حققت مصر انتصارات كبرى فى معركتها ضد الإرهاب، سواء من خلال التوعية بخطورة تحركات التنظيمات الإرهابية والكشف عن مخططاتها المشبوهة، أو الضربات الاستباقية التى توجهها الأجهزة الأمنية ضد الجماعات الإرهابية، وفك تعقيدات وتشابكات وضخامة هذا الملف.
نجاح مصر فى محاربتها ضد الإرهاب تجلى خلال الفترة الماضية بعدما تراجعت الأعمال الإرهابية، وتقلصت فى أماكن محدودة، بعدما طالت أنحاء الجهورية عقب ثورة 30 يونيو التى اطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية.
فى هذا السياق قال صبرة القاسمى، المنسق العام للجبهة الوسطية والخبير فى الحركات الإسلامية، إن مصر حققت ناجحا كبيرة فى القضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أن مصر قادرة على التصدى للإرهاب بكل قوة وحزم، والقضاء عليه بشكل كامل، بشرط تكاتف الشعب ودعمه لأجهزة الدولة.
ودعا "القاسمى"، جموع المواطنين إلى دعم أجهزة الدولة فى حربها على الإرهاب. قائلا: "على كل فرد من أفراد الشعب المصرى دعم أجهزة الدولة فى الحرب على الإرهاب"، موضحا أن مصر في الوقت الحالى تشهد تقدما ملموسا بسبب المشروعات القومية والاستقرار الأمنى.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن مصر قطعت شوطًا مهمًا وكبيرا في حربها ضد الارهاب على الرغم من تعقيدات وتشابكات وضخامة هذا الملف وخصوصية الحالة المصرية وكونها أكثر حساسية وتعقيدًا من غيرها بفعل تراكمات عقود طويلة سابقة ووجود تحالفات معلنة وتحت الأرض بين جماعات إسلام سياسي وجماعات جهادية وتحالفات بين هذه الجماعات وقوى خارجية.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن بنية تحتية هائلة تم بناؤها على مدى عقود لهذه الجماعات خاصة جماعة الاخوان التي كانت تبني ما يشبه الدولة الموازية للدولة المصرية باقتصاد موازي وإدارة سياسية موازية وبأذرع وحلفاء عسكريين من الجهاديين وجماعات التكفير المسلح حتى إذا حانت الفرصة طرحت دولتها كبديل وهو ما حاولت فعله بعد انطلاق انتفاضة يناير 2011م.
وتابع هشام النجار: استطاعت مصر الحاق هزيمة كبيرة بهذه المشروع المتشعب على عدة مستويات الأول تفكيك دولة الإخوان الموازية وتقويض مشروع الجماعة الكارثي المناهض للوطنية المصرية وللأمن القومي العربي، والثاني حرمان هذه الحالة من أذرعها العسكرية بالقضاء على الجانب الأكبر من خلاياه وميليشياته المسلحة في سيناء والصعيد ومحافظات الوادي والدلتا وكل محافظات الجمهورية والثالث النهوض بمشروع عربي موحد يفكك تحالف تلك الجماعات مع قوى خارجية خاصة إيران وتركيا وقطر، وعبر هذه المستويات مجتمعة وصلت مصر لمرحلة متقدمة في حربها ضد الارهاب بفضل إرادة سياسية واعية ومدركة لخطورة هذا الملف وأولويته وبفضل إرادة شعبية أسهمت في خوض التحدي والصبر على تبعاته وبفضل تضحيات جسيمة وهائلة قدمها الجيش والشرطة في حرب المواجهة المباشرة مع عدو من أخطر ما واجهته مصر في حرب غير تقليدية تم تمويلها وتحريكها من جهات خارجية.
فيما أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن الهدف الأساس للإرهاب هو إخضاع إرادة الدولة لأجندة قوى خارجية داعمة لهذه الجماعات المتطرفة التي تمارس العنف بشكل عام، موضحا أنه على هذا الأساس تنوعت الجوانب التي استهدفت الدولة المصرية زمانيا ومكانيا.
وأضاف الباحث السياسى، أنه من الناحية الزمانية حاولت جماعات الإرهاب إطالة أمد مواجهتها مع الدولة المصرية، أما من الناحية المكانية فإن هذه الجماعات سعت لاستهداف كافة مناطق الدولة المصرية من الإسكندرية لأسوان ولم تقتصر على منطقة سيناء على وجه التحديد نظرا لما تمثله تلك المنطقة من أهمية بالنسبة لأمن الدولة المصرية بشكل عام.
وتابع الدكتور طه على: الملاحظ على الاستراتيجية التي اتبعتها الدولة المصرية أنها كانت شاملة وممتدة، فلم تتوقف هذه الاستراتيجية عند مرحلة معينة، كما أنها اتسعت في نطاق مواجهتها موضوعيا، فيما بين السبل الأمنية والمواجهة الفكرية وغيرها الأمر الذي عكس إدراكا واسعا من جانب الدولة المصرية لكافة أغراض الجماعات الإرهابية والقوى الخارجية الداعمة لها بشكل عام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة