أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، حرص بلاده على الحفاظ على الاستقرار في لبنان ومنع حدوث أي تصعيد عسكري، مبديا استعداد ألمانيا للعمل مع جميع الأطراف المعنية لضمان تحقيق ذلك.
جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الألماني، مع نظيره اللبناني جبران باسيل، ظهر اليوم السبت، على خلفية تصاعد التوتر جراء اعتداء إسرائيل على ضاحية بيروت الجنوبية باستخدام طيارتين من دون طيار قبل نحو أسبوع.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية اللبناني عن تقديره لجهود ألمانيا، مشيرا إلى أن لبنان يرغب في الاستقرار، لا سيما وأن مصلحته وأوضاعه الاقتصادية والاجتماعية لا تتحمل أي اهتزاز أو اضطراب غير أن إسرائيل هي التي بادرت بالعدوان على بلاده.
وقال الوزير باسيل إن الخروقات البرية والبحرية والجوية الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، تصاعدت وتيرتها، حيث انتقلت من نحو 150 خرقا، إلى نحو 250 خرقا في الشهر الواحد.
وأشار إلى أن ما أقدمت عليه إسرائيل مؤخرا هو اعتداء بواسطة طائرات من دون طيار في قلب الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وأن هذا الأمر يمثل سابقة شديدة الخطورة، وأن لبنان لا يمكن القبول بها لأنه نوع جديد من الخروقات الذي يهدد أرواح اللبنانيين وممتلكاتهم في كل لحظة إذا ما تم التسليم بحدوثها وعدم إيقافها.
وشدد باسيل على أن إسرائيل ينبغي عليها أن تعود إلى "معادلة الهدوء" القائمة منذ عام 2006 ، في إطار قرار مجلس الأمن رقم 1701 (الصادر في أعقاب العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف عام 2006) وأن بلاده لن تسمح بالخروج عن هذه المعادلة.
وسقطت طائرتان إسرائيليتان من دون طيار فجر الأحد الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية، والتي تمثل معقل حزب الله ومنطقة نفوذه الأساسية. وزعم حزب الله أن الطائرتين كانتا تحملان مواد متفجرة بقصد تنفيذ عملية استهداف ضد الحزب.
وبينما توعد حزب الله برد عسكري مرتقب ضد إسرائيل، ترى معظم القوى السياسية اللبنانية ضرورة أن يتم حصر المعالجة والتعامل مع هذا الاعتداء في يد الدولة وحدها، تجنبا لاندلاع حرب مدمرة، خاصة في ضوء الاتصالات العربية والدولية المكثفة التي يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري لإدانة الاعتداء الإسرائيلي وإرغامها على احترام السيادة اللبنانية.