صبية صغار يتحركون فى شوارع المهندسين يستغلون زحام السيارات وتوقفها ويتسولون لجمع الأموال تارة بأسلوب الاستعطاف واستمالة القلوب وتارة أخرى بتهديد المواطنين بأسلحة بيضاء.
حملات أمنية مكبرة استهدفت هذه العصابات المنظمة التى يديرها 6 أشخاص يزجون بالأطفال فى الشوارع لجمع المال، ثم يجتمعون أسفل كوبرى بمنطقة بولاق الدكرور لتقسيم حصيلة اليوم.
وجاءت التحركات الأمنية بعدما أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث قيام تشكيل عصابي بمزاولة نشاط إجرامي فى مجال استغلال الأحداث والاتجار بهم، من خلال دفعهم لمسح السيارات والتسول واستجداء المارة والاستيلاء على أموالهم كرهًا عنهم تحت تهديد السلاح الأبيض مُتخذين من أحد الشوارع بمنطقة المهندسين مكانًا لنشاطهم الإجرامي.
وكشفت تحريات المباحث تواجد أفراد التشكيل أسفل أحد الكبارى بمنطقة بولاق الدكرور للاستيلاء على متحصلات ضحاياهم.
وعقب تقنين الإجراءات تم استهداف المتهمين بواسطة حملات أمنية مكبرة نجحت فى القبض على 6 متهمين يمارسون شخصية "الكعتة".
ودلت تحريات وتحقيقات أجهزة الأمن، على أن المتهمين هم "عاطل" مقيم ببولاق الدكرور، محكوم عليه غيابيًا بالحبس شهر فى قضية "ضرب"، وضبط بحوزته لفافتين من مخدر الإستروكس، وعاطل مقيم بإمبابة، سبق اتهامه والحكم عليه فى 10 قضايا "بلطجة – سلاح – تسول" آخرهم قضية تسول، وعثر بحوزته على سلاح أبيض "كتر" يستخدمه فى تهديد المجنى عليهم، وعاطلان مقيمان بإمبابة، وعاطل مقيم فى العجوزة، وعاطل مقيم فى مغاغة بمحافظة المنيا.
وأدلى المتهمون باعترافات تفصيلية أمام رجال المباحث، حيث قال المتهمون إنهم استغلوا 8 أحداث فى أعمال التسول ومسح السيارات واستجداء المارة بإشارات المرور بمنطقة المهندسين فى الجيزة.
وأضاف المتهمون، أنهم استغلوا انفصال الأطفال عن أسرهم والاستيلاء على متحصلاتهم تحت تهديد السلاح الأبيض وإنفاقها فى تعاطى المواد المخدرة.
ومن ناحيته قال اللواء علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمني، إن المتسولين يمثلون صداعًا يهدد الأمن الاجتماعي، مثمنًا سرعة تحرك الأمن للقبض عليهم وضبط القائمين على هذه الجرائم.
وأضاف الخبير الأمني، لـ"اليوم السابع"، أنه للآسف جرت العادة أن يكون عصابات منظمة وراء الزج بالأطفال فى الشوارع، على غرار "الكتعة" فى الدراما، حيث يجبرون الأطفال على التسول طوال اليوم فى الشوارع، وفى نهاية اليوم يحصلون على الأموال ولا يتركون لهم سوى بعض الأموال القليلة، فضلاً عن تعدى المتهمين على الأطفال.
ونوه الخبير الأمني، بأن الأطفال الهاربين من جحيم أسرهم بسبب الخلافات العائلية يكون صيدا ثمينا للمتهمين لاستقطابهم والزج بهم فى الشوارع.
ومن ناحيتهم أوضح قانونيون أن المشرع حدد القانون 49 لسنة 1933، من قانون العقوبات، المعروف باسم قانون التسول، لمعاقبة كل المتسولين، والذى يستغل الأطفال للتسول، بحيث يحتوى على عدد من المواد لمكافحة ظاهرة التسول.
وتنص المادة رقم 1 من قانون التسول رقم 49 لسنة 1933 على: "يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز شهرين كل شخص صحيح البنية ذكرًا كان أم أنثى يبلغ عمره 15 سنة أو أكثر وجد متسولاً فى الطريق العام أو المحال العمومية ولو ادعى أو تظاهر بأداء خدمة للغير أو عرض ألعاب أو بيع أى شىء".
وتنص المادة رقم 6 من القانون على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز 3 شهور كل من أغرى الأحداث الذين تقل سنهم عن خمسة عشرة سنة على التسول، وكل من استخدم صغيرًا فى هذه السن أو سلعة لآخر بغرض التسول وإذا كان المتهم وليًا أو وصيًا على الصغير أو مكلفًا بملاحظته تكون العقوبة بالحبس من ثلاثة شهور إلى ستة أشهر.