مؤكد أن كلمة " الحج"، مرتبطة لدى الجميع بركن إسلامى واضح وهو فريضة الحج، والتى يؤديها ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم، كل عام فى شهر ذو الحجة، لكن كلمة " الحج" تحمل جانبا آخر وترتبط بتاريخ هام لدى المصريين، فالكلمة أطلقت على عملية تدمير الحفار "كينتج" عام 1970، وهى العملية الشهيرة فى تاريخ الدولة المصرية، وتحمل الاسم الكودى "الحج".
تُعرف عملية الحفار " كينتنج"، فى السجلات الأمنية باسم كودى، أطلق عليه " الحج"، وجرت وقائع تلك العملية المخابراتية الشهيرة فى أوائل السبعينات، حيث كانت إسرائيل بعد نكسة 1967 تبحث عن حفر جديد داخل خليج السويس، ووجدت هدفها فى حفار يطلق عليه اسم " كينتنج"، وكان الحفار انجليزيا، اشترته شركة أمريكية كندية، ويجره جرار هولندى، مما جعله يكتسب صفة الدولية، وزاد الأمر حينما استأجرته إسرائيل، بأن صاحبته بدعاية واسعة كعادتها.
كان مسار الحفار كينتنج، هو السير بمحاذاة الساحل الأفريقى، ليدخل منطقة خليج السويس، عن طريق باب المندب، مرورا بالبحر الأحمر، وحينها اتخذ القرار بضرورة وقف الحفار، وتعطيل مهمته بشكل يجعله غير صالح للاستخدام، وكان هناك رأيان فى ذلك، أحدهما يفيد باغراقه فى البحر الأحمر فور وصوله بالطائرات المصرية، والآخر كان لدى أجهزة المخابرات وقتها، بأن يتم الأمر فى هدوء وبعيد عن مياهنا الإقليمية، وهو ما وافق عليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى حينه.
وعكف رجال الأمن والمخابرات فى مصر، على وضع تصور كامل بالعملية، درسوا فيها قوة الجرار الذى يجر الحفار، والبترول المتوفر، والسرعة المقررة له، وجاءت الدراسات بأنه سيتوقف فى السنغال وغانا، وابيدجان فى كوت ديفوار، وتم وضع عملية كاملة أطلق عليها اسمها كوديا " الحج"، منع فيها المذكرات الكتابية وتداول المعلومات إلا فى نطاق ضيق للغاية.
وتضمنت الخطة الموضوعة أنهم راسلوا الشركة الأمريكية، بأنهم يريدون استئجار الحفار بمبلغ أكثر من الجانب الاسرائيلى، وذلك للايحاء باحتياج مصر إليه، وتم تقسيم المجموعات التى تعمل فى عملية "الحج" إلى ثلاث مجموعات، التخطيط والتنفيذ والمعلومات، وبدأت أولى المحاولات فى داكار بالسنغال، ولكن الحفار كان قد تحرك بسرعة غير مجدولة، فتم الغاء المحاولة، رغم وصول عناصر التنفيذ للسنغال، وعادوا بعدها للقاهرة دون تنفيذ العملية.
لم يتوقف العقل المصرى حينها على المحاولة الأولى، وتم متابعة الحفار كينتنج حتى وصوله أبيدجان فى ساحل العاج، وكانت ساحل العاج تستعد لاستقبال عدد من رواد الفضاء الأمريكين الذين يزرونها فى ذلك الوقت، وتم وضع الخطة للتنفيذ فى ذلك الوقت، وبالفعل تم اختيار مكان ملئ بالأشجار بالقرب من أحد الكنائس، وتحركت قوات التنفيذ، ووضعت المتفجرات فى الحفار كما كان مخططا، وظبط توقيت الانفجار بعد أربع ساعات من مغادرتهم، وهو ما حدث، حيث كان أبطال مصر فى الطائرة، بينما كانت الأخبار فى أبيدجان حول انفجار طال الحفار الإسرائيلى الجديد المتجه لخليج السويس.
ويذكر أمين هويدى، وزير الحربية الأسبق، فى كتابه الشهير "أضواء على نكسة يونيو وحرب الاستنزاف"، أنه أثناء اختباء القوات المصرية، بالقرب من الكنيسة، خرج أحد المواطنين، فلما رآهم ظن أنهم مجموعة من "العفاريت" تلهو فى الغابة، فأمروه بأن يقبع فى مكانه دون أن يتحرك، حتى غادروا المكان، " ألم يكن فى حضرة العفاريت"، والكلام هنا لوزير الحربية الأسبق، حيث يضيف "كرامة أكثر من دولة دفنت فى المحيط مع الحفار"، حتى أن رئيس المجموعة أصر على المغادرة آخر فرد، بعد أن قام بتصوير الحفار بعد تدميره.
فيما أعلنت الشركة المالكة للحفار إلغاء عقدها مع إسرائيل، ووصفت الصحف البريطانية العملية بأنها كانت قاصمة لمشروعات إسرائيل فى خليج السويس.
يذكر أن أبطال العملية قد أعلن أسمائهم بعد ذلك، وتم تكريمهم على مدار السنوات الماضية، وتم توثيق الواقعة فى الكتب والدراما.
عدد الردود 0
بواسطة:
HESHAM HAMDY
ابطال ما كنا نعلمهم
تم تكريمهم فى عهد الرئيس المحترم عبد الفتاح السيسي ،الذي عرفنا فى عهده ابطال ما كنا نعلمهم.ومن كان يوهم الناس بأنه البطل الوحيد الأوحد ضاع فى مزبلة التاريخ .