حاجة إلى صقل وتهذيب، فاخترت هذا الطريق السوى، لأترك ليد البناية الحرة مهمة التهذيب والصقل، فنعمت اليد ونعم البنائين الأحرار".
وتابع: "ليس الماسونى من أجريت له المراسيم بذلك، واكتسب هذه الصفة عن هذا الطريق، وإنما الماسونى من يعمل، ولكن فى صمت دون ضجة أو إعلان، هو من يفتح قلبه للجميع يتساوى لديه في ذلك الصغير والكبير، هو من يعمل الواجب لأنه واجب والخير لدواعى الخير، دون أن يبغى من وراء ذلك جزاء أو يطمح لنيل مطمح، هو من ليس له حق، وإنما عليه واجب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة