ألقى النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، كلمة بالإنابة عن الدكتور على عبد العال رئيس البرلمان، خلال استضافة البرلمان المصرى لاجتماعات لجنة التعاون والعلاقات الدولية وفض المنازعات بالبرلمان الإفريقى؛ التى يستضيفها مجلس النواب المصرى.
أكد رئيس البرلمان فى كلمته، إصرار مصر على أن تقود دبلوماسية التنمية فى أفريقيا لتحل محل دبلوماسية التحرر الوطني التي قادتها مصر فى خمسينيات القرن الماضي، بالإضافة إلي عزمها تعميق الشراكة السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع أشقائها الأفارقة.
وقال الدكتور على عبد العال، إن ثورة 30 يونيو 2013، أعادت مصر بقوة إلى حاضنتها الأفريقية؛ حيث أكد الدستور المصري الذي تم الاستفتاء عليه بعد الثورة على انتماء مصر الأفريقي، وقد ترجمت لائحة مجلس النواب عمليا ذلك النص الدستوري بإنشاء لجنة للشئون الأفريقية، ضمن لجان المجلس المتخصصة، للمرة الأولى في تاريخ الحياة النيابية المصرية، وهي اللجنة التي أشرف برئاستها، وذلك بعدما عاني الحضور المصرى في أفريقيا من التذبذب لفترات من الزمن.
وأضاف عبد العال، أن التوجه المصري الجديد تجاه القارة الأفريقية وبهذا الزخم يعود بشكل أساسي إلي الدور المحوري الذي اضطلع به الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي أدرك أهمية القارة الأفريقية لمصر، وأهمية مصر لأشقائها الأفارقة، فأصبحت ركائز السياسة الخارجية المصرية قائمة اليوم على فتح آفاق جديدة للتعاون الدائم مع أفريقيا، باعتبارها العمق الاستراتيجي الأكبر والأكثر أهمية لمصر، وبما يحقق استعادة مصر لدورها الفاعل فى محيطها الأفريقي.
وتابع عبد العال، " تشهد علي ذلك زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي المتكررة إلى الدول الأفريقية تجاه أفريقيا، وحرصه على المشاركة الدورية في القمم الأفريقية دون انقطاع"، بالإضافة إلي مبادرة مصر إلى تأسيس الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التي تعني بالتعاون مع الأشقاء الأفارقة في مجالات التدريب والدعم الفني، والتي كانت تطويراً للصندوق الفني للتعاون مع أفريقيا، وهو ما يعكس الاهتمام المصري المستمر بنهضة القارة وتنمية شعوبها، والالتزام بتقديم كافة أوجه الدعم التي تحتاجها في هذا الصدد.
ولفت رضوان في الكلمة التي ألقاها بالإنابة عن رئيس البرلمان، إلي التحركات علي المستوي البرلماني حيث قام الدكتور علي عبدالعال بزيارة عدد من الدول الأفريقية وما تزال هناك زيارات أخرى عديدة مقرر لها أن تتم على مستوى القارة.
وأشار انتماء مصر إلى إفريقيا قديم منذ فجر التاريخ، وازدهر مع قيام ثورة 23 يوليو، وهى أول ثورة قامت للتحرر فى أفريقيا، لتنطلق بعدها رياح الحرية والاستقلال، وتحقق لزعماء قارتنا حلم تحقيق القومية الأفريقية بتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التى جمعتنا، ثم الاتحاد الأفريقى الذي تتشرف مصر برئاسته العام الجاري، مضيفاً : من هذا الوعي والإدراك، لطبيعة الانتماء المصري لأفريقيا، نبع إيمان مصر بدورها وواجبها نحو قارتها.
وأكد عبد العال، أن انتماء مصر جغرافيًا وتاريخيًا لقارة أفريقيا من الثوابت التي تدفع لمزيد من التعاون ومواجهة التحديات التي تواجهنا إقليمياً ودولياً، الأمر الذي انعكس بشكل واضح في الأولويات التي حددتها مصر في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، و في مقدمتها تعزيز التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى فى القارة، بما فى ذلك التركيز على مشروعات وبرامج البنية التحتية العابرة للحدود، باعتبارها السبيل لتحقيق تنمية القارة، بما يتماشى مع أهداف أجندة التنمية 2063.
وتابع عبد العال، أن أحد الأولويات الهامة علي أجندة مصر في رئاستها الاتحاد الأفريقي، يتمثل في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الإفريقية، من خلال تطوير منظومتى الزراعة والتصنيع بالقارة، مع التأكيد على الدور المحورى لشباب ونساء القارة لتحقيق أهداف أجندة 2063، بالإضافة إلي تطوير منظومة السلم والأمن الإفريقية، خاصة فى مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، وترسيخ قيم الحوكمة والشفافية والمساءلة. وتشجيع القطاع الخاص والمجتمعى على المساهمة فى البرامج والمشروعات الإفريقية القارية، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل، وتحقيق المصلحة المشتركة، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية.