حذر تقرير أممى من احتمالية عالية لقيام تنظيم داعش الإرهابى، بشن هجمات واسعة النطاق خلال الفترة المتبقية من العام الجارى.
وقال التقرير الصادر عن مجموعة المراقبة الدولية فى مجلس الأمن الدولى التابع بالأمم المتحدة، إن شكل وطبيعة تلك الهجمات ستكون معقدة وشديدة التركيب، كما سيلعب عنصر المفاجأة دورا كبيرا فيها وستقع فى مناطق وضد أهداف غير متوقعة حول العالم وذلك على الرغم من الضربات الموجعة التى تلقاها التنظيم فى منطقة الشرق الأوسط.
وتقوم مجموعة المراقبة الدولية فى تقاريرها بمهمة رصد وقياس أثر نظام العقوبات الدولية على الكيانات الداعمة لكل من القاعدة وداعش وأثرها على الحد من أنشطة كل تنظيم وشل حركته، وأشار تقرير المجموعة إلى إعلان (داعش) مسئوليته فى الحادى والعشرين من شهر أبريل الماضى عن تسع هجمات انتحارية متزامنة استهدفت كنائس كاثوليكية وفنادق فى مدن ساحلية غربى سيريلانكا وشرقها، أسفرت عن سقوط 258 قتيلا وإصابة 500 شخص.
وأكد التقرير أن تفجيرات سيريلانكا ستكون هى الشكل المتوقع لهجمات داعش المرتقبة خلال الفترة القادمة من حيث عناصر المفاجأة والاستهداف واختيار المناطق الرخوة وأسلوب التنفيذ.
وعد التقرير الأممى تلك التفجيرات كأسوأ عملية إرهابية تشهدها سيريلانكا فى تاريخها، وأشار إلى أنه فضلا عما حملته تلك الهجمات من عنصر المفاجأة فإنه من غير المستبعد أن تواصل داعش "مفاجآتها الدامية"، على مدار ما تبقى من العام الجارى وأن حالة الهدوء التى أعقبت تفجيرات سيريلانكا ليست سوى هدوء مؤقت يقوم فيها قادة داعش بالتحضير لمزيد من الهجمات الإرهابية المفاجئة هذا العام من هذا الطراز .
ونبه التقرير الأممى من خطورة ما تبثه أبواق (داعش) الإعلامية والدعائية من أفكار ملهمة للمتعاطفين مع عقدية التنظيم حول العالم لشن هجمات فى مناطقهم والتى تسعى للترويج لفكرة "الخلافة" ونفض الغبار عنها بعد انهيار تلك الفكرة وانهيار مشروع داعش فى منطقة الشرق الأوسط الذى كانت فكرة الخلافة محورا له.
كما قدر التقرير الأممى حجم ما لدى (داعش) من تمويل لتنفيذ عملياته الإرهابية حول العالم بما لا يقل عن 450 مليون دولار بإمكان قيادة التنظيم استخدامها لتمويل أنشطة خلاياه الإرهابية الكامنة فى مناطق الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا.
وتجدر الإشارة فى هذا الصدد إلى أن تقرير مجموعة المراقبة الدولية الصادر فى أغسطس من العام الماضى كان قد دق ناقوس الخطر من "صحوة داعش" وإفاقتها بعد الضربات المبرحة التى تلقتها فى منطقة الشرق الأوسط وأكد التقرير استنادا إلى معلومات استخبارية أن ما لا يقل عن 30 ألف مسلح لا يزالون طوع قيادة التنظيم فى سوريا والعراق وحدها برغم كل التقارير التى نشرت فى حينه عن تلقى داعش "الضربة القاضية" فى العام الماضي.
وفى تقرير يحمل عنوان "داعش العودة الثانية" توقع خبراء معهد دراسات الحرب (مقره لندن) أن تكون عودة (داعش) المرتقبة إلى دائرة المواجهة فى منطقة الشرق الأوسط "عودة سريعة وقوية" بمثل ما كان الحال عليه إبان ظهور هذا التنظيم لأول مرة فى العام 2014 وسيطرته على مساحات شاسعة من الأراضى السورية والعراقية تفوق مساحة بريطانيا.
وأكد التقرير الذى صدر مطلع هذا الشهر أن احتمالات استعادة داعش لبسط سيطرتها على المناطق التى دحرت منها خلال العامين الماضيين فى العراق والشام" تبدو وكأنها أمرا ممكن التحقق بالنظر إلى عدم كفاية الهياكل السياسية والأمنية والدفاعية القادرة على لجم هذا التنظيم فى مناطق تمدده السابقة.
وكانت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية قد نقلت عن هشام الهاشمى مستشار الحكومة العراقية لمكافحة الإرهاب تأكيده عودة نحو ألف مسلح من منتسبى (داعش) إلى داخل الأراضى العراقية منذ ديسمبر من العام الماضى قادمين من سوريا التى فروا إليها على مدار العام 2017.
وتوقع مستشار مكافحة الإرهاب العراقى أن يشكل العائدون الدواعش إلى العراق رأس الحربة فى جولة مواجهة جديدة مع القوات العراقية برغم الحملة التى أطلقها رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى فى ديسمبر الماضى لملاحقة فلول داعش فى العراق واجتثاث من تبقى منهم .
وبحسب الصحيفة الأمريكية فى تقريرها الموسع المنشور بتاريخ الرابع والعشرين من يوليو الماضى فإن خبراء مكافحة الإرهاب فى العراق يتوقعون أن تكون مناطق الريف العراقى فى القطاع الممتد من مدينة كركوك وحتى منطقة ديالى شرقى بغداد هى منطقة المواجهة القادمة مع الخلايا الداعشية التى دأبت فى الأشهر الماضية على تنفيذ عمليات تفجير واختطاف واستهداف لعناصر الأمن المحلى فى تلك المناطق.