خلال الأيام القليلة الماضية، كشف ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية المستور عن جماعة الإخوان الإرهابية، كما كشف الأخطاء والخطايا الكارثية للجماعة ، وذلك عبر مجموعة من المقالات حملة عنوان "ذكريات" ونشرت بالموقع الرسمى للدعوة السلفية، وقد حظيت هذه المقالات بإثارة المشكلات والتلاسن بين الجماعة الإرهابية والتيار السلفى، ليبقى هنا مجموعة من التساؤلات، منها على سبيل المثال لا الحصر، لماذا فى الوقت الحالى كشف "برهامى" عن خطايا الإخوان؟ هذا السؤال بجانب تساؤلات أخرى طرحنا على الباحثين والمتخصصين فى ملف الحركات الإسلامية.
السلفيون يحاولون نيل رضا الشعب المصرى
هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، فسر كشف ياسر برهامى نائب الدعوة السلفية المستور عن الإخوان فى الوقت الحالى، بقوله:"التيار السلفي يستشعر أنه صار وحيدًا فى الساحة وأن الأضواء مسلطة عليه خاصة بعد التغييرات الجوهرية الكبيرة غير المسبوقة التى تجرى فى الدول الآخر على صعيد الاصلاحات التى تمس الأسس التى قام عليها هذا التيار ومنها اكتسب نفوذه وحضوره".
وأضاف "النجار": "ولأنه التيار السلفى يشعر بأن هذا التحول الكبير فى البلدان المجاورة سيؤثر عليه بشكل مباشر في مصر إذا استمر مروجًا لنفس أطروحاته التي يجرى الانقلاب عليها في مركز السلفية بالعالم فقادته يهربون إلى قضايا وملفات أخرى يرون أنها كفيلة بصرف الأنظار عن ملف الاصلاحات المتعلقة بقضايا التيار السلفى وأطروحاته ويختارون إثارة ملفات لا تكلفهم إجراء مراجعات ومعالجات في الملف السلفى أى ما يخصهم تماشيًا مع التغير الحاصل بالمنطقة".
وبسؤاله عن لماذا يهتم التيار السلفى بإثارة الموضوعات المتلعقة بالإخوان، قال "النجار":بالطبع تأتى إثارة ملف الإخوان مناسبة لهم لأنها غير مكلفة للسلفيين من جهة ومن جهة أخرى هى محاولة لكسب رضا الداخل المصرى أملا فى قبول استمرار السلفيين فى المشهد بدون اجراء مراجعات ومعالجات تماشيا مع التغير الحاصل".
وأوضح "النجار" تعامل الشعب المصرى مع التيار الإسلامى برمته، قائلا: "فى المقابل استشعار أيضًا التيار السلفى بأن المصريين لا يفرقون بين فصائل الإسلام السياسى من إخوان وسلفيين ويعتبرونهم منظومة متكاملة ومشتركون جميعًا فى نفس المشروع وأن الخلاف بينهم فقط على من يقود ومحاولة قادة السلفيين تلك تأتى فى هذا السياق بمعنى أنهم يحاولون اقناع الداخل المصرى بانهم مختلفون عن الإخوان أى أن الكتابات الأخيرة هى محاولات لعدم تحمل كلفة المعالجات الإصلاحية التى تجرى فى الساحة بخصوص التيار السلفى فلا تطال السلفيين فى مصر الإصلاحات التى تجرى فى مركز هذا التيار بالمملكة، ومن جهة أخرى هى لعب بورقة الإخوان غير المكلفة لأنها باتت محروقة ويستفيد منها السلفيين على القل فى رد هجوم الإخوان عليهم".
المصريون يعتبرون "الإخوان والسلفيين" فكر واحد
هل هناك فروقا بين فكر الدعوة السلفية وبين الإخوان؟ أجاب على هذا السؤال محمد مصطفى المتخصص فى شأن حركات التيار الإسلامى، مؤكدا أنه لا فرق بينهما قائلا: "لا تصدق أن هناك صدام بين السلفية والإخوان أو أن هناك اختلاف فى التوجه أو الفكر، اللهم إلا الاختلاف فى إدارة الأشخاص للفكر المتأسلم فالسلفية تنتقد الإخوان فى شخص قيادات الجماعة لسوء إدارتهم لكنهم لا يختلفون مع التوجه ذاته، فالمدرستان يجمعوهما فكريا الكفر بفكر الوطن ويجمعوهما الإيمان بعقيدة عودة ما يسمونه وهما الخلافة.
أضاف "مصطفى" فى تصريحات خاصة :"تاريخ المدرستين حفلا بالتخابر مع الغرب ضد الشرق، وكانت السلفية وقود أحداث الخريف العربى القائمة على تفتيت وحدة الأوطان" مضيفًا :"والتأسلم السياسى يختلف فيما بينهم فى إدارة مشروع تمزيق الوطن فمنهم من يرى أن يمزقه بالتقية والاندساس داخل المجتمع ومنهم من يرى إعلانها صراحة دون تقية وكلها فكرة واحدة من أدبيات الحروب الدينية الوافدة من الغرب إبان الاحتلال الانجليزى للعالم العربى فقد أخرج الأوربيون فكرا يخاصم العصر ويناطح الواقع ويجعل الصراع فى المنطقة داخل الجسد الواحد بين أبناء الوطن الواحد".