بين ثنايات روايات نجيب محفوظ، يأخذك صاحب نوبل فى رحلة غنية بتفاصيل الحارة المصرية ، وتجسيد معاناة وأفراح قاطنيها، فلم تكن تلك الحارات مجرد أزقة يعبرها الناس بل هى حياة تنبض بأشخاص وعلاقات تجلت من خلالها الواقعية، وعبر من خلالها ليروى أزمنة الاحتلال البريطانى وبداية ثورة 1919 فى "زقاق المدق" ، وانعكاسها على المجتمع المصرى الذى يمثله أسرة "أحمد عبد الجواد" فى ثلاثية "بين القصرين، قصر الشوق، السكرية" فكانت الحارة هى محور ما كتبه محفوظ لكن لها أبعادًا أخرى، فهى ملخص للعالم كله.
فى ذكرى رحيل الأديب نجيب محفوظ، نرصد كيف عبرت "الحارة المصرية" من المحلية إلى العالمية بقلم صاحب نوبل، إذ أنتجت السينما العالمية أفلامًا مأخوذة عن رواياته...
نجيب محفوظ المكسيكى
أنتجت السينما المكسيكية فيلمين عن روايتين لمحفوظ أولهما «بداية ونهاية» الذى أخرجه أرتورو ريبستين عام 1993 و«زقاق المعجزات» عن رواية «زقاق المدق» من إخراج خورخى فونس عام 1994 بطولة سلمى حايك، الأول حصل على 15 جائزة محلية ودولية، منها جائزة مهرجان سان سبستيان السينمائى الدولى بإسبانيا، كأفضل فيلم غير إسبانى ناطق بالإسبانية، والثانى حصل على 11 جائزة "آريل" من أكاديمية السينما المكسيكية عام 1995، وعلى 49 جائزة دولية على مستوى العالم، واختاره جمهور مجلة "إنترتنمنت ويكلى" الإسبوعية، بالاشتراك مع الفيلم المكسيكى "بان لابيرنت" كأفضل فيلمين أنتجتهما المكسيك.
وفى تقرير لـ"رويترز" نشر عام 2011، يرى بعض النقاد أن السينما المكسيكية، كانت أكثر صدقًا وقربًا إلى أدب نجيب محفوظ - بحسب تصريحات عدد منهم لرويترز - إذ كان صاحب نوبل أقرب الأدباء المصريين إلى السينما العالمية، حتى أن الناقد اللبنانى إبراهيم العريس أطلق عليه "أديب السينمائيين وسينمائى الأدباء".
وقالت الكاتبة باث أليثيا جارسيا دييجو، إنها وقعت فى هوى "بداية ونهاية" واقترحت على زوجها المخرج ريبستين أن تعدها للسينما، قائلة له "إذا لم أعدها سأموت" وأنها اكتشفت أن عالم محفوظ قريب منها مثل أى كاتب من بلدها وبلغتها.
اللص والكلاب
الفيلم الأذربيجانى "اعتراف" عن رواية اللص والكلاب
أنتجت أذربيجان فيلمًا مأخوذًا عن رواية "اللص والكلاب" التى كتبها محفوظ عام 1961 وتعد من أهم رواياته المترجمة إلى الإنجليزية على يد تريفور لى كاسيك Trevor Le Gassick وجون رودين بيك John Rodenbeck.
تدور أحداث رواية "اللص والكلاب" حول "سعيد مهران" الذى قضى 4 أعوام فى السجن بسبب ارتكاب جريمة سرقة، ليخرج ويجد زوجته "نبوية" متزوجة من أعز أصدقائه ومعهم ابنته "سناء" عن واقعة حقيقية بطلها" محمود أمين سليمان" الذى شغل الرأى العام لعدة شهور فى أوائل عام 1961.
وتحُولت الرواية إلى فيلم مصرى من بطولة شكرى سرحان وشادية، ثم إلى مسلسل تليفزيونى من بطولة عبلة كامل ورياض الخولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة