لا يوجد أدنى شك فى أن الإنسانية لها تأثير مروع على أشكال الحياة الأخرى التى تعيش على كوكب الأرض، لكن لسوء الحظ، يبدو أن هذه العملية مستمرة منذ فترة طويلة جدًا بالفعل، حيث وجدت دراسة جديدة نشرت فى مجلة Nature العلمية أن "البشر الأوائل فى جميع أنحاء العالم كانوا يتغيرون ويؤثرون على بيئاتهم منذ ما يزيد عن 10،000 عام مضت".
وبحسب موقع metro البريطانى، فهذا يعنى أن الحضارات القديمة كانت بالفعل "تؤثر بالسلب على الكوكب" قبل وقت طويل من تطوير الصناعات الحديثة والبدء فى حرق الوقود الأحفورى، وقد وجد فريق من الباحثين أن المجتمعات البشرية القديمة كان لها تأثير ذى أثر كبير على البيئة.
وعلى الرغم من أن الآثار يمكن تتبعها منذ 10000 عام، إلا أننا بدأنا بالفعل فى تدمير الأرض من قرابة 3000 عام فى الماضى، وقد أصبح تأثيرنا على البيئة أكثر كثافة مع تطور التكنولوجيا عبر آلاف السنين، وقال جارى فاينمان، أحد مؤلفى الدراسة:"منذ حوالى 12000 عام، كان البشر يبحثون عن الطعام بشكل رئيسى، مما يعنى أنهم لم يتفاعلوا مع بيئاتهم بشكل مكثف مثلما يفعل المزارعون عمومًا".
والآن نرى ذلك منذ 3000 عام، لدينا أناس يقومون بالزراعة الغازية حقًا فى أجزاء كثيرة من العالم، واضاف ‘يمكننا أن نرى أنه كان هناك تأثير بيئى عالمى عن طريق استخدام الأراضى قبل 3000 عام على الأقل، "وهذا يعنى أن فكرة رؤية التأثير البشرى على البيئة كظاهرة أحدث تركز بشكل كبير على الماضى القريب.
واستكمل" لقد بدأ نهب الجنس البشرى للكوكب عندما بدأ أسلافنا فى تطهير الغابات من أجل زراعة الأغذية وتربية النباتات والحيوانات، حيث يعتمدون على التفاعل البشرى، إضافة إلى رعاة الماشية المبكرين البيئة أيضًا من خلال تطهير الأراضى والتربية الانتقائية"، ويأمل الباحثون أن توضح نتائجهم عمق التحدى الذى يواجهه جنسنا فى التخفيف من الخسائر البيئية القاتمة للحضارة.
وأضاف فينمان: "هناك تركيز كبير على كيفية اختلاف الحاضر عن الماضى فى العلوم المعاصرة، وأعتقد أن هذه الدراسة توفر فحصًا وثقلًا مضادًا لذلك، من خلال إظهار أن نعم، حدثت تغييرات أكثر تسارعًا فى استخدام الأراضى مؤخرًا، لكن البشر ظلوا يفعلون ذلك لفترة طويلة. ‘يوضح أن المشكلات التى نواجهها اليوم عميقة الجذور، وأنها ستتطلب أكثر من مجرد حلول بسيطة لحلها.
