لأنها أميرة جميلة ساحرة أحبها الملايين ووقع فى غرامها الكثيرون، لكنها أحبت الفن وعاشت نصف عمرها الأول لا ترى حبيبا غيره، تكرس كل حياتها ومشاعرها من أجله حتى أنها تزوجت وعمرها لم يتجاوز 16 عاما من أجل الفن، إنها الفنانة الراحلة مديحة كامل التى تمر اليوم ذكرى ميلادها الرابعة والسبعون.
الفنانة المولودة فى 3 أغسطس من عام 1946 بالإسكندرية لأب يمتلك عددا من مضارب الأرز أحبت الفن منذ طفولتها فشاركت فى فرق التمثيل والمسرح وهى طالبة فى الابتدائى والاعدادى حتى حصلت على كأس المدارس عن تجسيدها شخصية رابعة العدوية ، كما كانت رياضية تمارس رياضة الجمباز والكرة الطائرة.
لفتت مديحة كامل الأنظار بجمالها منذ صباها، فحصلت على لقب فتاة الشاطئ فى إحدى المسابقات على شاطئ الإسكندرية فى سن 16 عامًا ووضعت صورتها على غلاف مجلة الكواكب.
وقالت ميرهام الريس الابنة الوحيدة لمديحة كامل فى تصريحات خاصة لليوم السابع: "بعد نشر صورة أمى بمجلة الكواكب تلقت عروضا كثيرة بالتمثيل ولكن والدها رفض، لأنه خاف عليها من الوسط الفنى، وكى يرضيها وافق أن تشارك فى بعض عروض الأزياء ولكنها ظلت تحلم بفرصة للتمثيل".
خلال هذه الفترة وجدت مديحة كامل الحل فى تحقيق حلمها بالتمثيل فى الموافقة على الزواج من أحد أصدقاء والدها الذى تقدم للزواج منها ووعدها بأن يسمح لها بالتمثيل.
وقالت ميرهام الريس: "تقدم لها والدى رجل الأعمال محمود الريس وكانت فى الصف الثانى الثانوى بينما كان يكبرها فى السن بسنوات كثيرة، ولكنها وافقت على هذا الزواج التقليدى حتى يكون سبيلها لممارسة الفن".
انتقلت مديحة كامل بعد زواجها من الإسكندرية إلى القاهرة، وعن ذلك تقول ابنتها: "كانت أمى تدرس فى مدرسة راهبات بالإسكندرية قبل زواجها ولكن لم تكن المدرسة تسمح بوجود طالبات متزوجات بها، ولم يكن يسمح بذلك سوى المدرسة القومية بالقاهرة، فانتقلت والدتى للقاهرة ومعها والدتها".
أدت الفنانة مديحة كامل امتحانات الثانوية العامة وهى حامل، وبعد إنجاب ابنتها الوحيدة ميرهام بدأت مشوارها الفنى ، وعن ذلك تقول الابنة "فى الأسانسير شاهدها المخرج أحمد ضياء الدين صدفة، وعرض عليها المشاركة فى فيلم فتاة شاذة عام 1964 وهو أول دور فى السينما وكان الفيلم بطولة رشدى أباظة وشويكار وأحمد رمزى وشاركت فيه بدور صغير بعد ولادتى، وبسبب الغيرة طالبها والدى بالتفرغ للحياة الزوجية فرفضت ووقع الطلاق وكان عمرى عام ونصف".
شقت الفنانة الجميلة طريقها فى عالم الفن وبعد طلاقها من زوجها الأول رجل الأعمال محمود الريس تزوجت مرتين، وعن ذلك تقول ابنتها ميرهام الريس: "بعد طلاقها من والدى بحوالى 3 سنوات تزوجت والدتى من المخرج شريف حمودة، وكانت زيجة قصيرة جدا لأنها اعتقدت أنه سيساعدها فى عملها بالفن، وهذا لم يحدث فتم الطلاق بعد فترة قصيرة".
تتحدث الابنة عن الحب الوحيد فى حياة والدتها، مشيرة إلى أنها بعد طلاقها من المخرج شريف حمودة تعرفت على المحامى جلال الديب وأحبته وتزوجا: "أحبته بشدة كما أحببته أنا أيضا وكان يعاملنى كأب، خاصة أنه تزوج قبل والدتى ولم ينجب، وكان وقتها عمرى حوالى 6 سنوات، وعشت معه أنا وأمى حياة سعيدة ولكنها قصيرة".
وتابعت: "حدثت له مشاكل مع الدولة بعد ثورة التصحيح واضطر للسفر، وطلب من أمى أن تسافر معه فرفضت لأنها لم تستطع أن تتركنى أو تترك أهلها وفنها وكان ذلك فى السبعينات وبعدها لم تتزوج أمى رغم عروض الزواج الكثيرة والمغرية".
وأوضحت الابنة: "كانت زيجات أمى من أجل الفن وتركت حبها أيضا من أجل الفن لأنها كانت موهوبة وتسعى لتحقيق ذاتها".