خلال زيارته الحالية لليابان للمشاركة فى فعاليات مؤتمر طوكيو السابع للتنمية الإفريقية (التيكاد) وزير التعليم العالى والبحث العلمى فى منتدى الفضاء الإفريقى كمتحدث رئيسى وممثل عن الاتحاد الإفريقي، بناء على دعوة من رئاسة مجلس الوزراء الياباني، بحضور وزير العلوم والتكنولوجيا السيد. هيراياما والمسئول عن برنامج الفضاء الياباني.
تناول الوزير فى عرضه مجهودات الدولة فى مجال الفضاء، وجميع المؤسسات التى تعمل فى مجال علوم الفضاء، وقدم للحضور برنامج الفضاء المصرى ، وكذلك أعمال هيئة الاستشعار عن بعد NARSs ، وكذلك الهيئات البحثية والكيانات العلمية التى تعمل فى هذا المجال .
كما شرح الوزير خطة مصر لاستضافة وكالة الفضاء الإفريقية من حيث إنشاء مقر الوكالة بالقاهرة، وإعداد الكوادر الإفريقية المختلفة، والتواصل مع الكيانات المعنية بالفضاء فى مصر وإفريقيا ووكالات الفضاء المختلفة .
وأشار إلى موافقة المجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى على استضافة مصر لوكالة الفضاء الإفريقية، والذى يعد تتويجًا للجهود العلمية والفنية، التى قام بها فريق العمل المصري، وقدرة مصر على توظيف الوكالة لخدمة القارة فى مجال تكنولوجيا الاستشعار من بعد وعلوم الفضاء، ودفع جهود التنمية الوطنية والإقليمية الإفريقية، وفقاً لأجندة إفريقيا 2063.
وأوضح الاحتياجات الإفريقية من تكنولوجيا الفضاء، والتى ستساهم فى دفع عجلة تنمية الاقتصاد الإفريقى وتوفير حياة معيشية جيدة للشعوب الإفريقية، وتلبية الاحتياجات الأساسية وتطوير الخدمات والمنتجات باستخدام الموارد الإفريقية المتاحة.
كما أكد دور وكالة الفضاء الإفريقية فى مواجهة التحديات التى تسعى الشعوب الإفريقية للتغلب عليها فى العديد من المجالات، مثل: مواجهة الفقر وتحقيق الأمن الغذائى وتحسين البيئة والقضاء على تلوث الماء والهواء والتغيرات المناخية والبطالة وتحقيق السلام والأمن بالقارة الإفريقية، وذلك تماشياً مع أجندة واستراتيجية الاتحاد الإفريقى للعلوم والتكنولوجيا والإبداع فى إفريقيا (STISA 2024) وأيضا أجندة الاتحاد الإفريقى (2063) .
وتناول الوزير حجم التقدم الذى أحرزته قارة إفريقيا فى إطلاق الأقمار، والتى يتم استخدامها فى تحقيق أهداف تنموية والنهوض بالقارة الإفريقية ، وضرورة تحقيق المزيد من الأهداف التنموية من جراء تطوير منظومة الفضاء فى إفريقيا، وذلك من خلال الربط بين البنية التحتية فى القارة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال استخدام تكنولوجيا الفضاء والاستفادة من الموارد المتاحة فى شتى المجالات.
وتطرق إلى ما يمكن أن تقدمه مصر لإفريقيا فى مجال الفضاء، وذلك فى ضوء استضافة مصر لوكالة الفضاء الإفريقية، حيث تلتزم مصر بدعم وكالة الفضاء الإفريقية بمبلغ 10 ملايين دولار من أجل التأسيس، كما ستقدم مصر كامل الدعم من أجل تحقيق أهداف الوكالة وحماية الأقمار الاصطناعية لدول القارة، واستحداث ونقل وتوطين وتطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء، وامتلاك القدرات الذاتية لبناء وإطلاق الأقمار الاصطناعية، مشيرا إلى أن مصر لديها العديد من الكوادر البحثية والعلماء والبحوث فى هذا المجال، والتى ستعمل بالتعاون مع الكوادر الإفريقية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية.
وتحدث الوزير عن التقدم الذى أحرزته مصر فى مجال التعليم العالى وإنشاء المزيد من الجامعات الحكومية والخاصة والجامعات التكنولوجية وزيادة عدد طلاب الجامعات إلى 3 ملايين طالب و600 ألف طالب بمرحلة الدراسات العليا، وتأثيره الإيجابى على توفير الكوادر المدربة للمشاركة فى تطوير الاقتصاد وعلوم الفضاء بإفريقيا.
ولفت د. خالد عبد الغفار إلى أن الوكالة ستمثل مجالًا للتعاون بين الدول الإفريقية التى تمتلك أقمارًا اصطناعية، والتى دخلت حديثًا مجال علوم الفضاء، مشيرًا إلى أن هذا سوف يعمل على تغطية القارة بالكامل.
وانتقل الوزير للحديث عن أوجه التعاون مع اليابان فى مجال الفضاء و الأقمار الصناعية ، والذى يشهد تقدمًا كبيرًا فى الفترة الأخيرة وذلك من خلال إيفاد مبعوثين مصريين لدراسة تكنولوجيا وعلوم الفضاء بالجامعات اليابانية، وأيضا تقديم اليابان لخبراتها فى هذا المجال ومساعدة مصر فى تطوير منظومة الفضاء .
كما شرح خلال العرض المبادرة المصرية إطلاق الأقمار الصناعية متناهية الصغر للتنمية الأفريقية ( African Development Satellite ) والإعلان عن الاتفاق الذى أبرم بين وزارة التعليم العالى والبحث العلمى المصرية و جامعة طوكيو – أحد أشهر الجامعات اليابانية - و ذلك تحت إشراف رئاسة مجلس الوزراء اليابانى على تدريب وتأهيل الكوادر الأفريقية فى مجال الفضاء، مؤكداً أهمية وجود ربط وتعاون بين اليابان وإفريقيا فى مجال تكنولوجيا الفضاء وتحت مظلة وكالة الفضاء الإفريقية، والاستفادة من الخبرات اليابانية فى مجال علوم الفضاء فى ضوء مساعى اليابان للانفتاح على القارة الإفريقية، وتقديم كل الدعم لها من أجل تحقيق أهدافها التنموية فى شتى المجالات.
جدير بالذكر أن مؤتمر طوكيو السابع للتنمية الأفريقية (التيكاد) يمثل نقطة تحول فى مسار التعاون بين دول القارة الإفريقية واليابان، حيث ستؤسس تلك القمة لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، ترتكز على المصالح المتبادلة واحترام السيادة الوطنية وتعزيز مساهمة اليابان فى تنمية القارة الإفريقية.